ملايين السوريين بين المعاناة الحصار

الحدث الجمعة ٢٤/يونيو/٢٠١٦ ٢٢:٤٦ م

نيويورك –
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى وجود خمسة ملايين سورى في حاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها، بزيادة قدرها مليون شخص عن التقديرات السابقة.

وقال ستيفن أوبراين، منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، في كلمته أمام مجلس الأمن أن زيادة 900 ألف شخص إلى التقديرات السابقة، التي بلغت 4.1 مليون شخص، في أبريل، تعود بالأساس إلى انعدام الأمن في عدد من المناطق.

أضاف أوبراين، إن «هذه الزيادة الكبيرة تعود إلى عوامل عديدة، لكنها تعود بالأساس إلى إدراج مناطق فى محافظات حلب والحســكة والرقــة نتيجة لغياب الأمن، ناهيك عن صعوبة وصول عمال الإغاثة إلى هذه المناطق».
كما تحدث أوبراين عن استمرار الهجمات على المستشفيات والمنشآت الطبية فى سوريا فى انتهاك صارخ للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن.
وقال إن الأطباء العاملين في المنظمات الحقوقية وثقوا 365 هجوما على 259 منشأة طبية في أبريل الفائت، وأن 76 بالمائة من هذه الهجمات شنتها طائرات النظام السوري. وأشار إلى أن الأمم المتحدة تلقت تقارير عن عدد أكبر من الهجمات على منشآت طبية منذ ذلك الحين.

قال أوبراين: «هناك خطأ جوهري في عالم باتت فيه الغارات على المستشفيات والمدارس والمساجد والأسواق العامة، والمجموعات العرقية والمذهبية والدينية أمرا شائعا». اتهم أوبراين أيضا تنظيم داعش، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب ضد المواطنين الإيزيديين.

مشيرا إلى أن آلاف الإيزيديين لا يزالون أسرى لدى التنظيم حيث تستخدم النساء فى كسبايا والأطفال يجرى تلقينهم واستخدامهم كجنود.

مفقودون

وقال إن الآلاف من الرجال والفتيان الإيزيديين لا يزالون فى عداد المفقودين. قال أوبراين الأمم المتحدة وشركاؤها تمكنوا منذ يناير من تقديم مساعدات إنسانية إلى نحو 844325 سوري في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول، وحصل بعضها على المساعدات أكثر من مرة.
وأضاف: «على الرغم من أن هذا يشكل تقدما وموضع ترحيب، لكنه ليس سوى قدر ضئيل بالمقارنة مع مستوى المخاوف الحماية والاحتياجات والمعاناة فى المناطق المحاصرة والتى يصعب الوصول إليها». تطالب الأمم المتحدة الآن بالوصول إلى أكثر من 1.2 مليون شخص فى 35 منطقة محاصرة ويصعب الوصول اليها فى يوليو، وطالب أوبراين الحكومة السورية «بالموافقة بشكل كامل ودون أى شروط». أثنى أوبراين على جو كوكس، النائبة البريطانية التى قتلت الأسبوع الماضي، والتى قال عنها إنها «عملت دون كلل وبشجاعة وفاعلية، من أجل الأبرياء في سوريا.
وفي حديثه إلى الصحفيين في أعقاب اجتماع مجلس الأمن، ألقى السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري باللائمة على تركيا والسعودية وقطر والقوى الغربية في زيادة معاناة الشعب السوري.
وقال الجعفري: «إن فرض لتدابير اقتصادية أحادية، قســرية تضيف إلى الوضع المأساوي الدرامي في سوريا في الوقت الراهن، ينبغي لهذه العواصــم الغـربية أن تدرك أن بمقدورها مساعدة الشــعب الســوري، وتجنب المعاناة الإنسانية، من خلال رفع هذه العقوبات الاقتصــادية المفروضة على الشــعب الســـوري والحكومة السورية».

تقديرات سابقة

في وقت سابق قالت منسقة الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، فاليري آموس، إن حوالي 250 ألف سوري موجودون في مناطق تحت الحصار، فيما 2.5 ملايين آخرين في أماكن يصعب الوصول إليها. وذكرت آموس، وفي جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي، إن نحو 250 ألف سوري يوجدون في مجتمعات محاصرة ولا يمكن الوصول إليهم على الإطلاق لمساعدتهم، وإن 2.5 مليون آخرين يقيمون في مناطق يصعب على عمال الإغاثة الوصول إليها.
وأبلغت المجلــــس بتحقيق بعض التقدم المتواضع في الإجراءات الإدارية المتعلقة بالعمل الإنساني في سوريا، ولكنها قالت للصحفيين انها ذكّرت مجلـــس الأمن «بأننا لم نشــهد تحقيق أي تقدم في بعض المجالات الأكثر صـــعوبة مثل حماية المدنيين ونزع الصبغة العسكرية من المدارس والمستشفيات والوصول إلى المجتمعات المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها».
وأضافت «أريد من المجلس أن يوضح بشكل جلي للغاية أن استهداف المدنيين يتناقض مع القانون الإنساني الدولي».
وأكدت آموس ضرورة مواصلة العمل لضمان تنفيذ توصيات البيان الرئاسي الذي أصدره مجلس الأمن الدولي في 2 أكتوبر بشأن الوضع الإنساني في سوريا وتيسير جهود الإغاثة للمتضررين من الصراع.

وضع مأساوي

في شهر مايو الفائت كشف تقرير صادر عن «منظمة الهلال الأحمر السوري» أن عدد المحتاجين للمساعدة في البلاد بلغ نحو 13.5 مليون مواطن منهم نحو 6.5 ملايين نازح داخلياً و4.49 ملايين في مناطق يصعب الوصول إليها.
وأكد التقرير الذي يعد الأول من نوعه أن عدد الأطفال الذين هم بحاجة إلى مساعدة بلغ 6 ملايين طفل لافتاً إلى أن المنظمة المحلية توزع مساعدات على 4.7 ملايين يستفيد منهم نحو مليونين تلقوا علاجات دوائية. وأعلن التقرير أن عدد قوافل المساعدات على خطوط التماس بلغ 77 قافلة تشمل جميع المساعدات التي يحتاجها المواطنون مشيراً إلى نحو 4 ملايين مواطن استفسروا عن استشارات طبية.
ولفت التقرير إلى أن المستفيدين من الدعم النفسي بلغ أكثر من 316 ألفاً قدمت لهم جميع المساعدات الخاصة في هذا المجــــال مؤكــداً أنه استفاد من مــواد معالجة المياه نحو 1.3 مليون مواطن وأنه تم توزيع 4.6 ملايين مواد خاصة في مجال معالجة المياه.
ونص التقرير إلى أنه ما يقارب 963 ألف مستفيد في محافظة حلب بينهم 900 ألف تلقوا علاجات دوائية كاشفاً عن وجود 7 قوافل مساعدات على خطوط التماس و133 شاحنة جاهزة لإيصال المساعدات لمن يحتاجها.
وفي ريف دمشق أكد التقرير أن عدد المستفيدين بلغ 842 ألف مواطن منهم 800 ألف تلقوا علاجــات دوائيـــة في حين بلغ عدد المستفيدين من المســاعدات الإنسانية في محافظة حمص 418 ألف مواطن إضافة إلى وجود 30 قافلة مساعدات على خطوط التماس.
واحتلت إدلب المرتبة الأخيرة على قائمة التقرير الصادر عن المنظمة المحلية ليبلغ عدد المستفيدين فيها نحو 200 ألف منهم 15 ألفاً تلقوا علاجات دوائية إلا أن التقرير أكد أن هذا الرقم ازداد أخيراً دون أن يذكر ما مقدار ازدياد الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية في المحافظة.
وأوضح التقرير أن المنظمة وزعت أكثر من 11.7 مليون ربطة خبز على مواطنين يستحقونها لافتا إلى أن عدد المطابخ الجماعية التي نظمت لمساعدة المحتاجين بلغت 8.8 آلاف مطبخ.
وأشار التقرير إلى توزيع أكثر من ألف كرسي على عجزة لا يستطيعون المشي و389 عكازة مؤكداً أن عدد المستفيدين في قطاع التعليم بلغ 250 ألف مستفيد وزعت لهم مواد بلغ عددها 259 ألف مادة تفيد في هذا المجال. وبيّن التقرير أن المنظمة عملت أخيراً على إحداث مشاريع استثمارية لتأمين سبل كسب العيش معتبراً أن هذه الخطوة الأولى من نوعها على هذا المستوى كاشفا عن تقديم 11 مشروعاً تجريبياً في هذا المجال في فروع حمص وحلب وطرطوس وأخيراً في ريف دمشق تمت الموافقة على خمسة واســتهدفت بشكل أساسي الأشخاص العائدين إلى مناطقهم والنازحين والعائلات الأشد ضيقاً والنساء المعيلات لأسرهن وأخيراً الأشخاص الذين يعانون من إعاقة جسدية.
وذكر التقرير أن عدد المتطوعين الذين فقدوا حياتهم أثناء قيامهم بعملهم بلغ 50 متطوعاً من المنظمة ومن مختلف المناطق لافتا إلى أن عدد المتطوعين حالياً تجاوز 11 ألفاً موزعين على 14 محافظة لإيصال المساعدات إلى المحتاجين.
ونظم الهلال الأحمر بالتعاون مع منظمة الصليب الأحمر الدولية دورة تدريبية لعدد من الصحفيين العاملين في الصحف المكتوبة والمواقع الإلكترونية حيث كان هناك يوم الخميس الفائت دورة تدريبية على كيفية التعامل مع الحالات الإنسانية وتغطيتها صحفيا في زمن الحروب.
وتخلل الدورة التعريف بالقانون الدولي الإنساني وكيفية صياغة الأخبار الصحفية وربطها بالحالات الإنسانية وأخيراً التعريف بعمل المنظمتين خلال سنوات الأزمة ودورهما في إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.