عواصم – ش
بدأت حكومة بوركينا فاسو أيام الحداد الوطني على 29 ضحية سقطوا خلال الحصار الإرهابي الذي نفذه متشددون من تنظيم القاعدة لمطعم شعبي ومقهى، مع سعى السلطات لتحديد هوية الضحايا.
وقال الرئيس روش مارك كريستيان كابوري إن نحو 70 شخصا أصيبوا بجروح خطيرة في الهجوم، الذي بدأ مساء الجمعة على مقهى كابوتشينو وفندق سبلينديد القريب في واجادوجو عاصمة بوركينا فاسو التي تقع في غرب أفريقيا.
ويعتقد أن 14 أجنبيا على الأقل كانوا من بين الضحايا، وقتل مواطنان سويسريان وهولندي واحد وأمريكي واحد وستة كنديين، حسبما أكدت وزارات الخارجية التابعين لها.
وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن اثنين من الرعايا الفرنسيين وبرتغالي واحد يقيم في فرنسا قتلوا أيضا.
وأفادت وزارة الخارجية الإيطالية بأن نجل شخص إيطالى هو صاحب المقهى ويبلغ من العمر 9 سنوات قد قتل في الهجوم.
وأعلن متشددون ينتمون لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مسؤولية التنظيم عن الهجوم الذي استمر حتى أول أمس السبت مع ورود تقارير متفرقة عن إطلاق نار وانفجارات، إلى أن شنت قوات بوركينية وفرنسية هجوما مضادا على الفندق.
وأدان متحدث باسم البيت الأبيض يوم امس الاول الأحد الهجمات التي شهدتها بوركينا فاسو "بأشد العبارات".
وقال نيد برايس، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "نشاطر عائلات ضحايا هذه الأفعال العنيفة الطائشة حزنهم، بما في ذلك مايكل جيمس ريديرنج، الأمريكي الذي كرس حياته للعمل مع الناس من بوركينا فاسو، وقلوبنا وصلواتنا مع أولئك الذين أصيبوا بجروح".
صور المنفذين
وظهرت في ساعة متأخرة من ليل أمس الاول الأحد الصور الأولى لمن نفذوا عملية فندق "سبلنديد" في ما نشرته "مؤسسة الأندلس للإنتاج الإعلامي" عنهم بحسابها التويتري، قائلة إن الفندق الذي تبنت عمليته كتيبة "المرابطون" التي بايعت "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" بقيادة مختار بلمختار "كان وكراً من أخطر أوكار الجوسسة العالمية في غرب القارة الإفريقية" على حد تعبيرها.
ذكرت أيضاً أن ألقاب منفذي الهجوم الذي استمر الليل بكامله مع ساعات من نهار اليوم التالي، وأدى إلى مقتل 29 شخصاً من 18 جنسية، وجرح 30 آخرين، هي: البتار الأنصاري و(أحمد) أبو محمد البوقلي الأنصاري وأحمد الفلاني الأنصاري، وجميعهم من مالي، وهجومهم شمل مطعماً اسمه "كابتشينو" إضافة إلى فندق آخر ومقهى مجاورين للهدف الرئيسي، وهو فندق Splendid المعتبر ملتقى لكثيرين من الأجانب، في عملية انتهت بمقتلهم، وأعلنت البلاد على أثرها الحداد 3 أيام على الضحايا تنتهي اليوم الاثنين.
بالإضافة إلى صور المنفذين الذين يبدون منها بأنهم بأوائل العشرينات من أعمارهم، نشرت "مؤسسة الأندلس" أن العملية جاءت "بعد دراسة وتخطيط وجمع للمعلومات ورصد للأهداف" وأن بوركينا فاسو "وأن منفذي العملية هاجموا أولاً "كابتشينو"، حيث استمرت العملية لعدة ساعات"
أما موسى أغ الطاهر الذي اعتقلته أجهزة الأمن في واغادودو، الأحد، وهو قيادي في "الحركة الوطنية الأزوادية" بمالي، ومسؤول الإعلام فيها، وكان سبب اعتقاله "تردده على الفندق قبل الهجوم عليه" فتم إطلاق سراحه بعد ساعات من توقيفه لعدم وجود علاقة تربطه بمقاتلي "القاعدة" منفذي الهجوم.
تنافس على قيادة داعش
من واجادوجو الى جاكرتا حيث حيث أوضح هجوم العاصمة الاندونيسية الأسبوع الماضي أن عنف تنظيم داعش وصل لأول مرة إلى إندونيسيا لكن خبراء أمنيين يعتقون أن بصمة التنظيم المتشدد ما زالت خفيفة هناك لأن المتشددين يتنافسون على من يصبح زعيمها الإقليمي.
قالت الشرطة إن برهان نعيم وهو إندونيسي يعيش في سوريا هو الرأس المدبر للهجوم الذي أسفر عن مقتل أربعة مهاجمين وأربعة أشخاص آخرين يوم الخميس.
لكن ربما يكون أبرز جهادي مؤثر في المنطقة هو رجل الدين المسجون أمان عبد الرحمن القادر بمجرد عدد قليل من المساعدين والهواتف المحمولة على قيادة نحو 200 من أتباعه من وراء القضبان.
ويرأس عبد الرحمن جماعة أنصار الدولة وهي تنظيم يضم مجموعة من الجماعات تشكل العام الماضي عن طريق تحالف عدة جماعات منشقة يعتقد خبراء أمنيون أنه يمكن أن يصبح القوة الموحدة لمؤيدي داعش.
وقال راكيان أديبراتا الخبير في شؤون الإرهاب في جاكرتا والذي يقدم المشورة للبرلمان في إشارة إلى المتشددين الذين توحدوا تحت لواء واحد "يريدون جعل الصراعات طابعا متأصلا في إندونيسيا حتى يمكنهم ضم المزيد من الناس من الخارج.
وتعتقد الشرطة أن نعيم -وهو مؤيد لعبد الرحمن- حاول اثبات مهاراته القيادية لزعماء تنظيم داعش في سوريا بالتخطيط لهجوم جاكرتا.
وقال تيتو كارانافيان قائد شرطة جاكرتا إنه "يحتاج للحصول على الثناء من تنظيم داعش أن يثبت قدراته القيادية."
وتابع أن رؤية نعيم هي توحيد الجماعات المنشقة الآن في أنحاء جنوب شرق آسيا بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا والفلبين والتي تساند تنظيم داعش .
وفي ماليزيا يُعتقد أن المحاضر الجامعي السابق محمود أحمد هو المسؤول عن المحاولات في الآونة الأخيرة لتوحيد جماعات متشددة من ثلاث دول بجنوب شرق آسيا بينها جماعة أبو سياف المتمركزة في الجزر الجنوبية بالفلبين.
ويظل عبد الرحمن على الأرجح أقوى المنافسين على قيادة داعش في المنطقة.
ورغم أنه يقضي عقوبة بالسجن تسع سنوات لتقديم المساعدة لمعسكر تدريبي للمتشددين في إندونيسيا إلا أنه تمكن من تشجيع مئات الإندونيسيين على الانضمام للقتال في سوريا والعراق.
وقال أديبراتا الخبير في شؤون الإرهاب "يمكنهم إدارة التنظيم من الداخل... يحمل المساعدون هواتف محمولة ويسجلون كل كلمة يقولها عبد الرحمن."
حاولت سلطات السجن مرارا إسكات عبد الرحمن.
ووفقا لمعهد سياسة تحليل الصراعات جرت مصادرة عشرة هواتف محمولة من خليته في سبتمبر أيلول عام 2014 ولكن بعد ذلك بشهر حصل على هاتف محمول جديد واستؤنفت خطبه لأنصاره داخل السجن وخارجه.
موقف شعبي
قالت قناة مترو تي.في التلفزيونية امس الاثنين نقلا عن سكان إن قرية إندونيسية تسعى جاهدة لمنع أسرة أحد المتشددين الذين نفذوا هجوم جاكرتا الأسبوع الماضي من دفنه فيها.
وشن أحمد موهازان وثلاثة مهاجمين آخرين هجوما بالمتفجرات والأسلحة في قلب العاصمة الإندونيسية الأسبوع الماضي فقتلوا وأودى الهجوم بحياة أربعة أشخاص آخرين أيضا.
ونقلت القناة التلفزيونية عن نصر الله وهو من سكان قرية كيدونجونجو بجاوة الغربية قوله "السكان هنا متسامحون للغاية وليسوا متشددين ناهيك عن أن يقتلوا. ما فعله (موهازان) شوه الإسلام."
وأضافت القناة أن مسؤول القرية يقوم بدور الوساطة في محادثات بين الأسرة والقرويين. (
وكان إندونيسي مصاب في الهجمات في جاكرتا يوم الخميس، قد توفي مما يرفع عدد الضحايا إلى ثمانية أشخاص من بينهم أربعة مدنيين، حسبما قالت الشرطة.
واعتقد المسؤولون في بادئ الأمر أن المهاجمين كانوا خمسة، ولكنهم قالوا إنه اتضح لاحقا أن الأمر يتعلق بمدني تصادف وجوده في موقع الحادث وقتل في الهجوم.
وقتل جميع المسلحين الذين شاركوا في الهجوم، ومن بينهم اثنان أدينا من قبل.
وقد أعلن تنظيم "الدولة الاسلامية" مسؤوليته عن هذه الهجمات في العاصمة جاكرتا.
واصدر التنظيم بيانا نشر على مواقع مقربة منه على الانترنت يقول فيه "مفرزة من جنود الخلافة في اندونيسيا" نفذت الهجوم مستهدفة "تجمع لرعايا التحالف الصليبي الذي يقاتل الدولة الإسلامية".
وأصيب 20 شخصا من بينهم عدة اشخاص في حالة حرجة.
وقال رئيس جهاز الشرطة إن اندونيسيا طورت بشكل كبير فهمها للشبكات الإرهابية المحلية منذ الهجوم على بالي في 2002، الذي قتل فيه 202 شخصا.
وقد قدم نحو 1000 شخص ممن لهم صلات بشبكات متطرفة إلى العدالة في اندونيسيا منذ عام 2000، بيد أن بعضهم أطلق سراحه من السجن وبات يشكل "خطرا محتملا".
وقد تعرضت إندونيسيا لهجمات من قبل جماعات إسلامية متشددة في الماضي، وكانت في حالة تأهب قصوى خلال فترة بداية العام الجديد، عقب تلقيها تهديدات من تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتفيد تقارير بأن نحو ما بين 150 و200 إندونيسي توجهوا - على ما يعتقد - خلال السنوات الثلاث الماضية إلى سوريا للقتال مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية".
وعاد كثير منهم إلى اندونيسيا، وتعتقد الشرطة أنهم ربما يعدون لهجمات في البلاد.