برلماني عراقي يدعو بغداد لحفظ الأمن.. ويؤكد: خطف الأجانب يحرج الدولة أمام الرأي العام

الحدث الأربعاء ٢٠/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٥٥ ص
برلماني عراقي يدعو بغداد لحفظ الأمن.. ويؤكد:

خطف الأجانب يحرج الدولة أمام الرأي العام

بغداد – – وكالات

شدد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية محمد الكربولي، يوم أمس الاثنين، على ضرورة «إعادة رسم الخطط العسكرية وحصر السلاح بأيدي الدولة»، وفيما بيّن أن تعيين القادة الأمنيين يكون على أساس الرغبات، أشار إلى أن عمليات الخطف ستحرج الحكومة أمام الرأي العام.

وقال الكربولي في حديث لموقع السومرية نيوز، «سمعنا عن طريق الإعلام عن خطف الجنود الأمريكيين ولغاية الآن لم تصل معلومات إلى لجنة الأمن والدفاع عن كيفية الاختطاف ومن هي الجهة التي اختطفتهم»، موضحا أن «مصادرنا الخاصة تبين أنهم ثلاثة أمريكان من أصول عراقية يعملون بشركات خاصة مع مترجم عراقي اختطفوا قرب منطقة الصحة في الدورة».

وأضاف الكربولي أن «حالات الخطف والسلب والنهب والقتل الآن كثيرة ومستمرة والعراق في أزمة أمنية بالإضافة إلى الوضع الأمني الهش في بغداد»، مشددا على أنه «يجب على الدولة إعادة رسم خطط عسكرية لحفظ الأمن وأن يكون لدينا جيش وقوات أمنية منضبطة مع حصر السلاح بأيدي الدولة».

وتابع عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية أن «اللجنة ليست لديها إمكانية اختيار القادة الأمنيين وهم يعينون على أساس رغبات القائد العام للقوات المسلحة وقرابتهم منه وليس على أساس الكفاءة والمهنية وحسن التنفيذ»، داعيا إياها إلى «إعادة التحقيق في إعطاء المناصب لمن ليست لديهم إمكانية جيدة لإدارة الملف الحالي وعليهم شبهات فساد وتقصير من الناحية الأمنية».

وتابع الكربولي، أن «الصياديين القطريين عند دخولهم للعراق عن طريق الفيزا كان يجب على الحكومة تأمين دخولهم لاسيما أن مؤتمر إسلامي سيعقد في 24 من الشهر الجاري في العراق»، متسائلا «هل تستطيع القوات الأمنية أن تحمي وفود أكثر من 35 دولة».
وأكد أن «هذه الأمور ستحرج الحكومة العراقية أمام الرأي العام بأنها لا تستطيع أن تحمي المواطن البسيط فكيف تستطيع أن تحمي الممثلين الدبلوماسيين الذين يأتون للعراق».
وكان عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية العراقية النائب اسكندر وتوت أكد يوم أمس الاثنين، أن اختطاف الأمريكيين في بغداد لن يؤثر على عمل التحالف الدولي ب‍العراق، فيما أشار إلى أن المختطفين كانوا مدعوين بإحدى مناطق العاصمة.
في غضون ذلك، بدأت السلطات الأمريكية والعراقية يوم أمس الاثنين عن 3 أمريكيين خطفوا في العراق، هم أول مجموعة من الأمريكيين الذين يخطفون في هذا البلد المضطرب منذ سنوات.
وكان قطريون وأتراك خطفوا مؤخرا، إلا أنه لم يتعرض أمريكيون للخطف في السنوات الأخيرة، وكان العراقيون هم الأكثر عرضة للخطف من أشخاص إما انتقاما أو لطلب فديات.
وخطف تنظيم داعش الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق في 2014، الآلاف وأعدم الكثيرين، كما قامت ميليشيات مسلحة معارضة لداعش بالكثير من عمليات الخطف والقتل.
وصرح المتحدث باسم الخارجية جون كيربي «تلقينا تقارير عن فقدان مواطنين أمريكيين في العراق»، وقال «نعمل بالتعاون الكامل مع السلطات العراقية لتحديد مكان هؤلاء الأشخاص واستعادتهم». وأضاف أن «سلامة وأمن المواطنين الأمريكيين في الخارج هما أولوية قصوى لدينا»، دون أن يحدد عدد المخطوفين أو ظروف اختفائهم.
من جهته، أكد عقيد في الشرطة العراقية طلب عدم كشف هويته، أن ثلاثة أمريكيين ومترجمهم العراقي خطفوا في جنوب بغداد. واكد العقيد أمس الاثنين أن عملية البحث تتركز حاليا على جمع المعلومات الاستخباراتية. وكان ذكر سابقا أن الخاطفين عناصر ميليشيا يرتدون أزياء عسكرية.
وعن الأمريكيين قال «لا نعرف ماذا كانوا يفعلون». وكانت السلطات العراقية لجأت إلى الفصائل شبه العسكرية للمساعدة في مواجهة تنظيم داعش. وهذه الفصائل المعروفة باسم «الحشد الشعبي» لعبت دورا كبيرا في القتال ضد التنظيم المتطرف. إلا أنها متهمة كذلك بارتكاب انتهاكات بينها عمليات إعدام تعسفية وخطف وتدمير للممتلكات.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا من الدول يقوم بقصف آلاف من أهداف تنظيم داعش في سوريا والعراق ويتولى تدريب القوات العراقية. كما أرسلت واشنطن قوات خاصة إلى العراق لشن عمليات ضد المتطرفين.
ورغم أن القوات الأمريكية وقوات الحشد الشعبي تقاتلان التنظيم المتطرف، إلا أن العلاقات بين الجانبين تتسم بالتوتر خصوصا بسبب المعارك التي خاضها الجانبان بعد الاجتياح الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في 2003.
كما أن تنظيم داعش لديه الكثير من الدوافع لاستهدف الأمريكيين، لكن رغم أن التنظيم استطاع تنفيذ تفجيرات في بغداد، لكن وجوده ليس كبيرا في المدينة.
وخطــف عشرات الأجانـــب فـــي حادثين خلال الأشهـــر الخمسة الفائتة، إلا أن الخاطفين عـــادة ما يستهــدفون العراقيين. والشهر الفائـــت خطف مسلحون أكثر من 20 قطريا دخلوا جنوب العراق بهدف الصيد.
ولا يزال مصيرهم مجهولا، كما لم تعرف هويات خاطفيهم. إلا أن الفصائل المسلحة توجد بقوة في جنوب العراق. وجاء خطف القطريين بعد ثلاثة أشهر من خطف 18 تركيا في بغداد تم الإفراج عنهم لاحقا دون تعرضهم لأذى.
وقد اشتبكت قوات الأمن العراقية مع مسلحين من «كتائب حزب الله» خلال البحث عن الأتراك المخطوفين. ولم يتعرض أمريكي لخطف في العراق منذ سنوات. وكان آخرهم عيسى صالومي وهو أمريكي مــن أصل عراقي فقد في بغداد في ينايـــر 2010. وأفرجت عنه لاحقا جماعة «عصائب أهل الحق» التي تعد الآن إحدى القوى الرئيسية في «الحشد الشعبي».