مسقط - الشبيبة
علي المعمري:الاستراتيجية الوطنية للابتكار اعتمدت على محور الملكية الفكرية كركيزة أساسية
م.خالد الهنائي: تعاون مؤسسي لمشروع دعم النساء المبتكرات وتمكين المرأة لإبراز دورها في دعم مسيرة الابتكار في السلطنة
تشارك السلطنة دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية (WIPO) والذي يصادف ٢٦ أبريل من كل عام وهو تاريخ دخول اتفاقية الويبو حيز النفاذ في عام 1970م وذلك بهدف إذكاء فهم الجمهور للملكية الفكرية. ومنذ ذلك الحين فقد أتاح اليوم العالمي للملكية الفكرية في كل عام فرصة لمشاركة الآخرين في جميع أنحاء العالم للنظر في الكيفية التي تساهم بها الملكية الفكرية في تقدم الابتكار التكنولوجي الذي يساعد على بناء عالمنا. ويأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار (لنبتكر من أجل مستقبل أخضر ٢٠٢٠). وقال علي بن حمد المعمري مدير دائرة الملكية الفكرية بوزارة التجارة والصناعة: يأتي الاحتفال بهذا اليوم لتذكير وتعريف الجمهور على أهمية حقوق الملكية الفكرية وتكون المجتمعات على دراية جيدة بها وتشجيع احترام حقوق الملكية الفكرية، حيث أن جوانب الملكية الفكرية تعتبر ركائز مهمة في تطوير المجتمعات أو تخلفها بما تعنيه من براءات الاختراع والرسوم والنماذج الصناعية وحق المؤلف والعلامات التجارية والمؤشرات الجغرافية، ولا يزال كثير من الناس يرونها لا تعدو أن تكون أمور قانونية وتجارية ليس لها علاقة بحياتهم اليومية. نشر الوعي
وأضاف علي المعمري: تواكب السلطنة دول العالم الاحتفال بهذا اليوم كل عام والذي كان له الإسهام الكبير في نشر الوعي بين الأفراد والمجتمع المؤسسي الذي يمثل الدور الأكبر في دعم شرائح المجتمع من المبتكرين سواء كانت هذه المؤسسات مؤسسات حكومية أو خاصة فهي عملت على أن توصل مفهوم الملكية الفكرية وأهميتها في تقدم الحضارات وذلك لا يتأتى إلا بتكاتف وتعاون هذه المؤسسات بأعداد خطط واستراتيجيات ممنهجة لتكون حلقة الوصل بين مجتمع المبتكرين والمؤسسات الداعمة لحقوق الملكية الفكرية. حيث أدى اعتماد مجلس الوزراء الاستراتيجية الوطنية للابتكار إلى تواصل وتعاون مؤسسي يلبي تطلعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بما يتلاءم والتوجهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق _ حفظه الله ورعاه _ يدعمها في ذلك أهداف حقيقية تتمثل في تأسيس بيئة محفزة للابتكار عبر المواءمة بين الخطط الخمسية وبرامج ومبادرات المؤسسات الداعمة للابتكار.
استراتيجية وطنية للابتكار
أكد مدير دائرة الملكية الفكرية بأن الاستراتيجية الوطنية للابتكار اعتمدت على محور الملكية الفكرية كركيزة أساسية يتطلب منها وضع وتطوير استراتيجية وطنية للملكية الفكرية لتمكين السلطنة من الوصول ضمن أعلى 20 دولة في مؤشر الابتكار العالمي. كما يعزز التعاون المؤسسي قدرة السلطنة على توليد أصول اقتصادية قيمة في مجال الملكية الفكرية، لاسيما وأن السلطنة تمتلك ثروات في شكل رأس مال بشري؛ وأعمال أدبية وفنية؛ ومعارف تقليدية؛ وأصول وراثية وبيولوجية، حيث تسعى المؤسسات الداعمة على تحرير هذه الأصول من القيود بتهيئة العوامل المناسبة لها لتكون ذات اقتصاد متجدد ومستدام.
دور مؤسسي
واوضح علي المعمري الدور المؤسسي وانجازات وزارة التجارة والصناعة قائلا: تضمنت الاشتراطات التي وضعتها الاستراتيجية الوطنية للابتكار تهيئة البنى الأساسية كوضع خطة التدريب والتعليم التي تقوم على أسس بناء القدرات التي يعتمد عليها في تشكيل المنهج العلمي في المؤسسات التعليمية والاكاديمية والمهنية وذلك من أجل صقل فكر الانسان العماني منذ الصغر، وبالتالي وضع الآليات الصحيحة لتعزيز الترابط بين العلم والابتكار.
البحث العلمي والابتكار من الأولويات
وأضاف مدير دائرة الملكية الفكرية: بأن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق _ حفظه الله ورعاه _ أكد إلى وضع البحث العلمي والابتكار من الأولويات التي يتطلع إليها في المرحلة المقبلة لما لها من دور يسهم في تفعيل التنمية المستدامة للنهوض بالسلطنة إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال الابتكارات والاختراعات حيث أعطت هذه الاشادة من لدن صاحب الجلالة المزيد من الدعم للمبتكرين في شتى مجالات صروح العلم والابتكار وحافزا لإثراء رصيد السلطنة من المنجزات.
تعاون مؤسسي
وأضاف علي المعمري: إن من صور أوجه التعاون المؤسسي بين الجهات المعنية أيضا اقامة فعالية اليوم العالمي للملكية الفكرية للعام 2020 تحت مظلة جمعية الملكية الفكرية والتي شكلت فريقا من مختلف الجهات المعنية بالاحتفال ليكون تحت سلسلة من البرامج الاذاعية والتلفزيونية ونشرات توعوية وتعريفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الجهات المشاركة وذلك بمساهمة الجهات ذات العلاقة بالانجازات والنشاطات التي تمت خلال هذا العام والعام المنصرم والمتسقة مع شعار هذا العام 2020 لليوم العالمي للملكية الفكرية نبتكر من أجل مستقبلا أخضر وبناء منظومة ابتكارات تتوائم مع الوقت الراهن الذي يمر به العالم في مكافحة فيروس كورونا كوفيد 19.
حجر أساس
من جانبه قال المهندس خالد بن حمود الهنائي رئيس قسم براءات الاختراع والتصاميم الصناعية بوزارة التجارة والصناعة: تم وضع إطار عمل للإستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية وذلك بتشكيل لجنة لهذه الاستراتيجية برئاسة سعادة وكيل وزارة التجارة والصناعة وبالإستعانة بخبراء متخصصين من المنظمة العالمية للملكية الفكرية لوضع وصياغة الإطار العام للاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية والتي تهدف إلى تشكيل منظومة متكاملة بين المؤسسات ذات العلاقة بقطاع الملكية الفكرية لضمان التنسيق الفعال في سائر الأنشطة وتشجيع الإبتكار وحمايته تحت مِظلة نظام قوي وفعال للملكية الفكرية من خلال توليد أصول إقتصادية ذات قيمة عالية في مجال الملكية الفكرية.
التعلم عن بعد
وأشار رئيس قسم براءات الاختراع والتصاميم الصناعية إلى أن من الأهداف التي تحققت بجهود التعاون المؤسسي بين الجهات المعنية إعداد نسخة عُمانية من برنامج التعليم عن بعد التابع لأكاديمية الوايبو بالنسخة العمانية (DL101) ..مؤكدا إلى أن هذا المشروع يفيد في نشر الوعي بأهمية الملكية الفكرية طبقا لقانون الملكية الفكرية العمانية والتعريف بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي انضمت لها السلطنة وذلك بمشاركة الجهات ذات العلاقة في إعداد هذا المشروع، ليتوائم مع البيئة العمانية الزاخرة بالعلم والمعرفة والمناخ المحفز ونقل المعرفة من المحيط المؤسسي إلى الوعي المجتمعي العام.
تعاون مؤسسي
وأوضح المهندس خالد الهنائي أن من جوانب التعاون المؤسسي بين وزارة التجارة والصناعة وجامعة السلطان قابوس مشروع دعم النساء المبتكرات وتمكين المرأة لإبراز دورها في دعم مسيرة الابتكار في السلطنة وتسخير جميع الإمكانيات التي تدعم مسيرتها ومواجهة جميع التحديات لتكون مع الرجل في مواكبة مسيرة النهوض بالابتكار في السلطنة.
مركز دعم التكنولوجيات
وأكد رئيس قسم براءات الاختراع والتصاميم الصناعية إلى أن إنشاء مركز دعم التكنولوجيا (TISC) يهدف إلى النفاذ إلى المصادر الإلكترونية للبراءات والوثائق العلمية والمنشورات المرتبطة بالملكية الفكرية ومساعدة المبتكرين على البحث في المعلومات التكنولوجية واسترجاعها والتدريب على البحث في قواعد البيانات وعمليات البحث بناء على الطلب من حيث الجدة وحالة التقنية الصناعية والتعدي بالإضافة إلى رصد التكنولوجيا والمنافسين والمعلومات الأساسية عن قوانين الملكية الصناعية ،والإدارة والاستراتيجيات وتسويق التكنولوجيا.
تواصل مستمر
وقال المهندس خالد الهنائي: تكثف وزارة التجارة والصناعة جهودها من أجل التواصل مع المخترعين وتسجيل ابتكاراتهم والتنسيق مع الجهات المعنية بشأن تسجيل الابتكارات المتعلقة بعلاج مرض كورونا أو أجهزة الوقاية من تأثير المرض وإرشاد المبتكرين فيما يتعلق بصياغة طلبات براءات الاختراع بحيث يتم تسجيلها وحماية حقوق أصحابها لدى دائرة الملكية الفكرية ..مشيرا إلى أن الوزارة تلقت العديد من الطلبات في هذا الشأن وقد تم اتخاذ اجراءات تسجيل الطلبات الوطنية ومن ثم توجيه أصحاب الطلبات إلى الجهات الداعمة للاستفادة من هذه الابتكارات.
الجدير بالذكر بأنه قد تم خلال الربع الأول من العام الحالي ٢٠٢٠ تسجيل ٢٨٣٤ طلب علامة تجارية و١٥٢ طلب لبراءات اختراع و٥ طلبات للتصاميم الصناعية و٥٥ طلب لحق المؤلف.
وأكدت وزارة التجارة والصناعة على ضرورة الاستفادة من القرار الوزاري رقم ٢٠٦ / ٢٠١٨ بشأن تخفيض رسوم الخدمات لحقوق الملكية الصناعية الخاصة بطلبة المدراس والكليات والجامعات والباحثين في المراكز البحثية بنسبة 90% والمُؤسسات الصغيرة بنسبة 50% من رسوم خدمات الملكية الفكرية ..مؤكدة بأن القرار ساهم إيجابيا على هذه الشريحة كما عمل على تنشيط وزيادة تقديم الطلبات المقدمة من هذه الشريحة.