الأسرار في الصندوق الأسود

مقالات رأي و تحليلات الثلاثاء ٢١/يونيو/٢٠١٦ ٠٤:١٢ ص

مسقط-عواصم-وكالات

تتجه الأنظار الآن إلى الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية التى سقطت فى مياه البحر المتوسط فى رحلتها 804 من باريس إلى القاهرة 19 مايو الفائت واللذين أصبحا فى حوزة لجنة التحقيق فى الحادث حيث تسلمتهما بعد العثور عليهما وذلك لكشف لغز تحطم الطائرة المصرية.
لقد تم انتشال الصندوق الأول الخاص بتسجيل المحادثات الصوتية والذى يسجل الحوارات التى دارت داخل كابينة قيادة الطائرة بين أفراد طاقم قيادتها وكذلك المحادثات التى تمت بين قائد الطائرة أو مساعده مع المراقبة الجوية فى الدول التى مرت الطائرة بأجوائها خلال الرحلة كما يسجل كل الأصوات بما فيها الاهتزازات الضعيفة داخل الكابينة ويسجل آخر ساعتين من عمر الرحلة.
وتم انتشال الصندوق الثانى والخاص بتسجيل كل المعلومات عن الرحلة ويسجل نحو 25 ساعة طيران وأكثر من 3000 معلومة وبيانات حول حالة الطائرة الفنية وأدائها والحالة الفنية لأجهزتها وسرعتها أثناء الطيران واتجاه خط سيرها ووضعية الطيار الآلى وسرعة الهبوط وغيرها من البيانات٠
والسؤال الأكبر الآن هو هل يمكن أن يبوح الصندوقان الأسودان بأسرار الطائرة المصرية ..وهل يساعدان فى فك لغز تحطمها والرد على كل التساؤلات حول أسباب تحطمها ؟. لاشك أن الجميع يأمل ذلك ...ولكن ماذا عن الخطوات القادمة للجنة التحقيق فى التعامل مع الصندوقين لفك لغز الحادث٠
صحيفة الجارديان البريطانية، قالت إن فريق المحققين المكلف بالتحقيق فى أزمة الطائرة المنكوبة يقوم الآن بتفريغ التسجيلات الصوتية للرحلة ويقوم بالعمل على تحديد سبب الكارثة.
وتابعت الصحيفة البريطانية في تقرير لها: أن فريق المحققين بدأ العمل من يوم السبت الفائت بمشاركة مندوبين من الأمم المتحدة وفرنسا حسب سلطات وزارة الطيران المدنى.
وأضافت الجارديان أنه فى حال وجود تلفيات بالغة فى الصندوقين الأسودين للطائرة من المرجح أن يتم إرسالهما إلى الخارج لإجراء بعض الإصلاحات فى حالة عدم إنجاز العمل فى مصر والذى من الممكن أن يستغرق عدة أسابيع.
وتابع التقرير أنه كان على متن الطائرة 30 مواطنا مصريا, و15 مواطنا فرنسيا, ومواطنان عراقيان, ومواطنون من كندا وبريطانيا والجزائر وبلجيكا وتشاد والبرتغال والسعودية والسودان ووجود طفلين وولد صغير.
مسؤول كبير في لجنة التحقيق المصرية في حادث سقوط الطائرة اكد إن المحققين المصريين سيكملون إصلاح وحدتي الذاكرة في الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة .
وقال المسؤول للصحفيين إن الإصلاحات ستنتهي "خلال ساعات" بعدها ستتمكن اللجنة من معرفة "ما إذا كان سيتم تفريغ المعلومات بطريقة سهلة منهما أم لا."
وقد يحتاج الامر الي" تحليل طيفى " لبعض الاصوات داخل الكابينة لتحديدها ومعرفة نوعية ومصدر كل صوت وطبيعته !.. ثم تأتى بعد ذلك مرحلة تفريغ هذه البيانات والمعلومات والاصوات وتسجيلها رسميا فى وثائق رسمية.
وفى نفس الوقت فإن فريقا فنيا من اللجنة سيتولى الفحص الفنى للصندوق الثانى الخاص ببيانات الرحلة والذى يسجل كل معلومات الرحلة لحظة بلحظة والاداء الفنى لكل الاجهزة الموجودة على الطائرة وتفريغ هذه البيانات والمعلومات وربطها بما حصلت عليه اللجنة من بيانات ووثائق تتعلق بأجهزة المراقبة الجوية التى تعاملت مع الطائرة والصور الرادارية التى تم رصدها قبيل تحطمها وكذلك كل الوثائق الخاصة التى حصلت عليها اللجنة والرسائل الالكترونية التى أرسلتها الطائرة عبر جهاز الآكارز قبيل اللحظات الاخيرة لتحطمها وكذلك السجل الفنى للطائرة وطاقمها.
وقالت مصادر من لجنة التحقيق في الحادث إن الأمر سيتطلب "وقتا وجهدا كبيرا" لإصلاح ما بهما من تلفيات شديدة قبل البدء في تفريغ محتوياتهما.
وقالت اللجنة إنها بدأت في تحليل بيانات الجهازين بحضور ممثلين من فرنسا والولايات المتحدة وهو أمر محوري لمعرفة سبب تحطم الطائرة في 19 مايو أيار أثناء رحلتها من باريس إلى القاهرة.
وأضافت في بيان "تم تحرير وحدات الذاكرة من الجهازين بمعامل الإدارة المركزية للحوادث بوزارة الطيران المدني تمهيدا للبدء في مرحلة التجفيف والتي تمت في مركز البحوث الفنية للقوات المسلحة."
وذكر البيان أن المحققين يجرون في الوقت الحالي اختبارات كهربائية لوحدات الذاكرة الخاصة بالصندوقين والتي يعقبها مرحلة تفريغ المعلومات.
وإذا تبين أن مسجل محادثات قمرة القيادة في حالة جيدة فإنه سيكشف الحوارات بين الطيارين وأي إنذارات انطلقت في القمرة إلى جانب أي خيوط أخرى تقود لمعرفة ما حدث مثل صدور ضوضاء عن المحرك. لكن خبراء في حوادث الطيران يقولون إنه ربما يعطي لمحة محدودة عما سبب الحادث.
وبوجود مسجل البيانات تصبح فرصة المحققين أكبر في اكتشاف السبب بشرط أن تكون الشريحة في حالة جيدة.
ويحتاج المحققون لمزيد من التحليل لوحدتي الذاكرة قبل تحديد إن كان إصلاحهما سيتم داخل مصر أو خارجها.
وعثرت فرق البحث على الصندوق الأسود الذي يسجل الأصوات داخل قمرة القيادة يوم الخميس وقالت إن به تلفيات لكن وحدة الذاكرة بحالة جيدة. ثم عثرت فرق البحث على مسجل بيانات الطائرة يوم الجمعة.
وبينما لم يستبعد أي تفسير للكارثة حتى الآن فإن مسؤولين حاليين وسابقين بصناعة الطيران يزداد اعتقادهم بأن السبب الرئيسي في الحادث يتعلق بالأنظمة التقنية في الطائرة أكثر من كونه عملا تخريبيا متعمدا.