لتيتيا ستاين وجاريت رنشو
قال مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (إف.بي.آي) يوم الاثنين إن عمر متين منفذ الهجوم على ملهى ليلي في أورلاندو عبر عن تعاطفه مع عدد من الجماعات المتطرفة بما في ذلك جماعات بالشرق الأوسط في الوقت الذي بدأت تظهر فيه صورة الرجل الغاضب العنيف الذي نفذ واقعة إطلاق النار الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة.
وقالت السلطات الأمريكية إنها لم تعثر على أي علاقة مباشرة بين تنظيم داعش ومتين الأمريكي المولد من أصل أفغاني الذي قتل 49 شخصا في ملهى ليلي في أورلاندو يوم الأحد.
وبعد حصار دام ثلاث ساعات اقتحمت الشرطة الملهى بالسيارات المدرعة وقتلت متين (29 عاما) بالرصاص. وأثناء الهجوم عبر القاتل في مكالمات هاتفية لخدمة الطوارئ عن مبايعته لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
لكن جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي قال إن متين أدلى بتعليقات مؤيدة لعدة حركات متطرفة الأمر الذي "يزيد قليلا الارتباك بشأن دوافعه." وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن متين متطرف محلي النشأة على الأرجح.
وقال كومي للصحفيين في واشنطن "حتى الآن لا نرى مؤشرا على أن هذه كانت مؤامرة موجهة من خارج الولايات المتحدة ولا نرى أي مؤشر على أنه كان جزءا من أي شبكة.. نحن على ثقة كبيرة بأن هذا القاتل اعتنق الفكر المتشدد ولو جزئيا عن طريق الإنترنت."
وأكد تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا يوم الاثنين على إعلان المسؤولية على الرغم من أنها لم تقدم أي علامات تشير إلى التنسيق مع المسلح.
وقال كومي إن متين تحدث خلال اتصالات هاتفية مع السلطات أثناء المذبحة عن دعمه لمنفذي هجمات ماراثون بوسطن ورجل من فلوريدا نفذ هجوما انتحاريا لصالح جبهة النصرة في سوريا. وجبهة النصرة هي جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وأبلغ زملاء عمل لمتين مكتب التحقيقات الاتحادي بشأنه في عام 2013 بعد أن أدلى بتصريحات "تحريضية ومتناقضة" بما في ذلك الادعاء بأن لديه صلات عائلية بتنظيم القاعدة وعضويته في جماعة حزب الله اللبنانية.
وتابع مكتب التحقيقات الاتحادي في ميامي متين لعشرة أشهر وقابله مرتين لكن لم يتم العثور على دليل على وجود جريمة أو اتصال مع جماعة متشددة. وقال كومي إن مكتب التحقيقات الاتحادي "يعمل أيضا على فهم ما هو الدور الذي لعبه التعصب" في الهجوم ضد الملهى الليلي.
وندد أوباما بالهجوم بوصفه عملا إرهابيا وينم عن كراهية وقال يوم الاثنين إن المسلح استلهم فكر المتطرفين على ما يبدو. وقال للصحفيين في البيت الأبيض "ما يمكننا قوله الآن هو أن من المؤكد أن هذا مثال على التطرف محلي النشأة الذي يساورنا جميعا قلق شديد بشأنه منذ فترة طويلة جدا."
وقال البيت الأبيض إن أوباما سيسافر إلى أورلاندو يوم الخميس لتقديم العزاء لأسر الضحايا. وفي المحطة الأولى ضمن حملتها الانتخابية منذ حادث إطلاق الرصاص قالت المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون في كليفلاند إن على الولايات المتحدة أن تتحرك بحذر لتعزيز الأمن دون شيطنة المسلمين.
لكن كلينتون دعت أيضا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة إزاء حمل الأسلحة وزيادة الجهود لحذف رسائل داعش من على الإنترنت.
وانتقد المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب أوباما بشأن الهجوم قائلا إن من الممكن أن يكون الرئيس "لا يريد أن يرى ما يحدث." وفي عدد من المقابلات التلفزيونية قال إن أوباما لن يحل مشكلة الأمن القومي أبدا.
وفي مقابلتين مع شبكتي (سي.إن.إن) وفوكس نيوز انتقد ترامب مسلمي الولايات المتحدة لعدم إبلاغهم السلطات بشكوكهم وكرر دعوته لفرض حظر مؤقت على دخول المسلمين للبلاد.
وكان متين حارسا مسلحا في دار للمسنين وعمل لدى شركة (جي 4 اس) العالمية للأمن لتسع سنوات. وقالت الشركة إنها قامت بتحريات عنه مرتين كانت آخرهما في 2013.
وبدأ متين الهجوم نحو الثانية صباحا يوم الأحد حين كان الملهى الليلي مكتظا بنحو 350 من الرواد. وفر كثيرون بينما أطلق المسلح الرصاص على الحشد من بندقية نصف آلية من طراز إيه.آر-15 ومسدس.
وقال مسؤولون يوم الأحد إن عدد القتلى بلغ 50. وأوضحوا يوم الاثنين أن هذا الرقم يشمل متين. وقال مركز أورلاندو ريجونال الطبي على موقع تويتر إن 53 شخصا أصيبوا ولا يزال 29 آخرون بالمركز.
وبحلول صباح الاثنين تم التعرف على هويات جميع القتلى باستثناء واحد وتم إخطار نصف عائلات الضحايا تقريبا.
وقال والد متين يوم الأحد إن ابنه لم يتبن الفكر الأصولي ووصفت زوجة متين السابقة المسلح بأنه مضطرب عقليا وكان عنيفا معها. وقالت سيتورا يوسفي زوجة متين السابقة إنه كان يضربها حين كانت تنتابه نوبات غضب يعبر خلالها عن "كراهيته لكل شيء".