سوالف سياسية.. رمضانية

مقالات رأي و تحليلات السبت ١٨/يونيو/٢٠١٦ ٢١:٣٦ م
سوالف سياسية.. رمضانية

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

روسيا تقصف حلب، سوريا تقصف حلب، المعارضة تقصف، وكذلك داعش والنصرة، وغيرها ممن يعيثون "فسادا" في المشهد السوري، الذي يبدو نفقه لا آخر له.. ما أكثر قاصفيك يا مدينة صلاح الدين..
روسيا الداعمة لبقاء نظام بشار الأسد، تتعاون مع إسرائيل، عدوّة بشار وسوريا وكل العرب، وتنسّق لمزيد من المصالح المشتركة وتحفظ أمن الدولة العبرية.. وتعبيرا عن هذا الحب "الغامر" أهدى بوتين نتنياهو دبابة قدمتها له سوريا غنيمة قديمة من الجيش الإسرائيلي.. إنما في السياسة لا توجد صداقات دائمة، ولا عداوات دائمة، توجد مصالح دائمة!
لذلك فإن الجيش الروسي يقصف حتى المحسوبين على الولايات المتحدة، بينما واشنطن لا تملك حق الرد (أو لا ترغب) في قصف المحسوب على روسيا.. النظام.
**
وتستيقظ صنعاء على قصف، وتعز على مأساة تلو أخرى، وعدن على مزيد من التفجيرات.. والجوع والفقر يبلغان حدا أصاب الأمم المتحدة وأمينها العام بالقلق.. بينما يختلف المتحاورون اليمنيون في الكويت، اتفاقهم فقط على أن يواصل المتحاربون جولة أخرى من قتل المزيد من كيان.. اليمن.
وبعد أكثر من عام، وتلك الطلعات المكثفة للتحالف (المسمى بالعربي)، لم يتأسس ما يمكن اعتباره نصرا لصالح هذا الوطن الممزق، إنما تعمّقت الخسارات والفتن، فلا "صالح"، ومن معه، أصلحهم الله، ولا "هادي" وأعوانه، هداهم الله، لتجاوز "الحيرة السياسية" كي يحل رمضان، والعيد، على اليمن بما يستحقه كل يماني.
ولذلك أرى، من منطلقي السياسي الضيّق، أن الخطوة الإماراتية لها دلالاتها الواسعة، فحرب متكررة المشاهد هي حرب مملة، وتكون مقولة "لا توجد صداقات دائمة.....إلخ" في موقعها أيضا.
**
والحديث عن العراق حديث موجع، والفلوجة عنوانه الرمضاني العريض، وسخرية الأحداث، لا الأقدار، ضحك كأنه البكاء، كما يرى المتنبي. سكان المدينة يواجهون داعش وقصف الجيش العراقي وآخر من داعمه الأمريكي، ومن الحشد الشعبي، ليكون الموت أمامهم وخلفهم ومن فوق رؤسهم ومن تحت أرجلهم..
كيف تخطف ميليشات داعش مدنا بكاملها لو أن الجيش العراقي كما كان، رمزا يتفاخر به العربي، وكيف تشتكي الأنبار من ممارسات الذين جاؤوا لتحرير الفلوجة من قبضة ليخنقوا النازحين بقبضة أخرى.. لو أن العراق لم يفقد تماسكه ويتحلل نسيجه!!
**
برعب كهذا تستعيد بلداننا حكايات "داحس والغبراء" لتتوالد منها داعش والقاعدة والنصرة وما شاء لكتائب الموت أن تتناسل على أوطاننا.. دامت من أمة ولّادة، إن لم تأكل مما تزرع يدها، فعلى الأقل تقتل أبناءها.. بيدها!
كل رمضان، والعرب طيبون، وبلدانهم.. أطيب.