تقرير إخباري: 82% من الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة يعيشون تحت خط الفقر

الحدث الأربعاء ٢٢/يونيو/٢٠١٦ ١٩:٤٦ م
تقرير إخباري:
82%  من الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة يعيشون تحت خط الفقر

القدس المحتلة – زكي خليل
نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية امس تقريرا حول نسبة الفقر في القدس الشرقية المحتلة، جاء فيه انه وفقا لمعطيات نشرها معهد القدس مؤخرا، بناء على معطيات دائرة الاحصاء المركزية والتأمين الوطني الإسرائيليتين، فقد طرأ ارتفاع كبير في عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر في القدس الشرقية المحتلة. وحسب معطيات العام 2014، فقد بلغت نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر في القدس الشرقية المحتلة 82% من عدد السكان، مقارنة بنسبة 22% من مجمل سكان إسرائيل، و49% من مجمل سكان القدس المحتلة.
وتعكس هذه المعطيات تدهورا خطيرا في اوضاع الفقر في القدس الشرقية المحتلة، علما ان نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر بلغت 76% من مجمل السكان في 2013، و66% في 2006.
ومن المعروف منذ سنوات ان الـ300 الف مواطن فلسطيني في القدس الشرقية المحتلة يعتبرون من اكبر المجموعات الفقيرة في إسرائيل، لكن الوضع الاقتصادي لديهم تدهور بشكل كبير خلال العقد الأخير. وحسب تقديرات جهات تعمل في المدينة، فان سبب ذلك يرجع إلى الازمة الاقتصادية التي حدثت في القدس الشرقية المحتلة في اعقاب اغلاق الجدار بين القدس المحتلة والضفة الغربية. فقد الحق الجدار ضررا كبيرا بالمصالح التجارية التي اعتمدت على زبائن من الضفة، وبالتالي سبب ارتفاعا في جدول غلاء المعيشة في المدينة بسبب وقف الاستيراد من الضفة.
ويعتبر الارتفاع بنسبة 8% في عدد العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، كما حدث بين عامي 2013 و2014، مسألة غير طبيعية في كل المعايير. ويمكن ان يرتبط جزء من التفسير بطريقة تقسيم السكان. ويعتمد مقياس خط الفقر على الاستطلاعات التي تجريها دائرة الاحصاء المركزية، وقالوا في التامين الوطني ان الاستطلاع في القدس الشرقية يواجه اشكالية بسبب قياس عينة صغيرة نسبيا.
كما توجد مشكلة في جمع المعلومات بسبب عدم تعاون السكان، والذي ازداد في اعقاب الانتفاضة التي شهدتها المدينة ابتداء من صيف 2014. مع ذلك، يمكن الافتراض بأن المعطيات تعكس تدهورا اخر في الوضع الاقتصادي في القدس الشرقية المحتلة.
ومن المحتمل ان تكون انتفاضة العام 2014، احد أسباب التدهور الذي اصاب اوضاع الكثير من العائلات الفلسطينية في المدينة. فقد تم فصل الكثير من العمال، كما في مجال السياحة مثلا، بسبب الانخفاض الحاد في عدد السياح. وهناك مشكلة اخرى اثقلت على المدينة وهي تشديد الفحص على حواجز الدخول إلى القدس المحتلة ، الأمر الذي يثقل على نقل البضائع من الضفة، وادي إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية في متاجر القدس. وقال جبر (49 عاما) من سكان البلدة القديمة ان كيس الأرز الذي يزن 12 كيلو، يباع بسعر 25 شيكل في العيزرية و120 شيكل في البلدة القديمة. وتقول رانية هريش، مديرة مكتب الرفاه في القدس الشرقية المحتلة، ان "أسعار المواد الغذائية في القدس الشرقية اليوم لا تقل عنها في غرب المدينة".
ويستدل من تحليل المعطيات ان الفقر في القدس الشرقية المحتلة هو أعمق وأقصى بكثير مما في غرب المدينة. كما ان العمل لا يحمي من النزول إلى تحت خط الفقر. وحسب المعطيات فان 89% من العائلات التي يعيلها شخص واحد تتواجد تحت خط الفقر.
وتشير منظمة العمال "معا" إلى وجود مصاعب في تحصيل حقوق سكان القدس الشرقية المحتلة الذين يستحق الكثير منهم المخصصات الاجتماعية لكنهم لا يحصلون عليها لأسباب مختلفة، خاصة الحواجز البيروقراطية او التنكيل من قبل سلطات الاحتلال.
ووفقا لحساب اجرته المنظمة فان حوالي 7% فقط من العائلات الفقيرة في القدس الشرقية المحتلة تتلقى ضمان الدخل، مقابل حوالي 10% لدى الجمهور اليهودي. مع ذلك تقلصت الفجوة قليلا خلال العامين الأخيرين، في كل ما يتعلق بتحصيل الحقوق.
وهناك مشكلة اخرى ترتبط بالوضع الأمني، وهي انه خلال العامين الاخيرين تم اعتقال ألاف المواطنين، من بينهم نسبة كبيرة في جيل العمل، لأسباب مختلفة.
وحقيقة الاعتقال والسجل الجنائي ادت إلى فصل الكثيرين منهم او إلى مصاعب كبيرة في الحصول على عمل، لأن الكثير من المشغلين الإسرائيليين يطلبون شهادة حسن سلوك من شرطة الاحتلال. مثال على ذلك خالد، 34 عاما من الطور، الذي تم في 2009 ضبط عامل لديه من الضفة الغربية، دخل بدون تصريح.
ومنذ ذلك الوقت لا يحصل على عمل. وهو يعيل اربع بنات ويعيش عميقا تحت خط الفقر. ويقول: "منذ بداية رمضان تناولت اللحم مرة واحدة لدى عمي. الأسعار ارتفعت لكن أسعار البشر اصبحت ارخص".
في بلدية الاحتلال في القدس المحتلة يشيرون إلى سلسلة من البرامج والمشاريع لتحسين الأوضاع، من بينها مراكز تأهيل مهني وزيادة 20 وظيفة جديدة للعمال الاجتماعيين في القدس الشرقية المحتلة. وقالت بوني غولدبرغ، مديرة قسم المجتمع والجمهور في المدينة ان "هناك تطوير لجهازي الرفاه والتعليم،وامل ان نرى النتائج خلال عامين".
وتركز منظمة "معا" جهودها في السنوات الأخيرة لتشغيل النساء، ولكنها تواجه حاجزا اخر – تخوف النساء الفلسطينيات من العمل في غرب المدينة او مصاعب التنقل. وقال مركز "معا" في القدس ايرز فاغنر انه "اذا ارادت امرأة من الطور الوصول للعمل في النظافة في مستشفى هداسا في الساعة السادسة صباحا، فهذا صعب جدا. الناس يعيشون في جهنم. انهم يتدفقون على بابنا من اجل إيجاد حل يوفر لهم الطعام ليوم الغد".