محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby
من منطلق الحرية الإعلامية التي نجدها، وأحيانا أفضل من دول أخرى ننظر إلى صحافتها بعين التقدير، لكن ربما هو التقدير المهني، الجانب الذي نتمناه لصحافتنا بصورة تتجاوز الممارس حاليا، إنما على صعيد الحرية وجرأة الطرح، فأظن أن لدينا أفضلية في بعض الأوجه، وأهمها انتقاد الحكومة.
من هذا المنطلق سأنتقد بيان مجلس الوزراء، وهذا ما كان يمثل «جريمة إعلامية لا يمكن السكوت عليها قبل عدة سنوات»، وهذا ما يحسب للإعلام العماني..
كيف يريد مجلس الوزراء دراسة التحديات التي تعيق الإعلام العماني؟!
بعد 46 عاماً ألم نعرف بعد هذه التحديات؟! وقد قيلت آلاف المرات وكتبت مئات المقالات فيها.. شرّحت وأفصحت وأضافت إلى ما قيل تحت قبّتي مجلس الشورى والدولة ومئات القباب، الرسمية والخاصة والأهلية، جميعها تقول إن لدينا تحديات كبيرة تواجه مؤسسات الإعلام، والإعلاميين.
لا أريد التطرق إلى مركز التدريب الإعلامي، فمن يعرف السنوات التي قطعها حتى حظي بالموافقة سيعرف كيف تسير «الأمور» لدينا، بالدراسة تلو الدراسة، والملف الذي ينتقل من مكتب إلى آخر كل شهر أو أشهر، ينطبق القول في هذا على الدراسات الإستراتيجية، أو معاملة إسكانية قد لا يعرف المواطن على أية طاولة حطّت، أو ربما يقال له، ليس في الإسكان وحده، معاملتك (ما لقيناها، سوّي طلب جديد)!!
أعود إلى التحديات.. ومتى ستكتمل دراستها، ومتى سينظر إليها، ومتى سيقرر فيها أمر ما، ومتى ستحال إلى التنفيذ؟
والتنفيذ يحتاج (فلوس) و(الفلوس).. محكومة بأسعار النفط.
إنما، ليس كل تطوير يحتاج إلى كل ذلك..
من أولوياته أن لا يتم (إلقام) وسائل الإعلام بيانا جاهزا أشعر به رسميا لدرجة ارتدائه الخنجر والبشت، بل هناك متحدث رسمي باسم الحكومة تلتقيه وسائل الإعلام شهريا (كما يحدث في أمكنة شتى) لسؤاله كما يحلو لها من أسئلة يفرضها واقع الحياة.. لا النظر من النوافذ، وعبر التقارير المعدّة.
أن يكون الإعلام شريكا أساسيا في اتجاهات واستراتيجيات القرارات الحكومة، لا متلقيا عليه بث الخبر، أن يكون الإعلامي في مستوى «الاحترام» لا ينظر إليه المسؤول على أنه (بوق) له، دوره أن يأخذ الخبر فينشره، وأن يكف عن انتقاده، لأنه لن يعرف طريق التعاون معه مرة أخرى.
على مجلس الوزراء طرح السؤال على وزير الإعلام، سؤال أراه مهما: هل مؤسساتنا الصحفية قوية أم ضعيفة، ما الذي يجعلها بالصفة الأولى وما أودى بها إلى الصفة الأخرى؟
أكاد أجزم أن مجلس الوزراء يعرف الإجابات، إنما نحن (قوم) إذا أرادوا اتخاذ (تطوير) شكلوا له لجنة لدراسته، وتنفق عليها الأموال ثم.. نعود بعد سنوات لندرسه مرة أخرى.. الدراما والمسرح خير مثال.
أليس هذا الترهل بعينه؟! قلتها يا معالي يوسف بن علوي، والتقت كلمتك، وإن بدت صعبة، مع رؤية الناس، مهما بدا أن الجميع مشارك فيه!