انتخاب امراة رئيسة لبلدية روما

الحدث الثلاثاء ٢١/يونيو/٢٠١٦ ٠٤:٢٣ ص

روما – ش

انتخبت المرشحة الشعبوية فيرجينيا رادجي القيادية في "حركة النجوم الخمس" رئيسة لبلدية روما لتصبح بذلك اول امراة في التاريخ تتبوأ رئاسة بلدية العاصمة الايطالية، ملحقة بذلك هزيمة ساحقة بالحزب الديموقراطي بقيادة رئيس الحكومة ماتيو رينزي.
واعترف حزب رينزي بهزيمة "مرة ومؤلمة" في الانتخابات البلدية. وقال رئيس الحزب ماتيو اروفيني في مقابلة مع صحيفة لاستامبا "انها هزيمة لنا بالتأكيد. خسارة روما وتورينو مرة ومؤلمة".
وتفيد النتائج الجزئية شبه النهائية بعد فرز الاصوات في ثمانين بالمئة من مراكز الاقتراع، ان المحامية البالغة من العمر 37 عاما حصلت على 67,23 بالمئة من الاصوات متقدمة بفارق كبير على خصمها روبرتو غياكيتي مرشح الحزب الديموقراطي (يسار الوسط).
وفي تورينو (شمال غرب) فازت كيارا ابيندينو (31 عاما) من حركة "النجوم الخمس" ايضا ب54 بالمئة من الاصوات متقدمة على رئيس البلدية المحنك بيارو فاسينو الذي يعد من اهم شخصيات الحزب الديموقراطي.
وكان فاسينو دان الدعوة التي اطلقها زعيم رابطة الشمال كاتيو سالفيتي حليف الجبهة الوطنية الفرنسية، الى التصويت لمرشحتي "حركة النجوم الخمس" لالحاق الهزيمة برينزي.
اما في ميلانو (شمال) العاصمة الاقتصادية للبلاد، فقد فاز جوزيبي سالا المفوض السابق للمعرض الدولي ب51,7 بالمئة من الاصوات.
لكن حزب رينزي حافظ على مواقعه في بولونيا (وسط) المعقل التاريخي لليسار، ولم يصل حتى الى الدورة الثانية في نابولي (جنوب غرب) حيث اعيد انتخاب رئيس البلدية المنتهية ولايته لويجي دا ماجيستريس رجل اليسار الاستثنائي والعدو اللدود لرينزي.
وقالت وزارة الداخلية ان نسبة المشاركة في هذه الانتخابات الجزئية التي كانت تشمل نحو تسعة ملايين ناخب في اكثر من مئة مدينة، تجاوزت بالكاد الخمسين بالمئة بعدما كانت متدنية اصلا في الدورة الاولى.
وقالت رادجي امام الصحافيين انها "لحظة تاريخية اساسية تشكل منعطفا: امرأة على رأس بلدية روما في زمن ما زالت فيه المساواة في الفرص حلما".
وتعهدت رئيسة البلدية الشابة "باعادة الشرعية والشفافية الى المؤسسات بعد عشرين عاما من الاهمال وهيمنة +روما كابيتالي+" وهو اسم شبكة فساد واسعة كشفت العام 2014 في "المدينة الخالدة". واضافت "الآن علينا العمل هناك الكثير من المشاكل (...) انا مستعدة لتولي الحكم".
وخلال حملتها، بقيت رادجي متحفظة على برنامجها لاصلاح مدينة يخنقها دين تتجاوز قيمته 12 مليار يورو. لكن هناك امرا واحدا مؤكدا هو ان ترشيح روما لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية للعام 2024 كمنافسة لباريس ولوس انجليس وبودابست، لن يكون اولوية.
والنقطة الاخرى المثيرة للقلق هي ان رادجي لم تكشف سوى عن عدد قليل من اعضاء فريقها. وهذه النقطة حاسمة لان غياب الكوادر المؤهلة لادارة السياسة يوميا كان من اسباب الجدل الذي اثاره اداء الحركة الشعبوية في مدن اقل اهمية مثل بارما وليفورنو.
وقال الدو المتقاعد الذي يبلغ من العمر 72 عاما بعدما صوت لحركة "النجوم الخمس" في روما ان "كل الآخرين اخفقوا ونأمل ان يتمكن هؤلاء من تحقيق النجاح".
ويبدو ان شهر العسل بين رينزي والناخبين الايطاليين انتهى اذ ان تحليلا للنتائج على المستوى الوطني يشير الى ان "حركة النجوم الخمس" غائبة عن نابولي وبولونيا وميلانو، واليمين مشتت في روما لكنه موحد في ميلانو.
وحاول رئيس الحكومة لاسابيع التقليل من اهمية الاقتراع مؤكدا ان الاستفتاء على اصلاحه الدستوري المقرر في اكتوبر هو "ام كل الانتخابات" السياسية. وقد وعد بالاستقالة في حال اخفاقه.
وتأسست حركة "النجوم الخمس" عام 2009 واصبحت ثاني اكبر حزب بحصولها على 25 بالمئة من الاصوات في الانتخابات التشريعية عام 2013، وهي تحتسب خطواتها وتنسج شبكتها في الانتخابات المحلية من خلال التنديد ب"طبقة سياسية غير نظيفة".
وقال الشاب لويجي دي مايو مساعد بيبي غريو لرئاسة الحركة والمرشح لخلافته مساء الاحد "نحن مستعدون لحكم البلاد". واضاف ان "الايطاليين يعترفون بقدرتنا على الحكم. الآن في روما وتورينو وبعد ذلك كل البلاد".