مسقط - ش
في ظل جائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19) والتأثيرات المالية المترتبة عليها والتي انعكست على قدرة المؤسسات غير الربحية في دعم المشاريع والبرامج المخصصة لحماية تعشيش السلاحف البحرية، قامت اثنتان من المجموعات غير الربحية ألا وهما (Turtle Island Restoration Network) (SEE Turtles) ومقرهما الولايات المتحدة الأمريكية بتنظيم مسابقة يحصل فيها الفائز بأكبر عدد من الأصوات على المنحة الصيفية لاستدامة السلاحف بقيمة 5,000 دولار أمريكي. وبلغ عدد المؤسسات غير الربحية التي تقدمت للحصول على المنحة 45 مؤسسة وشارك في التصويت أكثر من 30,000 شخص من جميع أنحاء العالم معبرين عن الجهة التي يرون أنها الأنسب للفوز. وبفضل الدعم الكبير للمجتمع المحلي بالسلطنة، حصلت جمعية البيئة العُمانية على أكبر عدد من الأصوات مما أهلها للفوز بالمنحة. وتخطط الجمعية إلى توظيف قيمة المبلغ في تنظيم حملة للتخلص من شباك الصيد في جزيرة مصيرة خلال عام 2021م والتي تعد أحد أشهر مواقع تعشيش سلاحف الريماني على مستوى العالم.
وتعليقاً على ذلك، قالت سعاد الحارثية، المديرة التنفيذي لجمعية البيئة العُمانية: "تعد السلطنة إحدى أهم المواقع للسلاحف البحرية والتي تشهد أعدادها انخفاضاً مستمراً بسبب التهديدات المتعددة التي تواجهها ولعل أبرزها تشابكها مع معدات وأدوات الصيد المُهملة. ومنذ عام 2017م، وتقوم الجمعية بتنظيم حملات تنظيف سنوية للسواحل حيث استطعنا التخلص من أكثر من 500 طن من بقايا ومخلفات معدات الصيد وهي عملية مكلفة حيث تتطلب استخدام معدات ثقيلة ومشغلين متخصصين. ولكن في الوقت الراهن أدت جائحة كورونا (كوفيد – 19) إلى تقييد قدرتنا على توفير التمويل اللازم لدعم هذه المبادرات". وأضافت: "سعداء للغاية بالدعم الكبير الذي حظينا به على الصعيدين المحلي والدولي والذي ساهم في فوزنا بهذه المنحة. ونتقدم بجزيل الشكر إلى كل من دعمنا في هذه المسابقة بأصواتهم والذين عززوا من جهودنا لحماية مستقبل السلاحف البحرية بالسلطنة وضمان استمرارها خلال العام المقبل".
وتعد السلطنة موطن لأربعة من أنواع السلاحف السبعة التي تعيش في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك ثاني أكبر تعداد لسلاحف الريماني البحرية. وتضم الأنواع الأخرى السلاحف الخضراء، وسلاحف الشرشاف، السلاحف ريدلي الزيتونية التي تعشش على شواطئ السلطنة. أما سلاحف النملة فهي النوع الخامس الذي يزور مياه السلطنة في بعض الأوقات من أجل الغذاء وأثناء الهجرة. وقد تم تصنيف جميع هذه الأنواع كمهددة بالانقراض بدرجات مختلفة ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. وتشمل أبرز المخاطر التي تهدد هذه الأنواع التطور العمراني على السواحل والصيد العرضي، وتشابكها مع معدات الصيد المُهملة، إضافة إلى التلوث الناجم عن بقايا البلاستيك وعوامل تغير المناخ وغيرها.
هذا ومن خلال الدعم المُقدم في صورة تمويل من قانون حماية السلاحف البحرية – دائرة خدمة الأحياء البحرية والحياة البرية الأمريكية، والتعاون المثمر مع وزارة البيئة والشؤون المناخية، تواصل جمعية البيئة العُمانية في مواجهة هذه المخاطر من خلال مشروعها لحماية السلاحف البحرية في جزيرة مصيرة منذ عام 2008. وتساهم حملتها السنوية للتخلص من شباك الصيد والتي تقام في مواسم تعشيش السلاحف، في الحدّ من المخاطر التي تواجه هذه الكائنات البحرية خلال التعشيش والتفريخ.
وللتبرع لدعم جهود جمعية البيئة العُمانية أو التعرف على سُبل المساهمة في حماية هذه الكائنات الرائعة، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني eso.org.om.