القارب مسندم – عُمان للإبحار يحطم رقمه القياسي السابق ويفوز بسباق فولفو للإبحار حول إيرلندا

الجماهير الاثنين ٢٠/يونيو/٢٠١٦ ١٩:٣٥ م
القارب مسندم – عُمان للإبحار يحطم رقمه القياسي السابق ويفوز بسباق فولفو للإبحار حول إيرلندا

ايرلندا-ش

سجل القارب العُماني مسندم – عُمان للإبحار بطاقم نصفه من العُمانيين رقمًا قياسيًا جديدًا في سباق فولفو للإبحار حول جزيرة إيرلندا بعد عبوره خط النهاية في ساعة مبكرة صباح امس الإثنين، وحطم بذلك رقمه القياسي السابق الذي سجله العام الفائت، بل وفاز على قاربين آخرين من فئة المود 70 هما فايدو 3 الأمريكي الذي جاء في المركز الثاني بفارق ست دقائق فقط، وبعده فريق كونسايس 10 البريطاني الذي جاء في المركز الثالث بعد فايدو 3 بدقيقة واحدة فقط مع أنه حافظ على صدارته لأطول مسافة من مسار السباق.
وقد أنهى القارب مسندم عُمان للإبحار مسافة السباق البالغة 704 ميل بحري في زمن قياسي بلغ 38 ساعة و37 دقيقة و7 ثواني، بفارق ساعتين تقريبا عن الرقم القياسي السابق الذي كان 40 ساعة و51 دقيقة و57 ثانية، وبذلك حقق الفريق فوزًا على رقمه السابق، وعلى منافسيه، وأثبت للجميع أن السيادة البحرية العُمانية لا تزال تجري في دم البحّارة العُمانيين، وأنهم أهل للريادة البحرية التي أرساها الأجداد منذ القدم.
يضمّ فريق القارب مسندم ثلاثة من أبرز البحّارة العمانيين وهم فهد الحسني، وياسر الرحبي، وسامي الشكيلي، وهم الثلاثي الذي شارك في تحقيق الرقميين السابقين، ويصنفون ضمن أفضل البحّارة المحيطيين في السلطنة. وشارك معهم أيضًا الفرني سيدني جافنييه، والإيرلندي داميان فوكسال، والفرنسي جين لوك نيلياس.
وبعد وصولهم إلى المرسى في مدينة ويكلاو كانت مشاعر الفرحة بالإنجاز طاغية على الإرهاق الذي استنزف كل طاقاتهم على مدى 38 ساعة دون راحة، ويدرك كل من تابع السباق أن الحنكة التكتيكية قد لعبت دورًا مهماً في قلب نتائج السباق، حيث يقول البحّار فهد الحسني بأن النتيجة لم تكن مبشرة لهم حتى الدقائق الأخيرة من السباق، وكانوا في المركز الثالث أغلب الوقت، حتى حانت الفرصة المناسبة قبل بضعة أميال فقط من خط النهاية، وانتهزها الفريق العُماني بذكاء. وعن ذلك قال فهد الحسني: "كنّا نعلم بان هناك مسارات هوائية بالقرب من الساحل، ووجدنا واحدًا منها وحصلنا على دفعة قوية لتجاوز الآخرين وسبقهم إلى خط النهاية".
تجدر الإشارة إلى أن البحّار العُماني فهد الحسني شارك في مهام إدارة دفة القارب مع الربان سيدني جافنييه وداميان فوكسال، وبعد ختام السباق قال واصفا مشاعره: "نحن سعداء جدًا بالنتيجة، وأنا فخور جدًا برفع العلم العُماني مرة أخرى في هذا السباق، وقبل كل شيء نهدي هذا الفوز للوطن العزيز سلطنة عُمان".
وأضاف الربان سيدني جافنييه على ذلك وقال: "نشعر بسعادة غامرة مقارنة بالقلق الذي ساورنا طوال مسافة السباق، حيث كنّا أبطأ من القوارب الأخرى في الكثير من الأحيان، وكنا واقعين تحت الخوف من أن نخسر الرقم القياسي، ولكن اللحظات الأخيرة قلبت جميع الموازين وكانت حاسمة، وبدورنا أحسنّا انتهاز الفرصة وحققنا الهدف المنشود".
وأشار سيدني بأن الإبحار في هذا السباق كان قاسيًا ومرهقًا جدًا، حيث قال: "أظهر أفراد الطاقم تفانيًا مثاليًا، ورغبة صادقة للفوز، حيث لم يكن لدينا نظام للمناوبة، لذلك لم نحظَ بقدر كافٍ من النوم، ولم نأخذ حتى أسرة النوم بهدف تخفيف الحمل والوزن على القارب، واضطر الشباب إلى النوم على الأرضية أو على أكياس مبللة، أضف إلى ذلك أن العمل على القارب لم يتوقف لحظة بين رفع وخفض، ودوران وموازنة. صحيح أننا متعبون ولكننا سعداء جدًا بالنتيجة".
ومن جهة أخرى قال البحار الإيرلندي بأن هذا السباق كان دون شك أكثر السباقات صعوبة في مساره المهني، ولكنه لم يُخفِ سعادته بالإضافة الرائعة والإنجاز الجديد الذي يكمل إنجازاته البحرية السابقة. ويقول فوكسال واصفًا شعوره بعد الهبوط عن ظهر القارب مسندم: "أبحرت حول العالم عدة مرات، ولكن هذا السباق يحتل مكانة خاصة، وأعتبره واحدًا من أفضل السباقات التي خضتها في حياتي".
وأضاف داميان فوكسال: "كان لدينا ستة بحّارة فقط على متن القارب، بعكس القوارب الأخرى التي كانت تبحر بسبعة أو ثمانية بحّارة، ولكن ذلك كان يعني ساعات نوم أقل بالنسبة لنا، حيث لم تتجاوز ساعات النوم المخصصة لكل شخص ساعة واحدة فقط، ولكن السباق الحامي مع القاربين الآخرين كان حافزًا كافيًا لنا للتخلي عن فترات الراحة".
وعن مجريات السباق وتحدياته قال فوكسال: "ارتكبنا بعض الأخطاء في المراحل الأولى للسباق، واضطررنا إلى التأخر عن القاربين الآخرين في بعض الأحيان، ولكننا دائمًا ما نتدارك الوضع ونجد الفرصة المناسبة للحاق بالقاربين الآخرين. كان الجميع على أعصابه خوفًا من الخسارة لا سيما الزملاء الذين شاركوا في إحراز الرقم القياسي العام الماضي، وكانت الفرصة الأخيرة قبيل خط النهاية باعث أمل. شعورنا بالفوز بالسباق وتسجيل رقم قياسي جديد شعور لن ننساه أبدًا".
وفي السلطنة، استقبل موظفو عُمان للإبحار خبر الفوز بكل ترحيب منذ الصباح الباكر، وكان الرئيس التنفيذي ديفيد جراهام أول المهنئين بهذا الإنجاز، حيث قال: "أعلم بأن هذا السباق كان واحدًا من أصعب التحديات التي يخوضها بحّارونا على متن القارب مسندم – عمان للإبحار، لذلك أرسل إليهم خالص التهنئة بالفوز على الفرق الأخرى، وعلى تحقيقهم لرقم قياسي جديد".
وأشاد جراهام بالدور الحيوي الذي لعبه البحّارة العُمانيون الثلاثة وقال: "سعادتي مضاعفة بالدور الأساسي الذي لعبه فهد، وسامي، وياسر في هذا الإنجاز للعام الثاني على التوالي. لم يكن هؤلاء البحّارة في راحة أبدًا، فهم مواظبون على التمارين البدنية والذهنية، واستحقوا الفوز بكل جدارة، وهذا الإنجاز مهم جدًا بالنسبة لهم في طريقهم ليصبحوا بحّارة عالميين".