دراسة عمانية حول الأبعاد الاجتماعية للحكومة الإلكترونية

بلادنا الجمعة ١٧/يونيو/٢٠١٦ ٢٣:١٤ م
دراسة عمانية حول الأبعاد الاجتماعية للحكومة الإلكترونية

صلالة - عادل سعيد اليافعي
حصل الباحث علي بن سهيل بن محمد تبوك على درجة الدكتوراه في تخصص علم الاجتماع بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وكان عنوان أطروحته (الأبعاد الاجتماعية للحكومة الإلكترونية في المجتمع العماني) دراسة سوسيولوجية مطبقة على برامج التعليم والعمل من جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية كأول دراسة تقييمية للبرامج الحكومية وأبعادها على المجتمع العماني وهي نظامي التوظيف المركزي والقبول الموحد. وبدأ الباحث بعرض مشكلة الدراسة مستهلا بقوله بأن العالم يمر ونحن في بداية الألفية الجديدة بمرحلة تاريخية حيث تشهد جميعا تطورا متعدد الأبعاد، تكنولوجيا، اجتماعياً، اقتصادياً، ثقافياً، سياسياً، إننا نعيش في عالم متغير كل يوم فيه أحداث كبيرة تغير من مداركنا ومعارفنا عن العالم وفي كل ما حولنا. ويظل السؤال هل لهذه التحولات تأثير فعلي علي حياة الأفراد والجماعات والمنظمات بالمجتمع المعاصر.وذكر أن هناك تحولاً جذريا يحدث في عالم اليوم من المجتمع الصناعي إلى المجتمع القائم على المعلومات وأصبح التقدم في مجال المعلومات والتقنيات هو أساس التصنيف المعاصر لمكانة الدول مع نهاية القرن العشرين الذي رفض أن ينتهي دون أن يمهد الطريق للثورة الرابعة في حياة البشرية وهي (ثورة المعلومات) بما يؤكد أن العصر الذي يحياه في ظل هذه الثورة هو عصر الهيمنة المعلوماتية وليس مجرد الهيمنة الاقتصادية أو العسكرية.

واشار تبوك الى ان تطبيق مفهوم الحكومة الإلكترونية في تقديم الخدمات العامة في مجالات الحياة المختلفة وبخاصة في التعليم والتوظيف من المتطلبات الأساسية لدفع عملية التنمية المعرفية والاقتصادية للمجتمع لما يوفره هذا التوجه من تأكيد للشفافية والنزاهة والمساواة والعدالة ومن تصدي للفساد والمحسوبية في الإجراءات المتعلقة بالخدمات العامة، وتطوير الأداء الحكومي وفق معايير الجودة وفي ضوء ذلك فقد تحددت مشكلة الدراسة في (الأبعاد الاجتماعية للحكومة الإلكترونية في المجتمع العماني) ثم عرض الباحث أهمية الدراسة في عدة محاور وهي أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه تطبيقات الحكومة الإلكترونية في إيجاد حلول جديدة ومبتكرة للكثير من القضايا والمشكلات في مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.... وغيرها كما تحاول الدراسة التطرق للأبعاد الاجتماعية للحكومة الإلكترونية من وجهة نظر المواطن المستفيد من الخدمة وتقديم مؤشرات واقعية عن انعكاسات تطبيقات الحكومة الإلكترونية علي بعض الأبعاد الاجتماعية للمواطن العماني المستفيد من خدمات الحكومة الإلكترونية بغرض مساعدة صناع القرار علي ترشيد جهودهم في هذا المجال وتوفير معلومات تساعد في جعل القرار المحلي أكثر فاعلية في الاستجابة للمتطلبات الاجتماعية المحلية التي تحاول أنشطة الحكومة الإلكترونية مقاربتها.

وركز تبوك بعد ذلك في ذكر أهداف الدراسة التي تتمركز في رصد وتحليل الانعكاسات الاجتماعية لجهود الحكومة في تقديم الخدمات العامة للمواطنين عبر وسائط تقنية المعلومات والاتصالات الإلكترونية من وجهة نظر المواطن العماني.تحديد نواحي القوة والضعف من وجهة نظر اجتماعية في الإدارة الإلكترونية المتعلقة بتقديم الخدمات العامة للجمهور كما تعكسها أراء المواطنين والكشف عن التباين والاختلاف في وجهات نظر المواطنين حول الأبعاد الاجتماعية للحكومة الإلكترونية في ضوء بعض المتغيرات السكانية والحصول على بعض الموجهات الاجتماعية لتحسين جهود الحكومة الإلكترونية كما يراها المواطن نفسه.
ابعاد اجتماعية
على الابعاد الاجتماعية للدراسة لبرامج الحكومة الإلكترونية بسلطنة عمان ويتفرع من هذا التساؤلات الفرعية التالية ومنها ما الأبعاد الاجتماعية التي ساهم في تحقيقها النظام الإلكتروني بمركز القبول الموحد (وزارة التعليم العالي) لدى المواطن العماني؟ وما الأبعاد الاجتماعية التي ساهم في تحقيقها نظام التوظيف المركزي التابع لوزارة الخدمة المدنية لدى المواطن العماني؟ ما الأبعاد الاجتماعية المرتبطة بمجتمع المعرفة والتي تحد من تحقيق الحكومة الإلكترونية لأهدافها؟ وقد خلصت الدراسة إلى نتائج أهمها النتائج المرتبطة ببرنامج التوظيف المركزي وتوصلت الدراسة إلى توفر درجة من الوعي الإدراك لدى المواطن العماني حول أهمية استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات بما يمكنهم من الوصول للمعلومات والمعارف الضرورية لتوفير فرص معيشية جيدة لهم كما توصلت الدراسة إلى تأكيد مبدأ الديمقراطية ومشاركة المواطن العماني الفعلية مع الحكومة وهذا يسهم في رفع مستوى جودة تقديم الخدمات الحكومية وايضا توصلت الدراسة إلى وجود تباين في المؤهلات العلمية للمواطنين بما يعكس قدرة العاملين على توطيد مشاعر الثقة والأمان بين المواطن والحكومة ويساهم في تحقيق الحكومة الإلكترونية للأهداف المستقبلية للسلطنة وتوصلت الدراسة إلى أن أكثر من 50% من العينة على وعي ببرنامج التوظيف المركزي وكذلك تنوعت مصادر معرفتهم بهذا البرنامج وجاء موقع وزارة الخدمة المدنية في مقدمة مصادر المعرفة بهذا البرنامج وأجمعت غالبية عينة الدراسة على تمكين هذا البرنامج لهم من الحصول على فرصة عمل مناسبة كما توصلت الدراسة إلى أن أكثر من 70 من مفردات مجتمع البحث يشعرون بأن الخدمات المقدمة لهم من برنامج التوظيف المركزي كافية وأسفرت نتائج الدراسة عن وجود جودة اتصال بين العاملين ونظام التوظيف المركزي بما يساهم في زيادة قدرة برنامج الحكومة الإلكترونية على تحقيق أهدافه.

كما اكد تبوك الى ان هناك نتائج مرتبطة بنظام القبول الموحد حيث توصلت الدراسة إلى رغبة الإناث في استكمال تعليمهن حتى يكونوا موضع تقدير واحترام من قبل الآخرين ويتمتعن بمكانة اجتماعية مرتفعة في المجتمع وتوصلت الدراسة إلى أهمية تزويد مفردات البحث بالمعلومات والمفاهيم والأفكار الجديدة وكيفية تطبيقها بكفاءة وفاعلية بما يساعد علي تحمل المسئولية وتنمية الذات والثقة بالنفس وتوصلت الدراسة إلى أن غالبية عينة الدراسة قد مر على التحاقهم بالجامعة ثلاث سنوات واختاروا التخصص العلمي الذي يتفق مع قدراتهم وإمكانياتهم مما يتيح لهم إمكانية التواصل مع الجامعة والحصول على المعرفة والخبرة العلمية المتميزة وأسفرت نتائج الدراسة عليان 70% من مفردات البحث يحظون بدعم مادي من السلطنة وهذا يشير إلى حرص السلطنة على الدور الأكاديمي للجامعة والبحث العلمي لإيجاد حلول للقضايا والمشكلات الاجتماعية وتوصلت الدراسة إلى أن 40% من مجتمع البحث على وعي بهذا البرنامج وان هذا الوعي جاء من خلال المدرسة يلي ذلك مواقع الإنترنت وهذا يؤكد على تنوع مصادر المعرفة والجهود المبذولة من قبل مؤسسات التعليم في السلطنة لاستيعاب الطلاب بشكل كامل داخل مؤسسات التعليم العالي كما توصلت نتائج الدراسة على موافقة غالبية مفردات مجتمع البحث على شروط الالتحاق المحددة من قبل المؤسسات التعليمية لبرنامج القبول الموحد بالإضافة إلى أنصاف هذا البرنامج بالمرونة والبعد عن الروتين زأكدت نتائج الدراسة نسبة 92% على كفاية الأدلة الإرشادية التي تساعد الطلاب في التعرف على الخدمات الإلكترونية التي تساعد الطلاب على اختيار تخصصاتهم العلمية وفقا لميولهم وقدراتهم في ظل القواعد المحددة من قبل مؤسسات التعليم العالي في السلطنة.وتعتبر هذه الدراسة التي قدمها الباحث مكملة لدراسته في مرحلة الماجستير والتي كانت بعنوان الآثار الاجتماعية للثورة الرقمية على مشروع الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي كأول دراسة حديثة على مستوى العالم العربي لتأثير مشروع تكنولوجي حديث "الحكومة الإلكترونية" وكيفية تغيير المجتمع من تقليدي إلى مجتمع رقمي وتأثير ذلك على حياة المواطن ورفاهيته والتي تأتي في تخصص علم الاجتماع المعرفي والتغير الثقافي والاجتماعي من الثورة التكنولوجية وما صاحبتها من تغيرات على مستوى العالم كافة.