ألمانيا تسعى للتخلص من “نحس استاد دو فرانس” وأوكرانيا للتعويض أمام إيرلندا الشمالية بيل يشعل فتيل أزمة قد تحدث بين إنجلترا وويلزفي مباراة اليوم

الجماهير الخميس ١٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٤:١٦ ص
ألمانيا تسعى للتخلص من “نحس استاد دو فرانس” وأوكرانيا للتعويض أمام إيرلندا الشمالية

بيل يشعل فتيل أزمة قد تحدث بين إنجلترا وويلزفي مباراة اليوم

شانتيي -(أ ف ب)

تتجه الأنظار اليوم الخميس إلى ملعب “بولارت-ديليليس” في لنس الذي يحتضن مواجهة بريطانية نارية بين العملاقة إنجلترا وجارتها متواضعة السجل ويلز، وذلك في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لكأس أوروبا 2016 المقامة في فرنسا حتى العاشر من يوليو المقبل.

وتقام المباراة وسط أجواء مشحونة تماما تسبب بها نجم ريال مدريد الإسباني جاريث بيل الذي اعتبر قبل الفوز التاريخي لويلز على سلوفاكيا (2-1) في أول اختبار لها على الإطلاق في نهائيات البطولة القارية وفي أول مباراة لها في بطولة منذ مشاركتها الأولى والوحيدة في كأس العالم العام 1958، بأن بلاده تتمتع بكبرياء وشغف أكثر من جارتها العملاقة و”سنظهر ذلك يوم المباراة”.

ورأى بيل الذي سجل هدف التقدم لويلز ضد سلوفاكيا، بأن إنجلترا تبالغ في تقدير حجمها وقيمتها دون أن تحقق النتائج “وبالتالي سنذهب إلى هناك ونحن مؤمنون أنه باستطاعتنا الفوز عليهم”.
ورد مدرب إنجلترا روي هودجسون على بيل معتبرا أن ما قاله الأخير يعبر عن “قلة احترام”، فيما رأى لاعب الوسط جاك ويلشير أن منتخب بلاده يملك لاعبين وفريقا أفضل من ويلز.
ولم يتراجع بيل عن تصريحه السابق بعد الرد الإنجليزي عليه وقال في مؤتمر صحفي أمس الأول الثلاثاء إنه سعيد لأنهم شعروا بالإهانة، مضيفا: حقا وبصراحة، أنا لا أكترث لما يقولونه. نحن نعرف بأننا فريق جيد ونعرف أنه باستطاعتنا الفوز عليهم إذا كنا في يومنا.
ولم تكن المباراة بحاجة إلى هذه الحرب الكلامية والاستفزازات لكي تصنف “حامية” سواء للسلطات الفرنسية أو المنتخب الإنجليزي الذي يخوضها وعينه على تعويض تعادله المخيب في الجولة الأولى أمام روسيا (1-1) وهاجس إقصائه من البطولة القارية في حال تكررت أعمال الشغب التي شهدتها مرسيليا قبل وخلال المباراة الأولى ضد الروس.
واضطر قائد المنتخب الإنجليزي واين روني والمدرب هودجسون للتوجه إلى الجمهور في تسجيل مصور طالباه فيه بتجنب المشاكل والتحلي بالهدوء.
واشتبك المئات من مثيري الشغب الروس والإنجليز في مدينة مرسيليا الساحلية على مدى يومين، ووصلت الأمور السبت الفائت إلى حرب شوارع قبيل مباراة المنتخبين على استاد “فيلودروم”، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات.

وطالب الاتحاد الأوروبي “الاتحادين الإنجليزي والروسي” بدعوة جماهيرهما للتصرف بطريقة مسؤولة ومحترمة، معربا عن دعمه للجهود التي تقوم بها السلطات الفرنسية وقوات حفظ النظام لضمان حسن سير وسلامة البطولة في ظل المناخ الحالي (في إشارة إلى التهديد الإرهابي). وأدت المواجهات إلى جرح 35 شخصا بينهم ثلاثة إصابتهم خطيرة، إلى جانب مشجع إنجليزي بين الحياة والموت بعدما ضرب بقضيب من حديد. وقامت السلطات الفرنسية بحملة اعتقالات طالت 10 مشجعين لكن ليس بينهم روس إذ إن مثيري الشغب من هؤلاء تمكنوا من الإفلات من السلطات الفرنسية.

ومثل هؤلاء أمام القضاء الاثنين الفائت وصدر بحقهم عقوبة السجن باستثناء واحد مع وقف التنفيذ، وهم ستة بريطانيين وثلاثة فرنسيين ونمساوي.

وكانت الشرطة الفرنسية عرضة للانتقادات بعد الأحداث التي حصلت السبت الفائت خصوصا من قبل الإنجليز.

وتمحورت الانتقادات حول الاختلاف في أسلوب التعامل مع آلاف المشجعين من فريقين منافسين وكيف تتسبب بعض الأخطاء في إشعال الفتيل خصوصا بوجود عناصر استفزازية مثل المشجعين الروس “الالتراز” الجاهزين دائما لافتعال المشاكل.

وما يعقد الأمور أن المشجعين الإنجليز الذين لا يملكون تذاكر لمباراة اليوم في لنس، سيتجمعون في الوقت الذي يتحضر فيه الروس لمواجهة سلوفاكيا. وتوقعت المسؤولة المحلية في لنس توافد بين 40 و50 ألف مشجع لمباراة إنجلترا وويلز، مضيفة: لقد استخلصنا العبر مما حصل في مرسيليا و+يورو ساس+ (المؤسسة المسؤولة عن الأمن في كأس أوروبا) وافقت على وجود الشرطة داخل الملعب.

وبالمجمل، يتم حشد 2400 شخص من أجل توفير الأمن في مباراة لنس، بما في ذلك 1200 شرطي ودركي.
كما تم اتخاذ العديد من التدابير الوقائية المتعلقة بالكحول، مع تعزيز قانون تنظيم استهلاكها، الذي بدأ العمل به الساعة السادسة مساء من يوم أمس الأربعاء وينتهي غدا الجمعة في الساعة السادسة مساء أيضا.

ألمانيا - بولندا

يعود المنتخب الألماني بطل العالم إلى ملعب “استاد دو فرانس” في ضاحية سان دوني الباريسية بعد 7 اشهر على تلك الأمسية “المرعبة” من نوفمبر 2015، وذلك عندما يجدد الموعد مع جاره البولندي اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة لنهائيات كأس أوروبا 2016.

ويدخل رجال المدرب يواكيم لوف هذه المباراة التي ستكون إعادة لمواجهة الفريقين في التصفيات المؤهلة إلى البطولة القارية، مع ذكريات ما حصل في 13 نوفمبر الفائت والاعتداءات الانتحارية التي شهدتها العاصمة باريس ومحيط الملعب ما أدى إلى مقتل 130 شخصا وإصابة المئات.

وكان المنتخب الألماني يلعب حينها لقاء وديا مع فرنسا خسره صفر- 2، عندما حصلت الاعتداءات وسمع صوت الانفجارات بشكل مدو في الملعب بعد أن فجر ثلاثة انتحاريين أنفسهم عند مداخله ما أدى إلى مقتل شخص واحد.
ولم ينس الألمان بتاتا تلك الليلة المرعبة التي دفعت قلب الدفاع جيروم بواتينج إلى التأكيد بأن زوجته وطفليه التوأم لن يسافروا إلى فرنسا من أجل مشاهدته يلعب مع أبطال العالم لأنه يرى بأن “الخطر كبير بكل بساطة”.
لكن بواتينج شدد بأن ما حصل في نوفمبر الفائت لن يؤثر سلبا على عودة ألمانيا إلى “استاد دو فرانس” حيث ستسعى إلى تأكيد بدايتها الجيدة وفوزها في مباراتها الأولى على أوكرانيا 2 -صفر.
وأكد مدافع بايرن ميونيخ أن منتخب بلاده ليس خائفا على الإطلاق، مضيفا: نشعر أننا بأمان ونحن مركزون على الأمور الرياضية. نريد أن نتحضر بشكل جيد وهذا هو هدفنا في الوقت الحالي، لسنا قلقين من الأمور الأخرى.

والأمر الذي يجب أن يثير قلق بواتينج هو رؤية زميله في بايرن ميونيخ روبرت ليفاندوفسكي في صفوف الفريق المنافس وبمعنويات مرتفعة جدا بعد أن نجحت بولندا في فك النحس الذي لازمها في كأس أوروبا وحققت فوزها الأول بتغلبها على الوافدة الجديدة إلى البطولة القارية إيرلندا الشمالية 1 -صفر الأحد الفائت في نيس. وتدين بولندا التي كانت تحمل الرقم القياسي من حيث عدد المباريات في البطولة القارية دون أي فوز (6 في نسختي 2008 و2012)، بفوزها الغالي إلى مهاجم أياكس أمستردام الهولندي اركاديوش ميليك الذي سجل هدف المباراة التي هيمن عليها منتخب بلاده تماما واستحق النقاط الثلاث على حساب منافسه الذي يخوض غمار البطولة للمرة الأولى.

ويجدد الفريقان الموعد بعد أن تواجها في التصفيات أيضا حيث فكت بولندا عقدتها أمام “ناسيونال مانشافت” وحققت فوزها الأول عليه من أصل 19 مواجهة وجاء بنتيجة 2 -صفر في وارسو بفضل ميليك وسيباستيان ميلا، قبل أن يستعيد أبطال العالم اعتبارهم إيابا بالفوز 3-1 في طريقهم إلى تصدر المجموعة.

ومن المؤكد أن ليفاندوفسكي سيكون مركز الثقل في المنتخب البولندي بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع بايرن حيث سجل 42 هدفا في 51 مباراة ضمن جميع المسابقات وساهم في قيادة النادي البافاري إلى ثنائية الدوري والكأس المحليين.

وتحدث بواتينج عن ليفاندوفسكي الذي أصبح أفضل هداف في تاريخ تصفيات كأس أوروبا مشاركة مع الإيرلندي الشمالي ديفيد هيلي الذي سجل 13 هدفا في تصفيات نسخة 2008، قائلا: ليفاندوفسكي مهاجم من الطراز الرفيع. على صعيد النادي نحن نلعب مع بعضنا، لكننا تواجهنا عدة مرات ومن المؤكد أننا سنصطدم ببعضنا هذه المرة أيضا.

أوكرانيا للتعويض

وفي المباراة الأخرى التي تقام في ليون، تسعى أوكرانيا إلى التعويض على حساب إيرلندا الشمالية من أجل تعزيز حظوظها بالتأهل إلى الدور الثاني للمرة الأولى من ثاني محاولة فقط.

وستشهد المباراة في دقيقتها الـ24 وقوف الجمهور تكريما للمشجع الإيرلندي دارن رودجرز الذي توفي الاثنين الفائت في نيس بسبب سقوطه من شرفة أحد المطاعم بعد الخسارة أمام بولندا. ومن المؤكد أن المباراة لن تكون سهلة على أوكرانيا، خصوصا أن الخسارة التي منيت بها منافستها في أول مباراة لها على الإطلاق في البطولة القارية كانت الأولى لها في آخر 13 مباراة.

ورأى قلب دفاع إيرلندا الشمالية ووست بروميتش البيون الإنجليزي جوني ايفانز بأن على بلاده أن تكون جريئة في مواجهة أوكرانيا، مضيفا: من أجل أن نمنح أنفسنا فرصة جيدة (للتأهل) يجب أن نقدم كل شيء من أجل الفوز. الوضع مثير لأن أوكرانيا في الوضع ذاته.

وتابع مدافع مانشستر يونايتد السابق: سنرى الكثير من الاندفاع، الكثير من الضغط على المنافس من أجل أن نمنعه من الحصول على الكرة لفترة طويلة.
واعترف ايفانز أن المباراة أمام أوكرانيا مصيرية خصوصا أن بلاده ستتواجه في الجولة الأخيرة مع العملاقة ألمانيا.
وترتدي هذه المباراة أهمية كبرى بالفعل خصوصا أن ثلاث نقاط قد تكون كافية لأي من المنتخبين من أجل بلوغ الدور الثاني في ظل النظام الجديد الذي يقضي بتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني وأفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث من أصل ستة إلى الدور الثاني بعدما رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 إلى 24 للمرة الأولى في تاريخ البطولة.