كيكي يعمل "ثورة" في أول ظهور بأسلوب برشلونة

الجماهير الثلاثاء ٢١/يناير/٢٠٢٠ ١٣:٢٢ م
كيكي يعمل "ثورة" في أول ظهور بأسلوب برشلونة

برشلونة - وكالات

بدأ كيكي سيتيين حقبته مع برشلونة بتشكيلة مشابهة لاختيـارات سلفه إرنيستو فالفيردي -مجبرًا على الأرجح- مع تغيير في الرسم إلى 3-1-4-2 بتفضيل أومتيتي على لينغليه في مركز قلب الدفاع خوفا من تلقي الأخير إنذارا سيعني غيابه عن رحلة ميستايا لمواجهة فالنسيا بعد 6 أيام، وبثلاثي الوسط «بوسكيتس- فيدال- راكيتيتش» بسبب غياب دي يونغ للإيقاف وعدم اكتمال لياقة آرثور.

مع الوقت تأكد الاعتماد على 3 في الدفاع «أومتيتي- بيكيه- روبيرتو»، ولاعب ارتكاز وحيد «بوسكيتس»، ثم أربعة أمامه «فاتي وألبا كجناحين»، وراكيتيتش وفيدال في العمق خلف مهاجمين، ميسي المتحرك خلف وحول أنطوان غريزمان، وهي الفكرة التي غالبا سيستقر عليها كيكي حتى استعادة ديمبيلي أو سواريز.
قبل مواجهة غرناطة قال كيكي إنه «لن يكون سعيدًا إذا حقق فريقه النقاط الثلاث بأداء سيئ»، ونحن ننتظر ترجمة الأقوال، ولذا فمجرد فوز على كامب نو أمام غرناطة لا يعني سوى المعتاد سواء مع كيكي أو فالفيردي أو حتى أحمد عرفات كاتب هذه الكلمات، بينما اللافت أننا شاهدنا أداء رتيبًا بطيئا قبيحًا طوال الشوط الأول رغم ارتفاع نسبة الاستحواذ السلبي حتى خرج سانشيز لاعب غرناطة مطرودا فزاد تعقيد زملائه وسهل مهمة ميسي لإضافة النقاط الثلاث.
لا يمكن لأنطوان غريزمان أن يكون رأس حربة صريح، صحيح أنه يجيد اللعب في العمق لكن كمهاجم ثاني، وهي طريقة تتطلب لاعبين غير متوفرين في برشلونة، مثل جيرو في منتخب فرنسا، ولذا فقد اختار كيكي أن يلعب به كجناح أيسر أحيانا أو في العمق لفتح المجال أمام ألبا للتقدم أكثر، بحثا عن أفضل طريقة ممكنة للاستفادة من إمكاناته.
مع إصابة لويس سواريز وغيابه الطويل لا يملك برشلونة أي مهاجم يعتمد عليه، وفكرة المهاجم الوهمي التي تألق فيها ميسي مع غوارديولا تحتاج إلى بعض الوقت لتأديتها بشكل مثالي، كما تتطلب لاعبين من الطراز العالي في مركز الوسط المتقدم لاستغلال انشغال المدافعين بمحاصرة ميسي والصعود لاحتلال موقعه في العمق الهجومي، أمر قد يستطيع فيدال -خاصة- تنفيذه.
باختصار: كيكي معذور حتى يجد «التوليفة الصحيحة»، إذ إن أفضل وضعية للثلاثي الهجومي المتوفر برسم 4-3-3 هي: غريزمان في العمق، فاتي جناح أيمن، وميسي جناح أيمن أيضًا!
وعليه، غالبــا سيكون عثمان ديمبيلي أساسيا فـــور جاهزيته، وحينها يمكن أن يلعب غريزمان في العمق وميسي على اليمين بينما يتجه الفرنسي إلى الجناح الأيسر، غير أن الخطأ الأساسي كان من الإدارة التي فشلت في ضم نيمار فجلبت لا يجب أن يلعب أساسيًا بوجود سواريز، ويتحول إلى معضلة وقت غيابه!

استحواذ ورتابة

مع نهايـــة الشــوط الأول كان برشلونة قد استحوذ على الكـــرة بنسبة 81 % لكنه مــع ذلك لم يشكـل أي تهديــد حقيقي على مرمى سيلفا بسبب النسق البطيء للغايـة، والأفكار المكــررة ولأن لاعبي غرناطـــة كانوا قد أغلقوا المساحات في العمق بينما لم نشاهـد أي دور حقيقي لسيرجيــو روبيرتو المطالــب بتوسيع رقعة اللعـب لحظــة السيطرة على الكرة، كمـا لم يسدد لاعبو الوسط أي كرة من خارج منطقة الجزاء، ومع غياب مهاجم مشاكس افتقد برشلونة الكثافة والشراسة وسيطرت الرتابة على المباراة.
الفرصة الأولى، أو المحاولة الجدية الأولى كانت في الدقيقة الأخيرة من الشوط وبلعبة معتادة من ألبا المتقدم كجناح، إلى ميسي فسدد بجوار القائم.

مشكلة الدفاع

قبيل الطرد، وفي المرة الأولى التي تجرأ فيها غرناطة، سدد لاعب الوسط إيتيكي في القائم من خارج منطقة الجزاء، وصحيح أن كرة وحيدة طوال المباراة لا تعبر عن ضعف دفاعي لكنها مؤشر، فالمساحة بين قلوب الدفاع وبوسكيتيس لاعب الارتكاز تحتاج إلى حماية لأنها ستكون مصدر خطورة دائمة على تيرشتيغن، تماما كما كانت الهشاشة هي مشكلة ريال بيتيس تحت إمرة سيتيين.

فيدال تريكويستا.. وميسي يسجل

في الدقيقة 70 حصل جيرمان سانشيز مدافع غرناطة على بطاقة حمراء، وهي لحظة مفصلية إذ منحت برشلونة أفضلية كبيرة بعدما كان الخصم متكتلا بل وبدأ في إيجاد المساحات لصنع المرتدات.
المهم أن فيدال تصرف بذكاء بعدها بست دقائق وتمركز في منطقة رأس الحربة ثم أكمل سلسلة التمريرات ب»كعب» إلى ميسي الذي سجل هدف برشلونة الأول واضعًا حدًا لمقاومة الضيوف فيما ثبت فيدال قدميه في كامب نو بعد أن ظن أنتونيو كونتي مدرب إنتر ميلان أنه بصدد الحصول عليه.
الجيد في فيدال أنه لاعب مختلف عن بقية لاعبي برشلونة، فبالإضافة إلى قوته البدنية يمكنه تأدية أدوار مختلفة، وسيساعد كثيرا في فكرة أن يصبح ميسي مهاجما وهميا إذ يجيد المحارب التشيلي التمركز في العمق دون كرة ولديه من القوة ما يتيح له تأدية دور لاعب الوسط الدفاعي إضافة إلى الانسلال نحو منطقة جزاء الخصم لاستغلال انشغال المدافعين برقابة ميسي خارج المنطقة.
على ذلك، خطف برشلونة النقاط الثلاث واستمر في صدارة الليغا متساويا مع غريمه ريال مدريد في النقاط، بانتظار الكثير من التحسن على مستوى الأداء والقدرة على مواصلة الضغط لحظة فقدان الكرة، والمزيد من الوقت لكي يتشرب لاعبو كيكي سيتيين أفكاره المختلفة.