رداً على العقوبات الأمريكية الجديدة التي وصفتها بأنها «غير مشروعة» إيران: سنواصل تطوير الردع العسكري التقليدي

الحدث الأربعاء ٢٠/يناير/٢٠١٦ ٠١:١٠ ص
رداً على العقوبات الأمريكية الجديدة التي وصفتها بأنها «غير مشروعة»
إيران: سنواصل تطوير الردع العسكري التقليدي

طهران – – وكالات

قالت إيران أمس الاثنين إن العقوبات الأمريكية الجديدة التي تم فرضها على برنامج الصواريخ الباليستية للجمهورية الإسلامية غير مشروعة وتعهدت بمواصلة تطويرها للردع العسكري التقليدي.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على 11 شركة وفردا أمس الأول الأحد بسبب إمداد برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني وذلك في خطوة تأجلت لأكثر من أسبوعين لضمان الإفراج عن سجناء أمريكيين مطلع الأسبوع، وتأتي الإجراءات الجديدة بعد رفع العقوبات النووية الأوسع نطاقا. وقال بيان للخارجية الإيرانية: «سترد الجمهورية الإسلامية على هذه الإجراءات التصعيدية والدعائية بمواصلة برنامجها الصاروخي القانوني بشكل أقوى مما سبق وتطوير قدراتها الدفاعية». وأجرت إيران تجربة لصاروخ باليستي في أكتوبر ووصفت الأمم المتحدة الأمر بأنه انتهاك لقرار يحظر على الجمهورية الإسلامية تطوير صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، وتصر إيران على أن الصاروخ مصمم لحمل شحنة تقليدية.
وقال حسين جابري أنصاري وهو متحدث باسم الخارجية الإيرانية إن مبيعات السلاح الأمريكية لحلفائها في الشرق الأوسط والتي تقدر بعشرات البلايين من الدولارات كل عام تستخدم في ارتكاب «جرائم حرب ضد الفلسطينيين واللبنانيين ومؤخرا ضد المواطنين اليمنيين».
وأضاف «العقوبات الأمريكية على برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ليست لها شرعية قانونية أو أخلاقية».
ونشرت صحيفتا كيهان ووطن امروز المحافظتان الخبر على الصفحة الأولى مما طغى على كلمة ألقاها الرئيس حسن روحاني أمس الأحد وأثنى فيها على رفع العقوبات النووية. وكتبت كيهان عنوانا يقول «عادت العقوبات»، وأشار مقال الصحيفة إلى أن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قال إن فرض أي عقوبات جديدة تحت أي ذريعة سيمثل انتهاكا للاتفاق النووي، وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بأن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على برنامج الصواريخ البالستية الإيراني مجرد «دعاية». وقال أنصاري إن الإجراءات التي أعلنت عنها واشنطن مطلع الأسبوع تهدف إلى تهدئة المعارضة داخل وخارج الولايات المتحدة التي ترفض الاتفاق النووي الذي أدى لرفع العقوبات الدولية على طهران السبت.

زيارات

من جانب آخر وصل رئيس الوكالة الدولة للطاقة الذرية يوكيا أمانو طهران أمس الاثنين، لمناقشة تعزيز عمليات التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية وفقا للاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرا، وتم رفع مجموعة كبيرة من العقوبات الغربية التي تستهدف إيران أمس الأول السبت، عقب أن أكدت الوكالة أن إيران أوفت بجانبها من الاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه العام الفائت مع القوى العالمية الست من خلال تقييد برنامجها النووي بصورة كبيرة. وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية بأن أمانو سيلتقى الرئيس الإيراني حسن روحاني ورئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية على أكبر صالحي، ونقلت الوكالة عن روحاني القول أمس الأول الأحد: «مازال لدينا أمور نناقشها مع أمانو، حتى بعد الاتفاق». وأضاف أنه سيتعين على الجانبين العمل بصورة وثيقة بشأن مزيد من أعمال التفتيش مثلما هو متفق عليه، مضيفا أنه يأمل في بناء ثقة أفضل في هذه العلاقة. كما قال مصدر دبلوماسي أمس الاثنين إن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيزور إيطاليا وفرنسا الأسبوع المقبل في أول جولة يقوم بها في أوروبا منذ رفع العقوبات المفروضة على بلاده، وأضاف المصدر أن روحاني سيكون في إيطاليا يومي 25 و26 يناير وسيغادر إلى باريس في 27 يناير.
وفي اليوم الأول من زيارته لإيطاليا سيلتقي روحاني مع رئيس البلاد ورئيس وزرائها وقيادات قطاع الأعمال، وذكر المصدر أنه من المقرر أن يجتمع مع البابا فرنسيس في اليوم الثاني. وكان من المقرر أن تجرى الزيارتان في نوفمبر لكن تم إلغاؤهما بعد الهجمات التي نفذها إسلاميون متشددون في باريس، وفي الاتجاه نفسه قال السفير الصيني في إيران بانج سينج مساء أمس الأول الأحد: «إن الرئيس الصيني شي جين بينج سيصل إلى طهران في وقت لاحق من الأسبوع الجاري في زيارة تعد حدثا استثنائيا للعلاقات التي تجمع الدولتين». وأضاف سينج في تصريحات لوكالة الأنباء الصينية «شينخوا» بثتها عبر موقعها الإنجليزي «إن الزيارة ستترك أثرا لا يمحى في تاريخ الزيارات الثنائية الرفيعة بين بكين وطهران». وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتبادل الرئيسان الصيني والإيراني خلال الزيارة، وجهات النظر حول العلاقات المشتركة والأزمات العالمية والإقليمية. وأضاف سينغ أن الدولتين ستوقعان على عدد من الاتفاقيات والمذكرات الدبلوماسية في مختلف المجالات، بداية من التعاون الاقتصادي والاستثمار والنفط والغاز الطبيعي، وحتى التبادل الثقافي والمعلوماتي والجمركي.

معنويات مرتفعة

من جهتها قالت صحيفة واشنطن بوست إن مراسلها جيسون رضائيان الذي أطلقت إيران سراحه يوم السبت بعدما لبث في السجن عاما ونصف العام في روح معنوية عالية، ونقلت عنه القول: «إنني أفضل كثيرا مما كنت عليه قبل 48 ساعة». ووصل رضائيان مع أمريكيين اثنين آخرين إلى ألمانيا بعد مغادرة طهران يوم الأحد في تبادل سجناء أعقب رفع معظم العقوبات الدولية عن إيران بناء على الاتفاق النووي التاريخي العام الفائت. وألقي القبض على رضائيان «39 عاما» في طهران في يوليو 2014 وحكم عليه بالسجن في نوفمبر الفائت، واتهم مدعون إيرانيون رضائيان الذي كان يعمل مديرا لمكتب الصحيفة في طهران بالتجسس، وفى بيان عقب إطلاق سراح مراسلها قال فريدريك رايان رئيس الصحيفة: «نشعر بارتياح لأن هذا الكابوس الذي عانى منه جيسون وأسرته طوال 545 يوما قد انتهى أخيرا».