العمل الحر سرّ نجاح الشباب اقتصادياً

مسقط -ش
ما أجمل أن تجد الناجحين في مشاريعهم الخاصة التي تصب في خدمة المجتمع بكل فئاته، وتتبع خطاهم وأن تقف على تلك المحطات التي مروا عليها، وتمكنوا بمثابرتهم وعزمهم من صياغة قصص نجاحهم ومن بين هذه القصص قصة جاسم بن علي المكتومي الذي استطاع بالجهد والعمل وبالفكر والإبداع أن ينقش اسمه على لائحة النجاح والتميز.
جاسم المكتومي موظف في خدمات الامن والسلامة من محافظة البريمي، استطاع تنمية مشروعه بنفسه بإصرار وعزيمة، حيث افتتح مشروعه الاول وهو عبارة عن شركة مقاولات قبل اربع سنوات، وحدثنا عن مشواره العملي في نشاط المقاولات فقال: "اخترت هذا النشاط بسبب حبي لفكرة البناء والمقاولات، ومولت مشروعي بمبلغ ادخرته وبمساعدة اخي لي بجزء من المبلغ، ولقد بدأت برأس مال 8000 ريال عماني, حيث كنت اقوم ببناء المنازل الخاصة ومن ثم اقوم بعرضها للبيع".
وأضاف: "عملي المتواصل في المقاولات وحبي للعمل كان حافزاً لي لتعلمي المهنة في أسرع وقت"، والجميل في قصة جاسم بأنه لا يكتفي بالقليل ويسعى إلى التطوير فبعد عام استطاع أن يفتتح المحل الثاني وهو لبيع الحلويات والمكسرات، وأصبح دخله جيدا وبدا يشعر بالاستقرار ولكن طموحه أوجد بداخله رجل مغامر لا يكتفي بالاستقرار فقط وإنما يرغب برسم خريطة مستقبله ومستقبل عائلته من خلال دخل وفير يمكنه من ذلك، لذا قرر بأن يتنوع في تجارته لتشمل نشاطات أخرى فيقول "بعد دراستي للسوق قررت بأن افتح محلا لبيع المواد الغذائية ومحلا اخر لبيع الدواجن, وبالفعل كما توقعت الإقبال على هذا النشاط واسع ومن خبرتي في السوق وخبرتي الجديدة في هذا المجال بدأت في تطوير أعمالي لتصل ولله الحمد بعد 3 سنوات إلى 4 محلات بمختلف الانشطة".
ويكمل جاسم وبكل فخر وهو يتحدث عن انجازاته ويقول "أصبحت لدي 7 محلات بين بيع مواد غذائية والمقاولات ومحل حلويات وخضار وفواكه وبيع الدواجن بالجملة وغيرها، والآن أجهز لفتح محل اخر للخضار والفواكه بإذن الله قبل نهاية الشهر الحالي، وسيكون مجموع محلاتي 8 محلات قبل نهاية العام الحالي، وعندما سألنا جاسم عن الإخفاقات التي مر بها قال "لايوجد لدي أي إخفاقات النشاطات التي اخترتها ناجحة ولله الحمد وقد ادرتها بحب وأثمرت لي بدخل لم أكن احلم به".

صعوبات
وعن الصعوبات قال جاسم "من أهم الصعوبات التي واجهتني في بداية دخولي مجال القطاع الخاص هو المال كان أصعب عائق، وكذلك ارتفاع اسعار مواد البناء وايضا استيراد مواد البناء وغيرها, وكذلك قلة القوى العاملة الوافدة في محلاتي, وارتفاع الاجارات في بعض المحلات، ولكن لم تمنع هذه الصعوبات من اكمال مشروعي بالعكس اعطتني حافز الاصرار والعزيمة لتجاوز المعوقات.
وعن آلية الترويج أوضح المكتومي لم اكتفي بفتح المحلات وانتظر الزبون المتوقع بل فكرت في الدعاية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي للترويج عن المنتجات ولاستقبال الأفكار التي يحتاجها المستهلك لتميزه عن غيره.

طموحات
وعندما سألنا جاسم عن طموحاته قال: لدي طموح في اكمال دراستي ولكن بسبب اشرافي على مشاريعي ليس لدي الوقت لكن ساكمل الدارسة العليا في المستقبل القريب.
وأكد جاسم الكتومي على أهمية استغلال الوقت قائلا: أدعوا الشباب وخصوصاً الباحثين عن عمل لاستثمار أوقاتهم في العمل الحر، وأن العزوف عن العمل الحر لا يوجد له أي مبرر طالما وجدت العزيمة والإرادة والتمويل، ومثل هذا النشاط يحتاج إلى قليل من التدريب والخبرة والتي تأتي عن طريق الممارسة, وسر نجاح مشروعي هو التعامل الراقي مع الزبائن والمصداقية وتوفير السلعة الجيدة وبسعر جيد.
ووجه المكتومي عدة نصائح للباحثين عن عمل وقال: "نصيحتي للشباب لكي يكونوا ناجحين في تجارتهم عليهم أن يشرفوا على تجارتهم بأنفسهم وباستقلالية مطلقة، ولا يعتمدوا في تجارتهم على الوافدين والذين يأخذون الكثير من التجارة ويتركون القليل للمواطنين، حينها نجد بأن هناك أصواتا ترتفع وترفع شعار العمل الحر غير مجد، وهم في حقيقة الأمر ينتظرون أن يأتيهم الربح على طبق من ذهب، واختتم المكتومي كلامة قائلا: "هناك مشاريع مهمشة مثل مصانع السيراميك والرخام وانصح الشباب ان تتجه لمثل هذه المشاريع".