خمسة في عيون اليورو

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٢/يونيو/٢٠١٦ ١٩:٥٨ م
خمسة في عيون اليورو

حسام بركات

تحتم الغريزة والفطرة التنافسية على كل المنتخبات المشاركة في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم أن تبحث عن الذهاب بعيدا مهما كانت الوسيلة.

الإمتاع لم يعد هو الغاية كما كان في أيام خلت، بل النتيجة .. والنتيجة فقط هي التي تهم الآن.

لذلك فمن الطبيعي أن يخرج الدور الأول ليورو 2016 في فرنسا بهذه الصورة الضعيفة حيث أكدت كل التقارير أن المعدل التهديفي لهذه البطولة هو الأسوأ منذ العام 1992. ولكن رغم هذه الصورة الحزينة ظهرت منتخبات قادرة على تحقيق الأمرين معا (وإن كانت تعد على أصابع اليد الواحدة).
وصحيح كما أسلفنا أن كل المنتخبات المشاركة في نهائيات أوروبا تتطلع لبلوغ دور ثمن النهائي في فرنسا بيد أن ثمانية منتخبات يتعين عليها المغادرة ومنها من غادر أصلا.. فيما يلتحقها قريبا ثمانية أخرى.
أما على صعيد المنتخبات التي يتوقع لها الذهاب بعيدا فقد ظهرت ملامح مبشرة لخمسة اعلام يأتي في مقدمتها العلم الإيطالي.
نعم الاتزوري هو أول من وقعت عليه العين، حيث يعتبر وفقا لمشاهدات الدور الأول من أكثر الفرق الكبيرة إقناعا في الأداء والنتائج رغم أنه لا يتحصل على العدد المعهود من الأسماء اللامعة في تشكيلته الأساسية.
ويعود الفضل في الوضع المقنع الذي وصل إليه الأداء الإيطالي إلى المدرب الشاب انتونيو كونتي الذي سيرحل للأسف بعد انتهاء اليورو إلى تشيلسي الإنجليزي.
ويأتي المنتخب الإسباني حامل اللقب في المرتبة الثانية من حيث الإقناع بعد إيطاليا غير أن مراقبين أكدوا بأن الأداء سيتصاعد كثيرا في الأدوار الإقصائية.
ألمانيا بطلة العالم تأتي في المرتبة الثالثة رغم الانتقادات التي طالت الفريق، وأهمها جاءت من القائد السابق مايكل بالاك الذي شدد على أن المانشافت لا يملك قيادة ميدانية ذات اعتبار.
ذات الانتقادات تعرض لها رجال المدرب لوف في كأس العالم في البرازيل صيف العام 2014 ولكنهم تجاهلوها ومضوا بعد ذلك ليفوزا باللقب.
رابع المنتخبات التي ربما يكون له كلمة فاصلة في الأدوار الإقصائية صاحب الأرض فرنسا استنادا للنتائج التي حققها مع غياب الإشادة المطلقة على صعيد الأداء.
واضطر المدرب ديشامب في اكثر من مناسبة لتقديم وعود قاطعة للجماهير بأن الأداء سيتحسن بعد انتهاء الدور الاول واعتياد اللاعبين على الضغط الجماهيري الذي عايشوه منذ اليوم الاول.
أما مفاجأة دور المجموعات فلا شك أن الجميع يتفق على ويلز بعد تصدر المجموعة الثانية امام انجلترا، وهو ما يذكرنا بمغامرات سابقة خاضتها منتخبات مثل الدنمارك واليونان عندما لم يكن أحد يتوقع منها شيئا.
هذه المنتخبات الخمسة قد تذهب بعيدا حتى تصطدم ببعضها البعض، ولكن علينا أن نتذكر دائما أن كرة القدم لا تخضع لمنطق ولا تعترف نهائيا بالتوقعات المسبقة او الاستنتاجات المستعجلة.. ومن الأفضل أن ننتظر لنرى.