عودة الأولمبياد الخاص العُماني حلقة عمل في البرامج الـرياضــية والصـحــية

الجماهير الخميس ١٦/يونيو/٢٠١٦ ٠٤:١٠ ص
عودة الأولمبياد الخاص العُماني  

حلقة عمل في البرامج الـرياضــية والصـحــية

مسقط-
والعود أحمدُ .. هكذا ممكن أن نطلق على عودة الأولمبياد الخاص العُماني من جديد بعد توقف لما يقارب العام أو أكثر عن المشاركات الخارجية بهدف تصحيح المسار وبحث آلية تفعيل تلك الرياضة التي تهم شريحة مهمة في مجتمعنا إلا وهم الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية في ظل تفانيهم وما يحققوه من إنجازات خلال تلك المشاركات، ولكن استمرارية الفعاليات والبرامج المحلية لم تتوقف وما أن رأت النور مؤخراً جمعية الأولمبياد الخاص العُماني بعد الدمج بين جمعية الأمل والأولمبياد الخاص العُماني لتبدأ مهمتها وفق آلية حديثة وبرامج متعددة.

وكانت العودة لهذا الأولمبياد الخاص من خلال حلقة العمل للفريق الفني للمكتب الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي أقيمت في أمسية رمضانية تزينت بالحضور الكبير في مساء أمس الأول الثلاثاء برعاية سعادة محمد بن سالم البوسعيدي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بوشر وبحضور صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد رئيس مجلس إدارة جمعية الأولمبياد الخاص العُماني وأعضاء مجلس الإدارة وعدد كبير من الداعمين والمتطوعين وذلك بفندق سيتي سيزنز بالخوير.

القاعدة المعرفية للأولمبياد

يأتي تنظيم حلقة العمل في إطار حرص جمعية الأولمبياد الخاص العُماني على إرساء القاعدة المعرفية لمنتسبيها، حيث انضم للجمعية مؤخراً أعضاء ومتطوعين جدد وستكون حلقة العمل بمثابة خطوة أولى لتعريفهم ببرنامج الأولمبياد الخاص ومبادراته ودور مجلس الإدارة ولجانه التنفيذية. وافتتح صاحب السمو السيد فيصل بن تركي أل سعيد رئيس مجلس إدارة جمعية الأولمبياد الخاص حلقة العمل بكلمة قدم خلالها شكره لكافة الحضور من المتطوعين والأسر وأعضاء الجمعية، وأكد على ضرورة التعاون مع كافة الأطراف لتحقيق الأهداف والوصول إلى النتائج المعنوية والمادية المرجوة، وأوضح صاحب السمو أن الأولمبياد الخاص لا يتعلق بالجانب الرياضي فحسب بل هو امتداد للاهتمام بفئة الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية ودمجهم بالمجتمع، وأعرب عن شكره وتقديره للمكتب الإقليمي للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على دعمه المتواصل في كافة البرامج سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي.

تاريخ الأولمبياد الخاص

بعدها قدم د. عماد محي الدين –مدير الرياضة والتدريب للأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا – ورقة عمل حول تاريخ الأولمبياد الخاص، حيث تحدث عن البداية الحقيقية لأولمبياد الخاص وتاريخ تطورها وازدياد عدد المشاركين والمتطوعين والألعاب فيها، بجانب البلدان التي نظمتها، كما عرّج د.عماد على الأشخاص الذي يحق لهم المشاركة في هذه الأولمبياد حيث أفاد انه يحق لجميع الأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية أو التأخر الذهني أو من لديه مشاكل في المخاطبة أو القدرة على التعلم، كما أن الحد الأدنى للعمر هو 8 سنوات ولا يوجد حد أقصى، كما أنه يحق لمتعددي الإعاقة المشاركة بشرط أن تكون إحداها إعاقة ذهنية.

وأوضح د. عماد محي الدين أن عدد المتطوعون الذين يشاركون في تنظيم مسابقات الأولمبياد في ازدياد من مسابقة إلى أخرى و أشار إلى أن عدد المتطوعين في الألعاب العالمية الصيفية بالعام 2003 في أثينا بلغ 35000 متطوع، وأضاف أن الأولمبياد الخاص يقدم أنشطة تعريفية ودورات تدريبية لأسر اللاعبين من ذوي الإعاقة الذهنية والتي من شأنها دعم اللاعبين وزيادة الوعي بالحركة بين أفراد المجتمع.

البرنامج الصحي

وتطرقت رغدة مصطفى من الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الورقة الثانية حول البرنامج الصحي وأوضحت خلالها الفرق بينه وبين الكشف الصحي الذي يتوجب على جميع اللاعبين القيام به وذلك لتصنيفهم والألعاب التي يمكنهم المشاركة فيها أما البرنامج الصحي فهو يعنى بتحسين وتقديم الرعاية الصحية للاعبين.

الألعاب والمسابقات

فيما قدّم شريف الفولي مديراً عاماً للألعاب والمسابقات بالأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورقة العمل الثالثة ، أوضح خلالها أنواع ألعاب ومسابقات الأولمبياد الخاص فأوضح أن هناك ألعاب العالمية وإقليمية ووطنية، بالإضافة إلى الألعاب التبادلية وألعاب على مستوى البرنامج الفرعي وألعاب على مستوى البرنامج المحلي.

أبطال يستحقون الاهتمام

أكدت هنادي بنت جمعان بيت رجب –المشرفة على لجنة التسويق بالجمعية- أن حلقة العمل تشكل إضافة إيجابية للعمل الذي يقوم به كافة أعضاء الجمعية، حيث أن الخبراء الفنيين قدموا أوراق عمل أعطت خلفيات شاملة عن الأولمبياد الخاص وكيفية التعامل مع عدد كبير من التحديات التي من الممكن أن يواجهها كافة الأطراف العاملين في هذا المجال، بجانب الخط الزمني الذي تمر فيه الأولمبياد وتطورها ، وتضيف: أن أعداد المتطوعين في السلطنة كبير جداً مما سيشكل دافعاً إيجابياً للمساهمة في رفع مستوى العمل بالأولمبياد الخاص، كما أن أبطال الإعاقة الذهنية لديهم من الإمكانات ما يتوجب علينا أن نقف جميعاً لتلبية احتياجاتهم، حيث أشارت إلى مشاركتهم في البطولة الإقليمية السادسة في أبوظبي وحصول المشاركين على 47 ميدالية متنوعة في العام 2010، والمشاركة في الألعاب الشتوية بكوريا الجنوبية 2013 وحصولهم على 10 ميداليات، والألعاب العالمية الصيفية في أثينا- اليونان، وحصولهم على 3 ميداليات ذهبية في ألعاب القوى.

توضيح النقاط

فيما أشار عدنان بن مبارك العويدي – اللجنة الرياضية بالأولمبياد الخاص العُماني - إلى أن اللقاء يعتبر محور مفصلي لإيضاح عدد من النقاط التي كانت غير واضحة للمتطوعين والأعضاء والمهتمين بالأولمبياد الخاص خصوصاً بعد إشهار جمعية الأولمبياد الخاص والتي كانت سابقاً تسمى جمعية الآمل، كما اعتبر أن حلقة العمل أعطت بعداً فنياً للمشاركين سواء من الجانب الرياضي أو الجانب الصحي، حيث أشار أن الاهتمام باللاعب يكون عن طريق الكشف الصحي والإشراك الرياضي فكل ما كان المشارك في الجانب الرياضي يتسم بالقابلية الصحية كل ما شكل ذلك نوع من الطمأنينة والاستقرار للمدربين أو المنظمين. وأضاف العويدي أن حلقة العمل أوضحت عدداً من الألعاب الرياضية التي بالإمكان أن يستحدثها الأولمبياد الخاص العُماني في المستقبل، كما تم استحداث رياضتي الإبحار الشراعي والتزلج على الجليد مؤخراً والتعاون مع العديد من الجهات الرياضية التي تختص بهاتين الرياضتين، وأكد على أن السلطنة استحقت فرصة المشاركة في الأولمبياد الشتوية المقبلة بالعام 2017، بالإضافة إلى عدد من المشاركات الدولية في المستقبل القريب.

لجنة المبادرات في الجمعية

واعتبرت تقوى اللواتية –عضو مجلس إدارة جمعية الأولمبياد الخاص العُماني، مشرفة لجنة المبادرات- أن هذا البرنامج يعتبر ناجحاً وذلك من خلال الحضور الكبير الذي شهده ومن مختلف فئات المجتمع، وذلك يثبت أن المتطوعين يمتلكون الرغبة في العمل بمجال الإعاقات الذهنية، ومن مميزات هذا البرنامج إنه لا يهتم بالناحية الرياضية فقط بل ينظر إلى الجوانب الأخرى التي تفيد الشخص المعاق ذهنياً وأسرته، كما أنه يشكل فرصة تبادل الخبرات مع المكتب الإقليمي لتوفير المدربين المختصين ببرامج الجمعية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتابعت في حديثها عن المبادرات التي تقوم بها الجمعية كالمبادرات الخاصة بالأسر من خلال تنظيم البرامج التثقيفية حول كيفية التعامل معهم وتوضيح عدد من الأمور التي بالإمكان أن تقدمها الأسرة للشخص المعاق ذهنياً لتشكل له الآثر الإيجابي، بالإضافة إلى برنامج إعداد القادة والذي يعنى بتدريب الأشخاص المعاقين ذهنياً في مجالات القيادة والتعبير عن احتياجاتهم وكيفية تطوير مهارات القوة لديهم ليكون بعد ذلك عنصراً فعّالاً في مجتمعه، بالإضافة إلى برنامج الشباب والمدارس والذي يعنى بدمج ذوي الإعاقات الذهنية مع المجتمع.