لقبت بسفيرة الأزياء العربية هناء صادق.. تصاميم أنثوية بسحر عربي خالص

مزاج الأربعاء ٢٠/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٤٠ ص
لقبت بسفيرة الأزياء العربية
هناء صادق.. تصاميم أنثوية بسحر عربي خالص

مسقط – لورا نصره
هل تعرّفتم إلى الجمال الانثوي الذي يختبئ بين القصات والتطريزات والألوان المفعمة بالحياة، والذي يخرج متوقدا من أبيات الشعر وقصائد الغزل. إنه الجمال بتوقيع هناء صادق.
هي مصممة أزياء عراقية تقيم في الأردن منذ عقود. تحمل أزياؤها روح عربية مشرقية، وهي ليست فقط مصممة أزياء بل هي صاحبة مشروع ثقافي فني وتراثي، فهي باحثة وموثقة للتراث العربي في مجالي الازياء والحلي قدمت على مدار خمس وعشرون عاما عشرات عروض الأزياء عربيا وعالميا، لها عدة كتب وألبست الكثير من المشاهير حول العالم ونجحت في أن تظهر جانبا مشرقا من الثقافة العربية للغرب، فكانت رسالتها في زمن الكره محبة على الحرير، وفي زمن السمعة السيئة صورة جميلة عن تراث العرب كانت منسية .. إنها هناء صادق التي لقّبت في إيطاليا بسفيرة الأزياء العربية.

دمج مختلف
مع عشرات الجوائز والالقاب العالمية تمضي هناء صادق في مشوار بدأته قبل ربع قرن في تصميم الجلابيات والأزياء الشرقية، عشرات الجوائز والألقاب استحقتها خلال عملها عن دورها الكبير في حفظ التراث العربي وتوثيقه في جانبي الأزياء والحلي خاصة في ظل التدمير والنسيان الذي يتعرض له هذا الموروث. عملها ليس نقلا حرفيا للفلكور إنما الإبداع لديها يتجلى في التقاط روح كل الموروثات العربية ودمجها معا في أزياء خاصة لا تشبه إلا هناء صادق.
بعد بحث ودراسة طويلة ودقيقة لتاريخ الازياء في كل دولة عربية نجحت هناء باستخلاص قصتها العربية ووثقتها في قصات مبهرة على أقمشة فاخرة وبعمل يدوي دقيق زينتها بالتطريزات والنقوش الجميلة فكانت أول من أدخل الكتابات العربية على الأزياء ومؤخرا الأشعار الأندلسية محققة توليفة من الجمال العربي الذي يفيض على المراة أنوثة طاغية. تقول: "من خلال بحثي في تاريخ الازياء العربية وجدت تشابها كبيرا بينها فهي إجمالا تشترك في أنها واسعة وفضفاضة ويجمعها أيضا التطريز الذي يختلف شكله ومكانه في كل دولة فقد يكون على الصدر عند البعض ويأتي على الرقبة او الاكمام عند البعض الآخر. أما الاختلاف فيكمن في أن الأزياء النسائية الريفية في كل الدول العربية سواء في سوريا أو فلسطين أو المغرب أوعُمان تختلف في بعض التفاصيل تبعا لتنوع الجغرافيا بين السهل والجبل أو الصحراء وبين طبيعة الحياة والعمل. عموما تتميز أزيائي بأنها خليط من تصاميم عربية اصيلة من وادي الرافدين وبلاد الشام ومصر والمغرب العربي والخليج".
وتستخدم هناء الكتابات العربية على تصاميمها وتختار في كل عرض افكارا مختلفة لشعراء عرب وقد حملت مجموعتها الاخيرة أشعار التلمساني وهو من أروع من كتب شعر الغزل كما استخدمت الخط القيرواني و الصوفي في خط هذه الأبيات على القماش.

عشق للفضة
ولهناء قصة طويلة مع الفضة فهي عاشقة لها وخلال أسفارها قامت بجمع حوالي 5000 قطعة من الفضة القديمة والمجوهرات العربية وأكثر من 3000 قطعة من الأزياء العربية التقليدية التي تتمنى أن يجمعها متحف متخصص يوما ما.
ترى هناء أن الفضة تكمل الزي العربي واهتمامها بها ينطلق من كونها تحفظ التراث وتحمله في حين أن الذهب يتغير ولا يحفظ التراث، فالفضة تشير بوضوح إلى الفترة الزمنية التي انجزت فيها كما تعكس حضارة وثقافة ورقي المجتمع في ذلك الوقت من النواحي الاقتصادية والاجتماعية. تقول: "لدي مجموعة تبلغ خمسة آلاف قطعة من الازياء ونحو طن من الفضة القديمة التي قد يعود عمر بعضها لخمسون عاما لكنها تحمل موروثا قد يعود لأكثر من 500 سنة أتمنى أن يجمعها متحف يوما ما ويستفيد منها المهتمون بهذا المجال".
وتوجت المصممة جهودها في هذا المجال بكتاب حمل عنوان (أزياء وحلي عربية بلاحدود) صدر بثلاث لغات هي العربية والانجليزية والفرنسية بنفس النسخة، وحققت من خلاله مجموعة من الأبعاد الاجتماعية والانسانية والحضارية وضم حكاية الزي والاثر والمجوهرات والمتاع الشخصي للمرأة العربية في مشرقنا الغني.
كما تم نشر كتاب لها أيضا بعنوان رمزية الوشم للمرأة الأردنية، وآخر حول مستحضرات التجميل الطبيعية التي استخدمتها المرأة العربية في الماضي القريب. وألقت محاضرات عديدة حول حلي الفضة والأزياء العربية في كل من العالم العربي وأوروبا، وكتبت عدة مقالات حول هذه المواضيع للمجلات والصحف العربية. وقامت بتصميم الملابس لأفلام و مسلسلات تلفزيونية كثيرة وشاركت في مهرجانات ثقافية عربية وعالمية، كما قامت بتصميم فساتين للملكات والأميرات و الشيخات من الدول العربية والأجنبية.

مجموعة جديدة
تستعد هناء لطرح مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2016 قريبا وسيكون هناك عرض أولي لها في الأردن تليه عروض عدة في إيطاليا وبعض الدول الأوروبية.
تقول: "العروض الخارجية التي أقوم بها تأتي بهدف التعريف بثقافتنا عالميا وتقديم الجانب الجميل والمشرق من حضارتنا للغرب".
وتعمل المصممة مؤخرا على التوجه بشكل أكبر نحو الشباب عبر إضافة خطوط عصرية بصورة أكبر إلى أزيائها ودمج القديم مع العصري للخروج بتصاميم تحمل روح التراث لكن يعشقها الشباب. تقول: "طرحت بالفعل بعض التصاميم التي تناسب الشباب في مجموعاتي السابقة لكنني بصدد التوسع في مجال "الكاجوال الكلاس" وسأكون سعيدة بان يلبس الشباب أزياءا تحمل لمسة عربية ".
ونصيحة هناء لكل امرأة هي أن تحتفظ في خزانتها بجزء للملابس العربية.
هناء في سطور
مصممة أزياء من أصل عراقي تعيش في الأردن، حاصلة على شهادة في الأدب الفرنسي من جامعة بغداد . درست الفن التشكيلي مع الفنانين العراقيين الرواد. كذلك تصميم النسيج والرسم على الحرير والخزف في باريس.
تعد الآن من أفضل مصممي الأزياء المعاصرة التي تخصصت في دمج الفن العربي في تصميم الأزياء. وحازت على العديد من الجوائز لعملها الاستثنائي من جميع أنحاء العالم، ولقبت في ايطاليا بسفيرة الأزياء العربية، وحصلت على الميدالية الذهبية عام 1999 وعلى ثلاث جوائز فضية عام 2000 في عروض الأزياء التي أقامتها في إيطاليا.