واشنطن – ش
يعد التطور العلمي والتكنولوجي أحد أهم العوامل الفاعلة في انتشار جرائم الإرهاب عبر الإنترنت، الإرهاب نوعان : إرهاب تقليدي وإرهاب جديد أو حديث. ومن أهم أنواع الإرهاب الجديد هو الإرهاب المعلوماتي ويتمثل في استخدام الموارد المعلوماتية، والمتمثلة في شبكات المعلومات وأجهزة الكمبيوتر وشبكة الإنترنت، من أجل أغراض التخويف أو الارغام لأغراض سياسية.
ويرتبط هذا الإرهاب إلى حد كبير بالمستوى المتقدم للغاية الذي باتت تكنولوجيا المعلومات تلعبه في كافة مجالات الحياة في العالم، ويمكن ان يتسبب الإرهاب المعلوماتي في الحاق الشلل بأنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات أو قطع شبكات الاتصال بين الوحدات والقيادات المركزية وتعطيل أنظمة الدفاع الجوي أو إخراج الصواريخ عن مسارها أو اختراق النظام المصرفي أو ارباك حركة الطيران المدني أو شل محطات الطاقة الكبرى.
تطرف عبر الانترنت
من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن منفذ الهجوم الإرهابي على ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا يبدو أنه اندفع نحو التطرف عبر الانترنت.
وبعدما أطلعه فريقه للأمن القومي على الهجوم، قال أوباما للصحفيين إنه حتى الآن "لا يوجد دليل واضح على أنه كان موجها من الخارج" أو أن الهجوم كان جزءا من أي مؤامرة إرهابية أوسع.
ومن المقرر أن يتوجه أوباما إلى أورلاندو يوم غدا الخميس "لتقديم العزاء لأسر الضحايا" ، بحسب ما ذكره البيت الأبيض مساء الاثنين.
وقال مسؤولو تنفيذ القانون في فلوريدا إن المسلح عمر متين، وهو مواطن أمريكي 29/ عاما/ عاش في فلوريدا، قد تعهد بالولاء لتنظيم داعش في مكالمة طوارئ أثناء الهجوم.
وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) أنه تم التعرف على 48 من بين 49 شخصا قتلوا في المجزرة التي وقعت يوم الأحد.
وشارك عدة آلاف في قداس لتكريم الضحايا مساء الاثنين في أورلاندو.
وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جميس كومي إن المهاجم قد استلهم أفكاره من مجموعة مختلفة من الجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم داعش وكذلك جماعات متنافسة تتقاتل في سورية مثل جبهة النصرة وجماعة حزب الله اللبنانية.
وأوضح أوباما أنه يجري التحقيق في الهجوم على أنه حادث إرهابي وأن المحققين يدرسون المواد التي دخل عليها على الإنترنت لمعرفة طريقة تفكير المهاجم.
مواجهة عبرالإنترنت
في يناير الفائت قال البيت الأبيض إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تعتزم إنشاء وحدة جديدة لمكافحة "الإرهاب" مهمتها التصدي لدعاية تنظيم داعش وغيره من "الجماعات المتطرفة" على الإنترنت وفي وسائل التواصل الاجتماعي.
وستقود وزارتا الأمن الداخلي والعدل هذه الوحدة الجديدة بمشاركة هيئات اتحادية ومحلية أخرى.
وصدر الإعلان عن تشكيل "قوة المهام الخاصة بمكافحة التطرف العنيف" في حين يجتمع مسؤولون من البيت الأبيض مع مديرين تنفيذيين لشركات تكنولوجيا من وادي السيليكون لمناقشة تطوير سبل التصدي لاستخدام المتطرفين للإنترنت.
وتعرضت الإدارة الأميركية لضغوط لطمأنة شعبها بقدرتها على الحد من قدرة تنظيم الدولة بعد هجمات باريس وولاية كاليفورنيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست الجمعة إنه لا يتوقع أن يصدر عن هذه الاجتماعات "بيانات أو اتفاقات ضخمة".
تجنيد وتعبئة
ووفقا لجدول أعمال وزع على المشاركين في الاجتماع تركز المناقشات على كيفية مكافحة استخدام الجماعات المتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي "لتجنيد وتعبئة (أتباعها) ودفعهم للتطرف".
وقالت مصادر إن من بين القضايا المدرجة على جدول الأعمال الصعوبة التي تواجه هيئات إنفاذ القانون الأميركية لفك شفرات التي يستخدمها المشتبه بهم للتواصل بينهم.
ويشارك في الاجتماع بالإدارة الأميركية مسؤولو كبار شركات الإنترنت، وهي أبل وفيسبوك وغوغل وتويتر، كما يشارك أيضا ممثلون عن شبكة التواصل الاجتماعي لينكدين ومنصة التخزين دروبوكس وشركتي ميكروسوفت ويوتيوب.
ويخشى أن تصطدم الإجراءات التي سيتم الاتفاق عليها بالعديد من المبادئ، منها حرية التعبير وحماية الحياة الخاصة وثقة المستهلكين في شركات التكنولوجيا الجديدة.
ساحة جديدة
في مايو الفائت أشار نائب رئيس شركة "مايكروسوفت" ستيفن كراون إلى أنه لا يوجد حل سحري لمكافحة انتشار التطرف عبر الإنترنت، لكنه شدد على ضرورة تعاون شركات التكنولوجيا والدول لمنع الإرهابيين من استخدام الإنترنت لنشر إيديولوجياتهم.
جاء ذلك خلال استماع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي لبيان من ممثل واحدة من أكبر المؤسسات العاملة في قطاع التكنولوجيا، حول سبل مكافحة الإرهاب والتطرف على شبكة المعلومات الدولية.
وأوضح كراون، "إننا بحاجة إلى مزيد من النقاش، نحن بحاجة إلى استكشاف وسائل جديدة ومحسّنة لمعالجة إساءة استعمال منصات التواصل على الإنترنت".
وأبلغ المسؤول التنفيذي بشركة "مايكروسوفت" مجلس الأمن أنه "لا رصاصة فضية (طريقة سحرية) من شأنها أن توقف الإرهابيين عن استخدام الإنترنت".
وقال ستيفن إيه كراون، نائب رئيس مايكروسوف ونائب مستشارها العام، أمس الأربعاء إن شركات التكنولوجيا والدول والمنظمات غير الحكومية يجب أن تعمل معا "للتصدي لاستخدام الإرهابيين الإنترنت، بما في ذلك إيجاد الروايات المضادة واستخدامها" بأسلوب يحترم الخصوصية وحرية التعبير.
وأضاف "بالنسبة لصناعة الإنترنت، حجم التحدي الإرهابي رهيب، نعرف أن هناك عشرات الآلاف من حسابات الإنترنت الخاصة بإرهابيين التي ترفض أن تنتهي. فما إن يزال واحد حتى يثب آخر في مكانه".
تمثل كلمة كراون المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول بشركة تكنولوجية أمام المجلس التابع للأمم المتحدة.
فاتورة باهظة
فقي ابريل الفائت طالب الروائي والمنتج نور الحراكي سفير المنظمة الدولية للتنمية وحقوق الإنسان ورئيس المنتدى العربي العالمي للسلام, العالم العربي بالوقوف صفا واحدا لمواجهة التطرف والإرهاب الالكتروني.
وقال الحراكي, إ الإرهاب الالكتروني بات يهدد المجتمعات العربية من خلال بث أفكار مفعمة بالتطرف والعنف والغلو, فضلا عن ظهور تطرف أخر هو تطرف يدعوا إلى التخلي عن المبادئ العربية والإسلامية التي تدعوا للحب والسلام والعلم والضمير والأخلاق وتحرض ضد الأوطان.
وأَضاف الحراكي, أن تكلفة الإنفاق على المواقع الالكترونية التي تدعوا إلي التطرف خلال 4سنوات أكثر من 3مليار دولار, مشيرا إلى عدد هذه المواقع والمنتديات بلغت نحو 11ألف. وشدد على ضرورة مواجهة مثل هذه المواقع وعدد من صفحات التواصل الاجتماعي التي تبث أفكار خاطئة عن القيم والعادات والأخلاق العربية والإسلامية. وأكد الحراكي, أن دراسات عمليات الإرهاب التي ارتكبت في العالم راح ضحيتها في خلال 10 سنوات الماضية بلغ نحو 35 ألف شخص منهم 3الاف طفل؛ موضحا أن هناك إحصاءات تؤكد أن مستخدمي الانترنت هم أكثر الشرائح الحيوية في المجتمعات حيث أن 75% من المستخدمين تتراوح أعمارهم ما بين 16حتي 44عاما, ونصفهم أكلموا دراستهم الجامعية .