مع قرب انطلاق الجولة الثالثة من سلسلة الإكستريم الشراعية قارب الطيران العماني متأهب للدفاع عن صدارته

الجماهير الأربعاء ٢٢/يونيو/٢٠١٦ ٢١:٢٣ م
مع قرب انطلاق الجولة الثالثة من سلسلة الإكستريم الشراعية
قارب الطيران العماني متأهب للدفاع عن صدارته

كارديف -
يتأهب قارب الطيران العُماني لفرد أشرعته اليوم الخميس في مياه ويلز بالمملكة المتحدة، وفي دفتر خططه هدفين أساسيين هما تعزيز صدارته في الترتيب العام الذي يتربع عرشه حاليًا بفارق نقطتين فقط عن غريمهم الأصعب فريق ألينجي السويسري، وكذلك للدفاع عن السجل العُماني المسيطر على جولات كارديف لأربعة أعوام على التوالي.

أصبحت الجماهير البريطانية معتادة على التميز العُماني في جولات كارديف من سلسلة الإكستريم الشراعية، حيث سيطرت الفرق العمانية عليها على مدى أربعة أعوام على التوالي، بدءًا بقارب الطيران العُماني في العام 2012، وبعده برز قارب الموج مسقط وسيطر على جولات كارديف خلال الأعوام 2013، و2014، و2015. ويعود قارب الطيران العُماني هذا العام بقيادة الربان مورجان لارسون مرة أخرى بطموح لمواصلة ما بدأه قبل أربعة أعوام، وبطموح أكبر للفوز باللقب.

ولكن فريق الطيران العُماني وفي مقدمتهم العُماني المحترف ناصر المعشري، يدركون أن التغني بالإنجازات السابقة لن يجلب لهم الفوز على طبق من ذهب، ويعلمون بأن الفوز المنشود مرهون بمقدار سرعتهم في الإمساك بزمام الأمور وتفادي الأخطاء، والتفوق على الخصوم. وشدد على هذه النقطة البريطاني بيتر جرينهال مسؤول التخطيط وضابط الشراع الرئيسي في القارب، حيث قال: “إذا أبحرنا بالشكل الصحيح، فذلك وحده ما سيحقق لنا الفوز”.
وأضاف جرينهال في معرض حديثه عن توقعاته لجولة كارديف مقارنة بالجولة الفائتة: “استطاع فريق ألينجي السويسري الفوز علينا في جولة الصين الماضية لأننا لم نبحر بالشكل الصحيح، ولم نقدم أداءً ثابتًا على مدى الأيام الأربعة، وكان فوزهم علينا بفارق بسيط، لذلك نعلم أن فرصنا لا تزال كبيرة. ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا بأن فريق ألينجي -علاوة على فوزه في الجولة الفائتة- يشارك حاليًا في سلسلة أخرى على قارب جي.سي32 مما يعني حصولهم على فرصة أكبر لتجربة القارب وتحسين أدائهم، ولذلك علينا أن العمل بأقصى ما لدينا”.
ويبدو أن للأرض والجمهور دورا في إشعال الحماس لدى جرينهال حيث قال: “أتمنى أن نقلب موازين القوة في هذه الجولة بالتحديد، فأنا أبحر في موطني وأمام الكثيرين من أفراد عائلتي وأصدقائي وهو حافز إضافي بالنسبة لي، وأتمنى أن أمنحهم سببًا يبهجهم ويحمسهم لتشجيعنا”.
النتائج الحالية في الترتيب العام متقاربة جدًا، فالطيران العُماني متصدر بفارق نقطتين عن فريق ألينجي الذي تعادل في مجموع النقاط مع فريق ريدبُل النمساوي، ولذلك سيكون الإبحار على متن قوارب الجي.سي32 السريعة في هذا المضمار الضيق تحديًا حقيقيًا، وفرصة لمنافسات ومناورات حامية، وهنا تتضح الحنكة والدهاء التكتيكي لدى الفرق.
ولعل الربان مرجان لارسون بقيادة فريق الطيران العُماني أكثر من يدرك حجم التحدي المنتظر، وهو المعروف بحنكته ودهائه في السباقات، وقال لارسون في هذا الصدد: “هذا مضمار جيد لخوض السباقات، فالجماهير متحمسة، ومسار السباق حافل بالتحديات والمتعة، ونسمات الهواء لا تنقطع في العادة، لذا ستكون المنافسات على أشدها”.
وأضاف لارسون: “ستكون المنافسة هذا العام مختلفة عن الأعوام السابقة في هذا المضمار، لأننا سنبحر على قوارب أسرع، وسيكون علينا توخي الحذر من المساحة المحدودة، وهو وضع أشبه بمحاولة الفرار من صندوق صغير، لذا سيكون الجميع بأعصاب مشدودة، وسنرى الكثير من السجالات والقرارات الارتجالية السريعة”.
وأعرب لارسون عن أمله بالفوز بهذه الجولة وقال: “نحن متقدمون حاليًا بفارق نقطتين فقط عن أقرب منافسينا فريق ألينجي، وهو فارق بسيط جدًا إذا ما أخذنا في الاعتبار مقدار التحسن والقدرة التنافسية العالية التي تبديها الفرق بعد كل سباق يخوضونه، وهنا سيكون فريق ألينجي أشد المقاتلين لأنهم يشاركون في سلسلة أخرى على نفس القوارب، ومن أجل صدهم سيكون علينا العمل على صقل مهاراتنا وقوتنا وتركيزنا بشكل أسرع منهم”.
وعلى صعيد آخر وفي أجواء أقل توترًا، ولكنها لا تنقص متعة وإثارة، قام فريق الطيران العُماني بجولة في أحد باصات لندن المشهورة إلى عدد من أشهر المعالم في العاصمة لندن، بما فيها قصر باكنجهام، وساعة بيج بين، وميدان ترافلجار أو المعروف بميدان طرف الغار، وكان هدف هذه الجولة هو الترويج للرحلات الجوية اليومية التي دشنها الطيران العماني إلى لندن، بواقع رحلتين في اليوم الواحد.
كانت هذه الجولة تجربة مميزة لجميع البحّارة، لا سيما البحّار العُماني ناصر المعشري الذي يزور لندن لأول مرة، وقال معبرًا عن سعادته بهذه الزيارة: “أشعر بالغبطة لوجودي مع طاقم الطيران العماني، وأفتخر بتمثيل وطني في المملكة المتحدة، لا سيما لندن التي تحمل أهمية كبيرة للطيران العُماني، ولكون أن المسافرين الإنجليز من أكثر الزوار الأجانب للسلطنة، ونأمل من خلال جهود الطيران العُماني أن نرحب بالمزيد من الزوار في المستقبل”.
وعودة إلى السباق، أضاف ناصر المعشري وقال: “لطالما كنت أستمتع بزيارة المملكة المتحدة والمنافسة في كارديف، حيث فزنا عدة مرات في هذا المضمار على متن قوارب الإكستريم 40، ونأمل أن نواصل نجاحاتنا في القارب الجديد من فئة جي.سي32. تشير التنبؤات حتى الآن إلى رياح خفيفة وشمس مشرقة في بداية السباقات، وستزداد الرياح تدريجيًا مع تقدمنا في السباقات، وتبدو هذه الأجواء مثالية لنا. لا تزال هناك بعض الجوانب التي نحتاج إلى صقلها في أدائنا، ومع أن الفرق الأخرى قوية جدًا، إلا أنني واثق أن فرصتنا كبيرة للفوز”.