ظهرت أحزمة أمان السيارات للمرة الاولى في العالم في سيارات من إنتاج شركتي “فورد” و Nash Motors الأمريكيتين في الخمسينيات من
القرن الماضي. منذ ذلك الحين، أسهمت أحزمة امان السيارات في الحد من الوفيات الناتجة عن حوادث السيارات بمقدار النصف، فيما وُصف بأنه واحدا من أبرز الإختراعات التي أنقذت أرواح البشر في العالم.
على مدار عشرات السنوات التي تلت ظهور إختراع حزام مقعد السيارة أضافت شركات السيارات عديد من تقنيات الأمان التي جعلت من سيارات اليوم أكثر أمانا من أي وقت مضى. ولاتزال تعمل شركات السيارات الكُبرى اليوم على تطوير أجيال جديدة من تقنيات الأمان التي يُنتظر أن نراها كخواص إفتراضية في جميع سيارات المُستقبل القريب، وفيما يلي قائمة ببعضا منها:
١. تقنية المكابح الأوتوماتيكية:
بدأ بعض من صانعي السيارات في طرح هذة التقنية بعديد من أشكالها بصورة تدريجية مؤخرا، وإن كانت الصورة النهائية الأفضل لآلية الكبح التلقائي للسيارات لا تزال غير واضحة المعالم. تتوافر هذة التقنية حاليا في عدة صور تبدأ بأنظمة المؤازرة الآلية التي تستشعر ظروف الطوارئ التي يحتاج قائد المركبة خلالها للضغط بقوة على مكابح السيارة وتقوم عندها السيارة تلقائيا بزيادة قوة كبح السيارة بطريقة آلية لتحقيق فعالية أكبر وحماية السيارة من التصادم. وتُعد الصورة الأكثر تطورا من هذة التقنية هي نظام المكابح التلقائية لتفادي التصادُم، والتي كانت شركة “فولفو” السويدية هي واحدة من أوليات الشركات التي عملت على تقديمها تجاريا في سياراتها، وتعمل على إيقاف السيارة كُليا عن الحركة في حال أوشكت السيارة على الإصطدام بسيارة أو حاجز صلب أمامها. ستنضم هذة التقنية الى قائمة المواصفات التي تُوصي بها وكالة أمن الطُرق الأمريكية NHTSA في السيارات التي ستحصل على أعلى تقييم للأمان بداية من العام ٢٠١٨.
٢. تقنيات الأمان عند الإنتقال بين الحارات المرورية:
تضُم هذة الفئة مزيجا من التقنيات التي دخل بعضها قيد الإنتاج التجاري، فيما يزال البعض الآخر قيد التطوير أو الإختبار. أصبح نظام الإنذار للسيارات التي تمر بالنقطة العمياء Blind Spot Notification System مُتوافرا لدى عدد من مُنتجي السيارات الفاخرة، ويقوم النظام بتنبيه السائق عبر إضاءة مصباح تحذيري صغير عند مرور سيارة أُخرى مُجاورة لسيارته خارج مجال رؤية المرآة الجانبية. ينضم الى هذا النظام قريبا كخواص يُوصى بها نظام تنبيه السائق للإنحراف غير المقصود بالسيارة، والنظام النشط لمُقاومة هذا الإنحراف الغير مقصود، ويعمل النظامان من خلال مُراقبة العلامات البيضاء الخاصة بالحارات المرورية عندما تكون السيارة مُسرعة، وتحذير السائق في حال إستشعرت السيارة إنحرافا تدريجيا عن المسار المُستقيم، وتتمكن السيارات كذلك من مُقاومة هذا الإنحراف إما بزيادة مُقاومة عجلة القيادة أو بالتدخل بشكل نشط لكبح عجلات السيارة لإعادة توجيهها الى مسارها المُستقيم.
٣. أنظمة مُراقبة السائق:
في حين لايزال الإعتماد على العقل البشري في مُراقبة الآلة هو الطابع الغالب للعصر الحالي، إلا أن فريقا مُشتركا من العُلماء من جامعتي “ستانفورد” و”كورنل” يعملون في الوقت الحالي على عكس تلك الآية من خلال نظام حوسبي مُعقد يعمل على تحليل تصرُفات قائدي السيارات وتوقع القرارات التي سيتخذونها بهدف مُراقبة هذة القرارات والتدخل لإنقاذ الموقف في حال كانت ستؤدي الى حادث. لا تُعد هذة هي المُحاولة الاولى في هذا المجال، حيث ظهرت بعضا من إصدارات السيارات مؤخرا والتي تحتوي على نظام لمُراقبة مدى إنتباه السائق وتركيزه، وتحذير السائق في حال كان في حالة ذهنية غير مُناسبة للقيادة.
٤. نظام التنبيه التلقائي عن حوادث الطُرق:
يعمل هذا النظام، والذي يجري تطويره على نطاق أكثر إتساعا حاليا، على إبلاغ خدمات الإنقاذ والسُلطات المعنية تلقائيا عند وقوع حادث للمركبة المُزودة بهذا النظام، مع تزويدهم بمعلومات حول مكان وقوع الحادث، وعدد من كانوا يستقلون السيارة عن وقوع الحادث.
٥. أنظمة الرؤية الليلية والإضاءة الذكية:
تعمل شركات إنتاج السيارات على التغلب على المصاعب الأكثر شيوعا التي تواجه سائقي السيارات، والتي تشمل ظروف الرؤية المتدنية، والقيادة على الطرق المُظلمة. تستخدم أنظمة الرؤية الليلية الأشعة تحت الحمراء للتعرف على العقبات التي قد تعترض طريق المركبة، وقد لا تكون مرئية لسائق السيارة من مسافة كافية لتلافيها، اما أنظمة الإضاءة الذكية فتقوم على توجيه المصابيح الامامية للسيارة بحسب إتجاه حركة السيارة في المُنعطفات، كما تعمل على الغختيار تلقائيا بين مُستوى إرتفاع الإضاءة وفقا لإحتياجات الطريق.
المصدر:عالم التقنية