تقرير اخباري بريطانيا والاتحاد الاوروبي ... ايام فاصلة وشخصيات مؤثرة

الحدث الثلاثاء ٢١/يونيو/٢٠١٦ ٠٤:٢٢ ص
تقرير اخباري 
بريطانيا والاتحاد الاوروبي ... ايام فاصلة وشخصيات مؤثرة

لندن – ش

حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند امس الاثنين من ان المملكة المتحدة لن تتمكن من العودة الى الاتحاد الاوروبي اذا خرجت منه على اثر الاستفتاء الذي سيجرى بعد غد الخميس.
وقال هاموند عند وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في لوكسمبورغ "انه قرار لا رجعة فيه. اذا قرروا المغادرة (الاتحاد الاوروبي) فلن تكون هناك عودة. لن يعود بامكان بريطانيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي في وقت لاحق الا في شروط غير مقبولة" مثل الزمها بالانضمام الى منطقة اليورو او الى مجال شينغن.
وتوقع لوزير البريطاني ان تكون نتائج التصويت في "معركة الاستفتاء" بين المعسكرين "متقاربة جدا".

معسكر المؤيدين
- رئيس الوزراء ديفيد كاميرون: "ساخوض الحملة بكل قلبي وروحي لاقناع الشعب البريطاني بالبقاء في الاتحاد الاوروبي".
- وزيرة الداخلية تيريزا ماي التي كانت لفترة مؤيدة للخروج من الاتحاد الاوروبي الا انها عادت واختارت معسكر كاميرون: "الاتحاد الاوروبي بعيد عن المثالية وهذا الاتفاق لا بد ان يكون جزءا من عملية تغيير واصلاح دائمة... لكن المصلحة الوطنية تقضي بالبقاء في الاتحاد لاسباب امنية وللحماية من الجريمة والارهاب وتسهيل التجارة مع اوروبا والوصول الى الاسواق العالمية".
- حزب المحافظين : مع ان قسما كبيرا من اعضائه من المشككين لكن في المقابل هناك مؤيدون للبقاء ابرزهم ديميان غرين رئيس مجموعة "كونسرفاتيف يوروبيان مينستريم" وآنا سوبري وزيرة الدولة المكلفة الشركات المتوسطة والصغيرة.
- جيريمي كوربن زعيم حزب العمال ابرز احزاب المعارضة : "سنخوض حملة لبقاء بريطانيا في اوروبا في الاستفتاء المقبل، ايا كانت تركيبات ديفيد كاميرون لان ذلك يؤمن لنا استثمارات ووظائف وحماية للعمال وللمستهلكين البريطانيين".
- نيكولا ستورجن رئيسة وزراء اسكتلندا وزعيمة الحزب القومي الاسكتلندي: جددت السبت تاييدها للبقاء في الاتحاد الاوروبي لان الخروج برايها يمكن ان يؤدي الى تنظيم استفتاء جديد حول استقلال اسكتلندا.
- كارولاين فيربيرن مديرة منظمة ارباب العمل في بريطانيا: "هذه الاصلاحات تحمي مكانة ونفوذ بريطانيا داخل السوق الموحدة وتجدد التركيز على القدرة التنافسية للاتحاد الاوروبي، وذلك من شانه ان يساعد الشركات البريطانية على ايجاد وظائف وتحفيز النمو الاقتصادي في السنوات المقبلة". وعبر عدد كبير من كبار رؤساء الشركات عن التاييد لصالح البقاء بينهم بوب دادلي المدير العام ل"بريتش بتروليوم".

معسكر المعارضين
- انضم خمسة وزراء من المحافظين السبت الى معسكر معارضي البقاء هم مايكل غوف (العدل) وايان دنكان سميث (العمل) وجون ويتنغديل (الرياضة والاعلام) وكريس غريلنغ (ممثل الحكومة في البرلمان) وتيريزا فيليرز (ايرلندا الشمالية).
- زعيم حزب يوكيب الشعبوي المعارض لاوروبا وللهجرة نايجل فاراج الذي يخوض دائما حملة من اجل خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي لكن مؤيدين اخرين للخروج لا يريدون التعاون معه لذلك هناك حملات متعددة في هذا المعسكر.
- حملة "صوتوا للخروج" (فوت ليف) المتعددة الاطراف التي تحظى بدعم "المحافظين من اجل بريطانيا" وهم مشككون من حزب العمال والممثلة الوحيدة لحزب البيئة في مجلس اللوردات ونائب يوكيب الوحيد دوغلاس كارسويل. وتحظى بدعم شخصيات على غرار المؤلف الشهير فريدريك فورسايث ورجال اعمال مثل جون كاودل احد مؤسسي وموزعي شركة "فونز فور يو" للهواتف، وجو فوستر احد مؤسسي مجموعة "ريبوك" للمعدات الرياضية وكريستوفر فويل المدير السابق لمكتبات "فويل".
- حملة "لنغادر.الاتحاد الاوروبي" (ليف. اي يو) كانت اخر حملة اطلقت لدعم الخروج من الاتحاد الاوروبي ويدعمها فاراج كما اعلنت مؤخرا انضمامها الى مجموعة "غراسروتس اوت" التي تطمح لان يتم اختيارها من قبل اللجنة الناخبة لتتولى رسميا الحملة ولتحصل ايضا على قرابة 7 مليارات جنيه (10 مليارات يورو) من التبرعات.
ارقام ومؤشرات
يشكل المال عصب العديد من الحروب والاستفتاء المقرر الخميس حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي ليس استثناء.
وفي المعركة بين معسكري البقاء "ريمين" والخروج "ليف"، تعتبر حرب الارقام الاكثر ضراوة اذ يختار كل جانب البيانات التي تناسبه حتى لو اضطر الى تحريف الوقائع.

المساهمة البريطانية في موازنة الاتحاد الاوروبي يقول انصار الخروج من الاتحاد الاوروبي ان المساهمة البريطانية في موازنة الاتحاد الاوروبي تبلغ 350 مليون جنيه استرليني اسبوعيا اي 454 مليون يورو.
الا ان هذا الرقم يتجاهل الحسم الشهير الذي حصلت عليه رئيسة وزراء بريطانيا انذاك مارغريت تاتشر العام 1984 ويختصر بعبارة "اريد استعادة نقودي".
وعليه فان بريطانيا تدفع اسبوعيا 280 مليون جنيه الى الاتحاد الاوروبي، بحسب ايان بيغ الباحث لدى كلية لندن للاقتصاد ومعد دراسة بعنوان "كم تدفع بريطانيا للاتحاد الاوروبي؟".
في العام 2015، دفعت لندن 12,9 مليارات جنيه مساهمة في موازنة الاتحاد الاوروبي بدلا من 17,8 مليار مقررة دون الحسم، بحسب تقديرات البرلمان البريطاني.

الاعانة التي تقدمها بروكسل في المقابل، حصلت بريطانيا على نحو ستة مليارات جنيه من الاعانات المخصصة للزراعة والابحاث العلمية.
ويشدد مؤيدو البقاء على انه مبلغ لا يستهان به، بينما يرى معسكر الخروج ان الحكومة البريطانية ستنفق هذه الاموال بشكل افضل.
وبالقياس الى المساهمة الصافية اي الفارق بين المساهمة في الموازنة الاوروبية والاعانات التي تتلقاها بريطانيا بالمقارنة مع حجم اقتصادها، فانها ليست الخاسر الاكبر وتحل في المرتبة التاسعة للدول بحسب ارقام المفوضية الاوروبية للعام 2014، بينها هولندا والمانيا وفرنسا.

الهجرة القادمة من الاتحاد الاوروبي تعتبر هذه المسالة من القضايا الاساسية التي يحركها مؤيدو الخروج مع تزايد اعداد المهاجرين باكثر من الضعف بين 2004 و2015 ليبلغ ثلاثة ملايين شخص بحسب مرصد الهجرة.
وهذه الزيادة مرتبطة بانضمام بولندا ورومانيا والمجر الى الاتحاد الاوروبي وايضا بوصول اعداد كبير من الايطاليين والاسبان بسبب الازمة الاقتصادية في هذين البلدين التابعين لمنطقة اليورو منذ اواخر سنوات العقد الاول من الالفية.
واعتبر وزير العدل مايكل غوف المؤيد لخروج البلاد انه اذا بقيت بريطانيا في اوروبا فانها ستشهد وصول اكثر من خمسة ملايين مهاجر في السنوات ال15 المقبلة ما سيشكل عبئا لا يحتمل على قطاعي الصحة والتعليم.
الا ان هذه التوقعات تفترض انضمام تركيا والبانيا وصربيا ومونتينيغرو الى الاتحاد الاوروبي بحلول 2020 بينما استبعد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ان تنضم تركيا قبل عقود.

التجارة الاتحاد الاوروبي ليس الشريك التجاري الاول لبريطانيا وشكل 44% من صادراتها للعام 2015 و5% من وارداتها بحسب ارقام الحكومة.

الوظائف تقول الحكومة البريطانية ان ثلاثة ملايين وظيفة مرتبطة بالتجارة مع الاتحاد الاوروبي بشكل مباشر او غير مباشر. ويحتسب هذا الرقام بناء على القيم المضافة الى اجمالي الناتج الداخلي من خلال انتاج سلع وخدمات يتم تصديرها الى الاتحاد الاوروبي.
الا ان البرلمان يلفت الى ان "هذا التقدير مرتبط بالتجارة مع الدول الاخرى. لذلك ليس الامر نفسه عندما نقول ان اكثر من ثلاثة ملايين وظيفة مرتبطة بالعضوية في الاتحاد الاوروبي".