الكشف عن تفاهمات سرية بين الرئيس الفلسطيني وزعيم حزب العمل الإسرائيلي

الحدث الثلاثاء ٢١/يونيو/٢٠١٦ ٠٤:٢١ ص
الكشف عن تفاهمات سرية بين الرئيس الفلسطيني وزعيم حزب العمل الإسرائيلي

غزة - علاء المشهراوي

كشف التلفزيون الاسرائيلي، النقاب عن فحوى ما قالت إنه مسودة اتفاق سري جرى بين الرئيس محمود عباس وزعيم حزب العمل "يتسحاق هرتصوغ" قبيل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة. ووفق القناة العبرية العاشرة، فإن مسودة الاتفاق الذي جرى عبر أحد مقربي "هرتصوغ" وهو الوزير السابق "افرايم سنيه" مع احد مقربي عباس تنص على انسحاب كامل من مناطق الـ67، عدا تبادل أراضي بنسبة 4% بحيث يبقى على الكتل الاستيطانية.
كما يشمل الاتفاق الذي لم ير النور عقب خسارة "هرتسوغ" في الانتخابات وعدم تمكنه من تشكيل حكومة، على سيطرة فلسطينية بشرقي القدس. كما سيكون الأقصى تحت سيطرة قوات دولية وسيبقى حائط البراق تحت سيطرة "إسرائيل" وستكون هناك "بلدية واحدة للقدس الشرقية والغربية" وفق تعبير القناة وإضافة إلى ذلك فقد جرى الاتفاق على عودة "رمزية" لبعض اللاجئين وتعويض الباقين وكذلك تواجد إسرائيلي مقلص بغور الأردن.
وعقب مكتب "هرتسوغ" على النشر بالقول إنه "لو تم الدخول في مفاوضات استنادًا إلى مسودة كهذه لما اندلعت موجة العمليات الأخيرة".
في غضون ذلك أثار قرار حكومة الاحتلال المصادقة على تحويل مبلغ يقارب 19 مليون ألف دولار أمريكي لصالح مستوطنات الضفة الغربية، ردود أفعال غاضبة في صفوف الفصائل الفلسطينية التي رأت فيه إشارة على توجّه الاحتلال صوب المزيد من التطرّف، بما يثبت فشل الرهان على خيار المفاوضات.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى الوحدة وتبني مشروع وطني واحد، يمكّن الشعب الفلسطيني من الوقوف في وجه الاحتلال، وإفشال مخططاته التوسعية والاستيطانية على حساب الأرض الفلسطينية.
واعتبرعضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس"، باسم الزعارير، أن موافقة حكومة الاحتلال اليوم على تدعيم المستوطنات، هو "رسالة لكل اللاهثين خلف سراب المفاوضات والمبادرات سواء العربية أو الفرنسية" .
وأشار الزعارير في تصريح له، إلى أن "الاحتلال لم يتوقف يومًا عن دعم المستوطنات وتوسيعها"، مبينًا أن ذلك "ليس غريبًا على احتلال توسعي عنصري متغطرس لا يقيم وزنا لمعاهدات أو مفاوضات".
وقال: "الاحتلال الآن يعزز التطرف من خلال توجهات حكومته اليمينية التي أصبحت تضم كل المتطرفين أمثال نتنياهو وليبرمان، وهي حكومة تضرب بعرض الحائط كل المعاهدات والقوانين الدولية".
من جانبها، رأت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" أن مصادقة حكومة نتنياهو على خطة تمويل المستوطنات، تتضمّن "رسالة واضحة لكل المراهنين على حكومة نتنياهو- ليبرمان المتطرفة وتوجهاتها الحقيقية".
وقال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم: "منذ تشكيل حكومة نتنياهو وضمّه للمتطرف أفيغدور ليبرمان ، وهي تعمل على توسيع الاستيطان ودعمه وتقديم كل التسهيلات للمستوطنين بذرائع مختلفة".
وأضاف: "نتنياهو بدأ بخطوات عملية على الأرض للمضي قدما في مخططه الاستيطاني المبني على ضمّ المزيد من الأراضي ومحاولات تشريع عمليات البناء الاستيطاني التي تتم في أنحاء القدس والضفة الغربية ".
وأكد عبد الكريم على أن القرار الإسرائيلي الجديد هو "استمرار في التحدي الواضح للعالم من حكومة الاحتلال، واستخفاف بكافة القوانين الدولية التي تنزع الشرعية عن المستوطنات، وكذاك ضرب للجهود الدولية المبذولة لحماية أي فرصة باقية للسلام، والتي تعمل سلطات الاحتلال على تدميرها كل يوم من خلال ما تقوم به على الأرض".
وعدّ أنه "ليس أمام الشعب الفلسطيني من خيارات من أجل التصدي لمخططات الاحتلال الاستيطانية، سوى إنهاء الانقسام وإعادة اللحمة إلى الصف الفلسطيني للوقوف في وجه كافة هذه المخططات، وكذلك تصعيد المقاومة على الأرض إلى جانب استمرار الحراك الدبلوماسي لمواجهة الاحتلال ومخططاته". وكانت القناة الثانية في التلفزيون العبري، قد قالت إن الأموال التي ستُحول للمستوطنات ستُخصص لمواجهة الأضرار التي لحقت بها نتيجة الانتفاضة الفلسطينية وموجة العمليات المتواصلة منذ أكتوبر 2015، والتي أسفرت عن مقتل نحو 40 اسرائيليًّا وجرح المئات.