باسم الرواس
ما تعيشه الكرة البرازيلية من «ضمور» على مستوى النتائج في العامين الأخيرين تحديدا منذ الخسارة الفادحة أمام المنتخب الألماني في نصف نهائي «مونديال 2014» بسبعة أهداف مقابل هدف ترك أثرًا بالغا على كل عشاق ومحبي الكرة البرازيلية الذين عاشوا معاناة هذا المنتخب أيضا في النسختين الأخيرتين من بطولة «كوبا أمريكا» حين ودع «السيلساو» النسخة الفائتة من الدور ربع النهائي أمام منتخب البارجواي قبل أن يسجل خروجا مهينا من الدور الأول في النسخة الحالية من الدور الأول بعد الخسارة أمام منتخب البيرو بهدف يتيم.
صحيح أن «الخروج» من النسخة الحالية من «كوبا أمريكا» لم يكن «شرعيا» بعدما أظهرت الإعادات التلفزيونية أن هدف البيرو جاء من لمسة يد «وقحة» لكن ثمة امتعاضا يسود محبي «السيلساو» من هذا المنتخب بفعل الأداء «العقيم» الذي طبع مبارياته في الآونة الأخيرة.
وإذا كان قرار الاتحاد البرازيلي بإقالة المدرب كارلوس دونجا وتعيين «تيتي» بدلا منه قد نفّس الاحتقان إلى حد ما إلا انه لم يزل الالتباس والأسئلة حول الأداء العام للمنتخب البرازيلي في الآونة الأخيرة.
يــــــدرك الجـــميع أن المشكلة في الكرة البرازيلية باتت اليوم اكبر بكثير من «خطأ» تحكيمي بل هي مشكلة عميــــقة تتمثل بالفساد المستشري في من يتولى إدارتها.
وبصرف النظر عن افتقاد الفريق إلى القيادة القوية داخل الملعب، وهذا ما سبّب ضياعا لدى اللاعبين في المباريات فإن المنتخب الحالي اصبح رهينة للهيكل المدفوع بقوة المال في العصر الحديث. وبمعنى آخر، يُظهر وكلاء اللاعبين ومديرو الأندية اهتماما بالحصول على المال عوضا عن تطوير لاعبي كرة القدم».
كرة القدم اليوم في البرازيل في أقل من المستوى المتوسط. عدم التمكن من تسجيل هدف في مرمى منتخب البيرو من قبل منتخب معظم لاعبيه محترفين في أوروبا هو أمر غير لائق على الإطلاق لأي منتخب .. فكيف الحال اذا كان الأمر يتعلق بالمنتخب البرازيلي».
الشعب البرازيلي الذي يستيقظ على ممارسة الكرة على شواطئ الكوبا غابانا، يرفض اليوم الحديث عن المنافسة على لقب المونديال المقبل في روسيا 2018».
يُفضل التريث .. والترقب :»قد لا نتأهل إلى المونديال» يقول أحدهم !
ماذا عن 2022 .. ؟
يرتبط الشارع الكروي في قطر بالكرة البرازيلية بشكل وثيق، فبخلاف السحر الذي نثرته الكرة البرازيلية على مدى قرن من الزمن، ما أوجد لها شعبية ليس على مستوى الخليج فحسب بل على مستوى العالم أيضا، فإن ثمة رابط عاطفي بين كرة القدم في قطر وبين الكرة البرازيلية إذ عرفت الأولى نجاحا منقطع النظير في عهد مدرب العنابي السابق ايفرستو الذي كان يقود منتخب قطر للشباب عندما حقق العنابي أفضل نتائجه في بطولة كأس العالم للشباب 1981 في أستراليا حين وصل المنتخب في تلك البطولة للمباراة النهائيّة متغلّباً في طريقه على منتخب الشباب البرازيلي ومنتخب الشباب الإنجليزي.
كيف سيكون حال «السيلساو» بعد 6 سنوات ؟
سؤال يقض مضاجع الجماهير العاشقة في المنطقة .. لا يمكن تصور المونديال من دون البرازيل ..!
حسن الختام:
الكرة البرازيلية في أزمة قد تطول .. وعلى المعنيين من لاعبين ومدربين وإداريين إدراك ذلك بتوافق الرؤى لاستعادة المنتخب سابق عهده.