تقسيم وجبات الطعام يعالج مشكلات عسر الهضم والحموضة

مؤشر الثلاثاء ١٤/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٤٦ م
تقسيم وجبات الطعام يعالج مشكلات عسر الهضم والحموضة

مسقط -
يتغير نمط حياة المسلم في رمضان، وتتسنى للصائم فرصة ثمينة لتبني نظام حياة صحي، يسهم بدوره في تخفيف وزن الجسم وضبط مستوى السكر في الدم ورمضان، هو الضيف العزيز الذي ننتظر زيارته مرة في السنة، بكل حماس وبهجة نبدأ صيامنا وندعو أن يتقبلها الله لنكسب الأجر والثواب.

وتقول أخصائية التغذية بمركز الشادي الصحي بولاية السيب سميرة البلوشية: «إن الصيامُ موجودٌ في كثير من الثقافات والديانات العالمية، لكن في صور مختلفة وأشكال متنوِّعة وتتعدد أغراض الصيام فهناك الصِّيامُ الإسلامي، والذي يعرف أنه صيامٌ كامل «يمتنع فيه عن الأكل والشرب» جُزءاً من اليوم، من الشروق إلى الغروب، وعِدَّتُها بالساعات بين 12 و17 ساعة، مع إفطارٍ كامل في المساء بين الغروب والشُّروق وهناك الصيام لأغراض طبية من أجل عمل الفحوصات والعلاج.
وأشارت إلى أن هناك بعض النصائح الغذائية الواجب علينا إتباعها خلال الشهر المبارك من أجل صيام صحي بدون علل أو مشاكل هضمية ولعل أبرز قاعدة هي وصية النبي الكريم للأمة الإسلامية «عجلوا الإفطار وأخروا السحور» إذ إنَّ في تعجيل الإفطار توافقاً مع الغريزة البشرية التي تريد شيئاً يسدُّ جَوعها بعدَ صيام نهارٍ كامل كما تأخيرَ الإفطار يزيد فترةَ الصيام دون منفعة شرعية، بل لو تأخَّر المرء كثيراً ربَّما انخفضَ السكَّر لديه فتضرَّر، ومن فوائد التعجيل، تقسيمَ وجبة الطعام يقلِّل من كمِّية ما يأكله الإنسان، وبذلك لن يهجمَ على الطعام بنهمٍ وشراهة، كما إنَّ المعدةَ الخاوية قد لا يناسبها هجومٌ مكثَّف متوالٍ من الطعام بعدَ طول صيام، إذ يزداد تدفُّقُ الدم فجأةً إلى الجهاز الهضمي، وهذا هو تفسير الثِّقَل والخمول الذي يشعر به أحدُنا بعدَ وجبة دَسِمة، بالإضافة إلى أنَّ كثرةَ الطعام والشراهة سَببٌ لعُسر الهضم والغازات والحموضة، كما أنَّ معدَّلَ امتصاص السكِّر يكون أسرع إذا كانت الأمعاءُ خالية.
وقالت أخصائية التغذية: «إن خير ما يبدأ به الإفطار هو التمر أو الرطب لما له من فوائد جمة فهو منجم الفوائد حيث إنه يحتوى على الدهون والسكَّريات والبروتينات، والعديد من الفيتامينات والمعادن، مثل الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والفوسفور والمنغنيز والنحاس والمغنيزيوم وفيتامينات «ب» المركبة والألياف الغذائية، والتمرُ فاكهةٌ سكَّرية «ملك الحلويات» وهذا ما يحتاجه الصائمُ عندَ فطره؛ والتحاليل تشير إلى أنَّ نسبة السكَّر في الرُّطَب هي 37,6 %، وفي التمر 73 %، وكما هو معروف للجميع يفضل تناول العدد الفردي من التمر أو الرطب».
وأضافت: «إن للتمر منافع عدة منها تزويد الجسمَ المتعب بطاقةٍ إضافيَّة خلال نصف ساعة بعد تناوله، ويُفيد تناولُ التمور في مُعالجة الإمساك ومكافحة سرطانات البطن والاضطرابات المعويَّة والإسهال حيث إنه يفيد في تنشيط ظهور الجراثيم الصديقة أو المفيدة في الأمعاء ويسهل عملية الهضم، ويعزز زيادة الوزن، كما أن التمر يقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، ويُساعد على تَجنُّب الإفراط في تناول الطعام؛ فعندما يمتصُّ الجسمُ القيمةَ الغذائية للتمر، يختفي الشعورُ بالجوع.. كما يُفيد تناولُ التمر المرأةَ الحامل في تسهيل الولادة، لأنَّه يُقوِّي عضلاتِ الرَّحم، ومُهمٌّ للرضاعة الطبيعيَّة بعدَ الولادة، حيث يُزوِّد حليبَ الأم بالعناصر الغذائيَّة المفيدة لصحَّة طفلها».
وأكدت سميرة البلوشية أنه يفضل أن يتناول الصائم بعد صلاة المغرب وجبة خفيفة لتهيئة المعدة ولكي لا يحس بالخمول وتعتبر الشوربات والسلطات من أفضل الخيارات، ونوهت إلى أنه لا يفضل أن يتم تأخير وجبة العشاء إلى وقت متأخر من الليل وذلك ليتنسى للمعدة فرصة للحرق ولكي يهنئ الصائم بنوم عميق جيد».
وقالت أحضائية التغذية: «إن من الممارسات التي تكثر في الشهر الفضيل القلي حيث يتم إعداد الكثير من الوجبات التي تتطلب استعمال الدهون ولكي نتجنب أضرار الدهون إليكم بعض النصائح من أجل قلي أكثر صحة، إذ يجب استخدام زيت صحِّي من الأساس، وأفضلُ الزيوت للقلي هي الزيوت النباتيَّة وغير المشبَعَ، والتأكد من صلاحية الزيت للقلي، وبالإضافة إلى عدم قلي الطعامَ المجمَّد، وعدم تمليح الطعامَ قبلَ قليه، لأنَّ ذلك يسرِّع من أكسدة الزيت، والحرص على أن تكونَ القطعُ المقلية متقاربةَ الحجم، ولا مانع من استعمال الزيت لمرتين ما دام الزيتُ صالحاً للاستعمال كما ينصح بترشيح الزيوت بعدَ كلِّ قلي، بعد أن يبرد، وذلك لإزالة بقايا الطعام المتراكمة، ولا مانعَ من إضافة زيت جديد إلى القديم، لكن بعدَ ترشيح القديم، وضمان كونه باقياً على حاله لم يتغيَّر، كما يمكن تخزين الزيتَ في عبوات تمنع دخولَ الشمس.