المعارك تؤخر السلام في اليمن

الحدث الأربعاء ٢٢/يونيو/٢٠١٦ ١٩:٤٧ م
المعارك تؤخر السلام في اليمن

عدن – إبراهيم مجاهد – ش – وكالات
جدد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، فجر يوم أمس الأربعاء، مطالبته الأطراف اليمنية المشاركة في مشاورات السلام بالكويت، بالالتزام باتفاق “وقف الأعمال القتالية” (دخل حيّز التنفيذ منتصف ليل العاشر من أبريل الفائت)، مؤكدًا أن ذلك” شرط هام” لإكمال العملية السياسية.
وفي بيان صحفي، حصلت الأناضول على نسخة منه، أشار ولد الشيخ أنه التقى الوفد المشترك لجماعة “أنصار الله” (الحوثي) وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ، بالكويت، معربًا عن “استيائه الشديد مما حصل في جبل جالس قرب قاعدة العند”، في محافظة لحج، جنوبي اليمن.
وتقدم الحوثيون وقوات صالح، أمس الأول، في محافظة لحج، وسيطروا على جبل” جالس” الاستراتيجي الذي يبعد نحو 4 كيلومترات عن قاعدة “العند” العسكرية، رغم سريان قرار وقف إطلاق النار منذ 70 يوما.
وأكد المبعوث الأممي، أن التحرك العسكري الأخير للحوثيين وقوات صالح “تطور خطير يمكن أن يهدد المشاورات برمتها"، وذكر ولد الشيخ، أنه قدّم، أمس الأول، إحاطة لمجلس الأمن تطرق خلالها الى أبرز مستجدات الملف اليمني، مشيرا خلال إفادته إلى “إجماع الطرفين (الحكومة من جهة والحوثيين وصالح من جهة أخرى) على ضرورة التوصل إلى حل سلمي ينهي النزاع في اليمن".
وتحدث أيضًا في إفادته عن “إطلاق سراح مجموعات كبيرة من الأسرى والمعتقلين والأطفال خلال الأسابيع الفائت، إضافة إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية، المجال للمنظمات الانسانية لإيصال المساعدات إلى مناطق لم تكن تصل إليها من قبل”، بحسب البيان.
ولفت “ولد الشيخ” أنه تناول أمام مجلس الأمن “الوضع الأمني والخروقات المقلقة التي شهدها وقف الأعمال القتالية”، لافتا إلى وجود “عدة مبادرات (لم يحدد طبيعتها) تعمل عليها الأمم المتحدة مع المجتمع الدولي بهدف تفعيل جهود لجنة التنسيق ولجان التهدئة المحلية”.
وقال المبعوث الأممي “الحالة الإنسانية في اليمن صعبة جداً وتقارير المنظمات والجمعيات تحذر من كارثة إنسانية اذا لم يتم تدارك الوضع". وحث الأطراف اليمنية على ضرورة “إيجاد حلول عملية وآليات سريعة وفعالة تحد من تدهور الاقتصاد الذي يؤثر بدوره على تراجع الوضع المعيشي لليمنيين”.
وأشار ولد الشيخ في بيانه، أنه تقدم لمجلس الأمن “بمقترح لخارطة طريق تتضمن تصوراً عملياً لإنهاء النزاع وعودة اليمن إلى مسار سياسي سلمي”، منوها أن هذا التصور يتطرق إلى “إجراء الترتيبات الأمنية التي ينص عليها القرار 2216 (صادر عام 2015) وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على إعادة تأمين الخدمات الأساسية وإنعاش الاقتصاد اليمني”.
وينص قرار 2216 على خمس نقاط تتمثل في انسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن التي سيطروا عليها منذ الربع الأخير لعام 2014، بينها العاصمة صنعاء، وتسليم الأسلحة الثقيلة، واستعادة مؤسسات الدولة، ومعالجة ملف المحتجزين السياسيين والمختطفين والأسرى، والبحث في خطوات استئناف العملية السياسية.
ميدانيا؛ أكدت مصادر يمنية ميدانية لـ "الشبيبة" أن مسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، تمكنت فجر يوم أمس الأول من التقدم في مديرية القبيطة التابعة لمحفظة لحج جنوبي اليمن.
وذكرت المصادر أن قوات صالح ومسلحي جماعة الحوثي تمكنوا من السيطرة على جبل "جالس" بمديرية القبيطة فجر يوم أمس الأول بعد معارك عنيفة شهدتها المنطقة طوال يوم الاثنين، مشيرة إلى أن سيطرة قوات صالح ومسلحي الحوثي على هذا الجبل يضع قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية تحت نيران قوات صالح والحوثي.
وفي هذا السياق ذكر لـ "الشبيبة" المسؤول الإعلامي لجبهة القبيطة، علي منتصر القباطي، أن مسلحي المقاومة الشعبية في المنطقة اضطروا فجر الثلاثاء إلى الانسحاب من جبل "جالس" الاستراتيجي في مديرية القبيطة، التي تبعد عدة كيلو مترات عن قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية. وأشار منتصر إلى أن رجال المقاومة انسحبوا من جبل جالس إلى مدرسة "الخضر" القريبة من سلسلة جبل "الخضر واليأس" بمنطقة القبيطة، التي تعتبر أخر مرتفعات جبلية بالمنطقة تأتي بعدها منطقة العند التي توجد فيها أكبر قاعدة عسكرية في البلاد وتستخدمها قوات التحالف العربي، الذي تقوده السعودية في اليمن لإعادة الشرعية منذ سنة وثلاثة أشهر، مقراً لبعض طائراتها ومروحياتها القتالية، بالإضافة إلى عدد من المدربين العسكريين التابعين لقوات التحالف العربي.