استفتاء بريطانيا يحدد مصير اوروبا

الحدث الأحد ١٩/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:١٦ م
استفتاء بريطانيا يحدد مصير اوروبا

برلين – ش – وكالات

قال جان أسلبورن وزير خارجية لوكسمبورج في مقابلة مع صحيفة ألمانية نشرت امس الأحد إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى خطوات مماثلة من دول في شرق أوروبا.
وتصوت بريطانيا يوم 23 يونيو على البقاء أو الخروج من الاتحاد الذي يضم 28 دولة في استفتاء ستكون له تداعيات طويلة الأجل على السياسة والاقتصاد والدفاع والدبلوماسية في القارة الأوروبية.
وقال أسلبورن لصحيفة (تاجشبيجل أم زونتاج) "لا يمكن استبعاد (احتمال) أن يكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تأثير الدومينو في شرق أوروبا."
وأضاف أن كاميرون ارتكب "خطأ تاريخيا" لمجرد التفكير بطرح مسألة استمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في استفتاء.
واعتبر أسلبورن أنه حتى لو قررت بريطانيا البقاء في التكتل خلال استفتاء 23 يونيو "فهذا لن يحل المشكلة الناتجة عن الموقف السلبي للبريطانيين حيال الاتحاد الأوروبي."
وأضاف أنه أحيانا يكون لديه انطباع بأن كاميرون ورئيس حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي متفقان ضمنا على تقليص التكامل الأوروبي.
وتابع "يبدو أن الاثنين لهما نفس الأجندة فيما يتعلق بموقفهما المنتقد للاتحاد الأوروبي."
ومنذ انتخابها العام الماضي تخوض الحكومة البولندية المحافظة المتشككة في جدوى الاتحاد الأوروبي نزاعات مع الجهات التنظيمية في التكتل بشأن مجموعة من القضايا بينها حرية التعبير والديمقراطية فضلا عن قضايا الطاقة والبيئة.
وبولندا هي أكبر اقتصاد في الجناح الشرقي من الاتحاد وأكبر متلق للمساعدات الخاصة بالإصلاح من الاتحاد.

اتجاهات متضاربة
من جانبها دعت صحيفة صنداي تايمز البريطانية قراءها إلى التصويت لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء الذي يجري يوم الخميس كوسيلة للضغط من أجل إجراء إصلاح أعمق في الاتحاد مما قد يجعله مقبولا بشكل أكبر كي تبقى بريطانيا فيه بشكل فعلي.
وقالت الصحيفة في مقال افتتاحي "نعم علينا أن نستعد لطريق وعر ولكن علينا أن نحتفظ برباطة جأشنا. هذا التصويت ربما يكون الفرصة الوحيدة التي ستتاح لنا للدعوة إلى وقف المسيرة المتصاعدة لمشروع المركزية الأوروبية."
وأضافت الصحيفة أنها أيدت الفكرة التي طرحها بوريس جونسون المؤيد البارز لحملة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وهي أن تجري بريطانيا استفتاء ثانيا بعد إجراء مفاوضات بشأن مزيد من الإصلاحات مع بروكسل.
على الجانب الاخر حذر رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون من أخطار تبنى رؤية زعيم حملة "اتركوا" الاتحاد، نايجل فاراج، لبريطانيا ودوره فى العالم قبيل الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبى
قال كاميرون إن فاراج يريد أخذ بريطانيا "إلى الوراء" وتقسيمها بدلا من توحيدها. أفصح كاميرون عن هذا الرأى فى مقال بصحيفة صنداى تليغراف، فى الوقت الذى لا تزال فيه المسيرات الكبيرة قبيل الاستفتاء معلقة فى أعقاب قتل النائبة عن حزب العمال جو كوكس يوم الخميس.
ومن ناحية أخرى، أبلغ العضو البارز فى حملة "اتركوا" بوريس جونسون صحيفة ذا صن امس الأحد أن خروج بريطانيا يقدم للناخبين "فرصة مرة واحدة فى العمر" لتغيير الحياة فى بريطانيا. ومن المتوقع أن يستأنف المعسكران حملاتهما على نطاق كامل قبيل قليل من التصويت يوم الخميس.

...............

كاميرون : "الخسارة " النتيجة الوحيدة للخروج من الاتحاد الاوروبي
قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون إن بلاده تقف الآن فى مفترق طرق، إذْ تواجه اختيارا وجوديا يوم الخميس المقبل، وأن عليها اتخاذ قرار مصيرى يتوقف عليه الكثير من الأمور
وأوضح كاميرون - فى مقال نشرته "التلجراف" - أن الاقتصاد البريطانى على المحك، قائلا "المملكة اليوم على الطريق لتمثل إحدى أكبر قصص النجاح على صعيد النمو الاقتصادى فى القرن الحادى والعشرين، حيث انها متقدمة فى هذا المضمار أكثر من أى دولة فى العالم باستثناء أمريكا.. نحن أمة متاجرة منفتحة متفاعلة.. ولا شك أن السوق الموحدة التى نحن جزء منها داخل الاتحاد الأوروبى كانت بشكل عملى اختراعا بريطانيا.. وبديهى أننا لو غادرنا، فإن التجارة ستتضرر وسيعانى الاستثمار فى بريطانيا لصعوبة دخول الاستثمار إلى الاتحاد الأوروبى عبر بريطانيا بذات الطريقة، ونتيجة لذلك سيتأثر اقتصادنا بالسلب".
وأضاف قائلا "حتى الآن، شهدنا الكثير من النقاش حول الأثر الدقيق لذلك؛ عما إذا كنا سنعانى ركودا طفيفا فور المغادرة، أم ستكون الصدمة أشد؟.. كما شهدنا مناقشات حول المدى الدقيق لازدياد حجم البطالة، وإلى أى مستوى ستفتقر بريطانيا على المدى الطويل؟..وشهدنا كذلك تكهنات بالحجم الحقيقى للحفرة السوداء التى ستتكون فى المالية العامة". وتابع رئيس الوزراء مخاطبا الناخب البريطانى "لكن حاول أن تعثر على صوت واحد ذى مصداقية يتنبأ بأن بريطانيا ستكون بحق أفضل حالا، أو أكثر أمانا اقتصاديا، أو أكثر قدرة على تمويل الخدمات العامة إذا ما غادرت الاتحاد الأوروبى – لن تجد صوتا واحدا، ومن هنا لا مجال للاندهاش من عدم وجود أية محاولة من جانب حملة الخروج للطعن فى الحقائق الاقتصادية الأساسية الخاصة بهذا الاستفتاء: وهى أن بريطانيا ستكون أسوأ حالا إذا ما غادرت؛ ولن يكون ثمّ مكسبٌ من وراء الخروج، سوى التكلفة والخسارة، وركود محتمل، وحالة مدمرة من عدم اليقين قد تخيم على البلاد زهاء عقد من الزمان ريثما تتضح الأمور.. فضلا عن ارتفاع فى الأسعار وانخفاض فى الأجور وقلة فى الوظائف وفرص العمل أمام الشباب الصغير.. ستفتقر بريطانيا بكل ما فى الكلمة من معنى.. كيف يمكننا أن نصوت لصالح هذا المصير التعس ونحن نعلم؟.. أقول لك أيها الناخب لا تغامر". ثم تحدث كاميرون بعد الاقتصاد عن مكانة بريطانيا عالميا، قائلا إنها "باتت هى أيضا على المحك فى هذا الاستفتاء.. لقد قضيت ستة أعوام فى منصبى كرئيس للوزراء، وأستطيع القول أن الممكلة أقوى عالميا وهى تعمل من الداخل كجزء من أكثر المنظمات العالمية أهمية سواء الأمم المتحدة، أم حلف الناتو، أم الاتحاد الأوروبي، لدينا مقعدا مهما نستطيع منه التأثير فى إحداث تغيير بالعالم.. سواء لحماية مصالحنا الوطنية أو حماية شعبنا أو تخفيف المعاناة حول العالم، نستطيع إحداث هذا التأثير على تلك المستويات عبر وجودنا فى تلك المنظمات".