كوريا الشمالية تتحدى خصومها مجددا

الحدث الأربعاء ٢٢/يونيو/٢٠١٦ ١٩:٤٨ م
كوريا الشمالية  تتحدى خصومها مجددا

سول – ش – وكالات
مجددا عادت كوريا الشمالية إلى سياسات تستفز خصومها في الجوار، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال الجيش الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية أطلقت يوم أمس الأربعاء ما يبدو أنه صاروخ موسودان متوسط المدى قطع نحو 400 كيلومتر بعد ساعات من فشل إطلاق صاروخ آخر.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان إطلاق الصاروخ الثاني -الذي أطلق بعد نحو ساعتين من تجربة الإطلاق الأولى- يعد تجربة ناجحة أم فاشلة أو كيف انتهت التجربة إلا أن المسافة التي قطعها من الناحية النظرية كانت أكثر من منتصف الطريق باتجاه الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة هونشو اليابانية الرئيسية.
وقال وزير الدفاع الياباني جين ناكاتاني إن الصاروخ الثاني وصل إلى ارتفاع ألف كيلومتر مما يظهر أن كوريا الشمالية حققت تقدما في برامجها الصاروخية.
وأضاف للصحفيين في طوكيو "التهديد الذي تتعرض له اليابان يزداد." وقال مسؤول كوري جنوبي إن الصاروخ الأول أطلق من الساحل الشرقي لمدينة وونسان وهي نفس المنطقة التي انطلقت منها تجارب سابقة لصواريخ متوسطة المدى باستخدام منصات إطلاق صواريخ متحركة على الأرجح.
ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن مسؤول حكومي قوله إن الصاروخ الأول تفكك في الجو بعد أن قطع مسافة بلغت نحو 150 كيلومترا.
وتمثل تجارب الإطلاق تحديا مستمرا للتحذيرات الدولية ولسلسلة من قرارات الأمم المتحدة التي تحظر على بيونج يانج استخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الأمر الذي ترفضه كوريا الشمالية بوصفه انتهاكا لسيادتها.
وقال جيفري لويس من معهد ميدلبري للدراسات الدولية ومقره كاليفورنيا إن الفشل جزء طبيعي من التجربة وإن كوريا الشمالية ستصلح مشاكل صواريخ موسودان عاجلا أم آجلا.
وتابع "إذا واصلت كوريا الشمالية تجاربها فإن القائمين على إطلاق الصواريخ فيها سيستخدمون نفس التكنولوجيا مع صاروخ يمكن أن يهدد الولايات المتحدة."
قال ناكاتاني إن تكرار إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ يعد "استفزازا خطيرا" لا يمكن تحمله. وقالت اليابان بعد التجربة الأولى إنها ستحتج بشدة لأن التجربة تنتهك قرارا للأمم المتحدة رغم أن الإطلاق لم يمثل تهديدا فوريا لأمن اليابان.
وفي سول قال مكتب الرئاسة في كوريا الجنوبية إنه سيعقد اجتماعا للأمن القومي أمس الأربعاء لمناقشة أحدث تجارب إطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية.
وذكرت قيادة المحيط الهادي التابعة للجيش الأمريكي أن الجيش الأمريكي رصد صاروخين على الأرجح من نوع موسودان أطلقا من كوريا الشمالية. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن الصاروخين سقطا في بحر اليابان.
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي إن التجربتين الأخيرتين يفترض أن تسرعا جهود الأسرة الدولية لإحباط برنامج التسلح غير الشرعي لكوريا الشمالية. وقال "ننوي التعبير عن قلقنا من أجل تعزيز التصميم الدولي على محاسبة كوريا الشمالية على هذه التحركات الاستفزازية".
واكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أمس الأربعاء أن هذا النوع من التجارب "غير مقبول" كما نقلت قناة "ان اتش كي" التلفزيونية. وقال آبي "سنجري تحليلا مفصلا ونعمل جنبا إلى جنبا مع المجتمع الدولي. وفي حال كان الأمر متعلقا فعلا بصاروخ باليستي، فإنه سيكون بوضوح أمرا غير مقبول".
ويمكن لصواريخ موسادان التي يتراوح مداها بين 2500 واربعة آلاف كيلومتر اصابة اهداف في كوريا الجنوبية واليابان وكذلك في جزيرة غوام.
وتقول وسائل إعلام كورية جنوبية إنه يعتقد أن كوريا الشمالية لديها ما يصل إلى 30 صاروخ موسودان ويقول مسؤولون إنه جرى نشرهم لأول مرة في عام 2007 تقريبا غير أن كوريا الشمالية لم تحاول إجراء أي تجارب إطلاق قبل أبريل نيسان.

*-*
تجارب بيونج يانج الصاروخية تزيد الوضع توترا
لم تجر كوريا الشمالية حتى الآن أي تجربة ناجحة لصاروخ "موسادان" الذي كشفت عنه بيونج يانج خلال عرض عسكري عام 2010. وتدهور الوضع الى حد كبير في شبه الجزيرة الكورية بعد التجربة النووية الرابعة التي أجراها الشمال مطلع يناير، تلاها في فبراير إطلاق صاروخ في عملية تعتبر تجربة لصاروخ بعيد المدى.
وكان مجلس الأمن الدولي قد فرض عقوبات جديدة في مارس بدعم من الصين الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية وذلك بعد أن أجرت بيونج يانج رابع تجربة نووية في يناير وأطلقت صاروخا بعيد المدى وضع جسما في مدار بالفضاء.
وعرض الزعيم كيم جونج أون شخصيا خلال المؤتمر على الجنوب استئناف الحوار لتهدئة الوضع. لكن هذا العرض الذي كرره عدة مرات الجيش الكوري الشمالي، اصطدم برفض الجنوب الذي اعتبره غير صادق في ضوء تعهد كيم خلال المؤتمر ذاته بمواصلة برنامج بلاده النووي.
وأعلنت كوريا الشمالية في الأشهر الأخيرة إنها حققت سلسلة من النجاحات التقنية نحو ما يبدو أنه الهدف الأعلى لبرنامجها النووي: صنع صاروخ بالستي عابر للقارات ومزود برأس نووي قادر على ضرب القارة الأمريكية.
وبين هذه النجاحات رؤوس نووية مصغرة وبناء رأس نووي يمكنه احتمال دخول الغلاف الجوي بعد تحليق بالستي ومحرك يعمل بالوقود الصلب.
وأعلنت كوريا الشمالية أيضا أنها أجرت تجربة ناجحة لمحرك صواريخ يسمح لها بشن ضربة نووية في القارة الأمريكية.