برلين – – وكالات
دعا فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الى التحلي بالصبر مع النهج الذي تتبعه ميركل في سياسة اللجوء. وقال في تصريحات لبرنامج «مورجن ماجازين» الإخباري بالقناة الثانية الألمانية (زد دي إف) إنه لابد حاليا من تنفيذ ما تم اتخاذ قرار بشأنه بالفعل.
وأشار إلى أن هناك هدفا مشتركا في البرلمان الألماني بالحد من أعداد اللاجئين باستمرار، وقال: «يتعين علينا حاليا إعطاء المستشارة الوقت ودعمها- وقليل من الصبر يعد ضروريا».
يشار إلى أن الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا والذي يكون مع حزب ميركل المسيحي الديمقراطي، الاتحاد المسيحي، يطالب ميركل منذ فترة طويلة بإغلاق سريع للحدود الألمانية.
وكان رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيجمار جابرييل أعطاها مزيدا من الوقت حتى أوائل الصيف بحد أقصى كي يحدث تراجع ملموس في تدفق اللاجئين.
جدير بالذكر أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي يكون مع اتحاد ميركل المسيحي الائتلاف الحاكم في ألمانيا.
وعلى الرغم من تزايد النقد الموجه من الحزب الاشتراكي، فإن كاودر لا يرى أن تماسك الائتلاف مهدد.
وأكد أن اتخاذ قرارات مثل إعلان دول شمال أفريقيا كالجزائر والمغرب كدول أمنة لن يحدث إلا بالاشتراك مع الحزب الاشتراكي وبمساندته.
حل مشكلة اللجوء
و ذكر الرئيس السابق للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية إدموند شتويبر أن الحزب يعتزم التصرف بهدوء في النزاع القائم حول الحد من أعداد اللاجئين فقط حتى إجراء الانتخابات المحلية في الولاية في شهر مارس المقبل.
وقال شتويبر الذي كان يرأس حكومة ولاية بافاريا سابقا لصحيفة «زود دويتشه تسايتونج» الألمانية في عددها الصادر اليوم الاثنين: «يتعين على أنجيلا ميركل تغيير موقفها الآن، وإلا يكون لذلك عواقب وخيمة بالنسبة لألمانيا وأوروبا. أمل أن تقوم بذلك».
وردا على السؤال عما سوف يحدث في حال عدم القيام بذلك، أجاب السياسي الألماني البارز: «لن يمكن حينئذ تجنب حدوث نزاع عقب الانتخابات في مارس».
وتابع قائلا إن المستشـــارة لم يعد لديها الكثيـــر مـــن الوقت مــــن أجــل التغلب على المشكلـــة، وشدد بقوله: «حتى نهاية مارس بحـــد أقصـــى، وبــــعد ذلك لابد من حل المشكلة».
وأشار إلى أنه يتعين على الحزب المسيحي البافاري اجتذاب حزب ميركل المسيحي الديمقراطي لموقفه، وقال: «وإذا لزم الأمر ضد رأي السيدة ميركل».
وطالب السياسي الألماني بضرورة أن تعيد ألمانيا تأمين حدودها، إذا لم يتم النجاح في رفض اللاجئين الذين ليس لهم الحق في اللجوء على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وقال شتويبر: «لدينا اليوم حالات ينعدم فيها القانون على الحدود، ولازلنا لا نعرف على الإطلاق هوية الذين يأتون إلى بلدنا».
ترحيل لاجئين
من جانبها وصفت رئيسة حزب الخضر الألماني زيمونه بيتر خطط الائتلاف الحاكم الرامية للترحيل السريع للاجئين المنحدرين من شمال أفريقيا بأنها غير واقعية.
وقالت زيمونه امس الاثنين: «إننا نرى هذه الخطوة بمثابة مواصلة لتحريف الحقائق- لا يمكن الترحيل على هذا النحو السريع، لاسيما إلى هذه الدول».
وبدلا مـــن اتخـــاذ هذا الإجراء شددت بيتر علـــى ضرورة التركيز على المهام الرئيسية، وهي الإسراع من إنهاء إجراءات اللجوء وتوفير المزيد من الموظفين في الهيئات المختصة.
وأشارت إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال ترحيل أشخاص إلى دول يتعرضون فيها لخطر انتهاكات حقوق الإنسان.
يشار إلى أن الائتلاف الحاكم الكبير في ألمانيا يعتزم إعلان دول شمال أفريقيا مثل الجزائر والمغرب بأنها دول أمنة؛ ومن ثم يمكن الإسراع بترحيل اللاجئين اليها.
وأكدت رئيسة حزب الخضر أنه يجب ألا يتم استغلال الأجواء الحالية في مدينة كولونيا بعد الاعتداءات التي حدثت من جانب لاجئين هناك، لشحن الأجواء ضد مجموعات معينة.
في السياق ذاته دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس الأوساط السياسية والقضائية إلى عدم إغفال التصدي لعناصر اليمين المتطرف في ظل أزمة اللاجئين.
وقال ماس إنه تم الحديث كثيرا عن إجراءات التصدي للأجانب المتورطين في جرائم في أعقاب حوادث الاعتداءات على نســــاء في مديـــنة كولونيا ليلة رأس السنة،
وأضـــاف: «لا ينبغــي لنا أن ننســـى أن لدينا مشكلة أيضا مـــع اليمينيين المتطرفين المتورطين في جرائم والمنظمين بصورة متزايدة».