برلين – ش – وكالات
أشغل الزعيم النازي أدولف هتلر الناس حيا وميِّتا، فرغمَ غيابه عن المسرح اليومي للحياة، إلا أن الزعيم النازي يشكل حكاية من حين لآخر، فبعد خطط لدى النمسا لمصادرة المنزل الذي وُلد فيه هتلر، عرضت ملابس ومتعلقات شخصية تعود للزعيم النازي في مزاد سري.
وأقيم المزاد تحت أقيم تحت شعار "هتلر والنازية.. نظرة إلى هاوية الشر" لبيع قطع تعود لقادة ألمانيا النازيين بمدينة ميونيخ الألمانية.
وذكرت صحيفة "ديلي اكسبريس" أن الزي الرسمي لأدولف هتلر تم بيعه في مزاد نازي سري بأكثر من 200 ألف جنيه استرليني. وأشارت الصحيفة إلى أن المزاد تم سرا في ميونخ ووصفته جماعات يهودية بالمثير للإشمئزاز والفاضح داعية لإلغاء المزاد.
ولم يقف المزاد على مقتنيات هتلر بل عرضت أيضا ملابس تخص القيادات النازية التي اشتهرت بالقرب من هتلر مثل هرمان جورينج والذي تم بيع قطعة من ملابسه الداخلية بمبلغ 2000 جنيه استرليني بلمشتري مجهول.
واشترى شخص مجهول الهوية، قدم نفسه على أنه أرجنتيني، الجزء الأكبر من مقتنيات النازية، خلال مزاد أثار جدلاً في ميونيخ، منفقاً أكثر من 600 ألف أورو (678 ألف دولار أمريكي)، حسب ما ذكرت الصحف الألمانية.
وأنفق الرجل، الذي ارتدى الأسود بالكامل مبلغ 275 ألف أورو لشراء السترة العسكرية الأخيرة، التي ارتداها أدولف هتلر، وثلاثة آلاف أورو لملابس داخلية “عفنة جزئياً”، كانت ملكاً لهيرمان غورينغ قائد سلاح الجو النازي، واشتر أيضا وعاء من النحاس الأصفر استخدمه هيرمان عندما أقدم على الانتحار بالسيانيد قبل يوم واحد من امتثاله لحكم الإعدام من محكمة نورمبرغ على خلفية جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عام 1946، بحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، إلا أنه لم يشتر زوج جوارب لهتلر، بسعر 18 ألف أورو، حسب ما ذكرت صحيفة "بيلد".
وقال المشتري للصحيفة بلغة إنجليزية تشوبها لكنة إسبانية، إنه يأتي من الأرجنتين، وإن القطع التي اشتراها موجهة إلى متحف من دون أن يعطي أي تفاصيل أخرى. وكان المجلس المركزي ليهود ألمانيا ندد، الخميس الفائت، بهذا المزاد، واعتبره "مقيتا".
ومن بين المقتنيات الشخصية لهتلر، المعروضة في المزاد، جوارب، وربطات عنق، وشراشف طاولة، حسب ما ذكرت وسائل إعلام ألمانية. وكانت كل هذه القطع ملكاً للطبيب السابق في الجيش الأمريكي “جون لاتيمر”، المكلف بالإشراف على صحة المتهمين من المسؤولين النازيين في محاكمة نورنبرغ.
وقالت دار المزادات “هرمان إيستوريكا” في بيان إنها لا تهدف إلى “المساس بالسلم الأهلي أو جرح مشاعر” أي كان، مشددة على أنها تدرك “تمام الإدراك التاريخ الألماني القاتم بين عامي 1933 و1945”.
وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية أرسلت مراسلاً متخفياً الى المزاد الذي كان مغلقاً عن الصحافة والإعلام، وقال المراسل إن المشتري كان من الأرجنتين ورفض الإفصاح عن اسمه زاعماً أن الغرض من شراء هذه المقتنيات هو عرضها في متحف.
وأضاف المراسل أن الغرفة كانت مليئة بالشباب وكبار السن ورجال برؤوس حليقة وأوشام. وكانت هذه المقتنيات من مجموعة جون كي لاتمير، الطبيب الضابط من محاكم نورمبرغ الذي كان أول من فحص جثة هيرمينغ بعد انتحاره.
وكان للمجلس اليهودي في ألمانيا برئاسة جوزيف سشوستر موقف مختلف، حيث عارض وبشدة هذا المزاد المقام من قبل هيرمين هيستوريكا للمزادات العالمية وحاول إلغاءه سابقاً.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن المجلس قوله: "أعمال تجارية كهذه ومن غير قيود لمقتنيات هتلر، جورينغ وإيفا براون، هي فضائح مثيرة للاشمئزاز، ويجب أن تعود قطع كهذه للمتاحف أو الأرشيف ولا يجب أن تباع وتكون هدفاً للربح، ومن الممنوع عرض قطع أو رموز أو أعلام نازية في ألمانيا بالرغم من أن امتلاكها أو بيعها مسموح".