كلينتون تغازل شعور الامريكيين بخطر الارهاب

الحدث الثلاثاء ١٤/يونيو/٢٠١٦ ١٩:٥٦ م
كلينتون تغازل شعور الامريكيين بخطر الارهاب

دعت "لتعزيز الأنشطة المخابراتية" بعد هجوم أورلاندو واكدت عزمها على الضغط على شركات التكنولوجيا لدعم الامن
قادة المسلمين في مختلف أنحاء الولايات المتحدة يسارعون إلى التنديد بمذبحة فلوريدا وبعض المساجد تبدا إجراءات أمنية إضافية لحمايتها من ردود الفعل.

واشنطن – ش – وكالات

قالت المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون إنها إذا فازت بالمنصب فسوف تضغط على شركات التكنولوجيا الأمريكية لمساعدة وكالات المخابرات في إحباط مخططات العنف.
وفي كلمة ألقتها في كليفلاند في أعقاب هجوم قتل فيه مسلح 49 شخصا في ملهى ليلي في أورلاندو تحدثت كلينتون عن خطط لتوسيع نطاق المراقبة الإلكترونية للمشتبه في احتمال إقدامهم على ارتكاب هجمات متطرفة.
وقالت "ندرك بالفعل أننا في حاجة لمزيد من الموارد في هذه المعركة. والخبراء الذين يحافظون على أمننا هم أول من يرى أن هناك حاجة لتعزيز الأنشطة المخابراتية من أجل كشف وإحباط المخططات الإرهابية قبل تنفيذها."
وأضافت "لذلك أقترح تعزيز الأنشطة المخابراتية من أجل تدعيم قدراتنا بشكل شامل بضمانات ملائمة هنا في الداخل."
ولم تدل كلينتون بتفاصيل لكنها قالت إنها تريد من شركات التكنولوجيا أن تكون أكثر تعاونا مع الحكومة فيما يتعلق بطلبات المساعدة في التصدي للحملات الدعائية على الإنترنت ورصد الأنماط على مواقع التواصل الاجتماعي واعتراض الاتصالات.
ومن المحتمل أن تشعل تعليقات كلينتون الجدل العالمي بشأن الخصوصية والذي بدأ بعد هجمات في باريس وبروكسل وسان برناردينو في كاليفورنيا.
ومن المحتمل أن يكون عمر متين -المواطن الأمريكي منفذ هجوم أورلاندو الذي يبلغ من العمر 29 عاما- تأثر بمحتوى متطرف على الإنترنت. لكن جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي قال يوم الاثنين إنه لا توجد أدلة حتى الآن على أنه جزء من أي مخطط بتوجيه من آخرين خارج الولايات المتحدة.
وخصصت مواقع فيسبوك وجوجل وتويتر في العام الأخير المزيد من الموارد لمكافحة الدعاية المتطرفة على الإنترنت وتجنيد متشددين. لكنها تفعل ذلك بهدوء شديد لتجنب إعطاء انطباع بأنها تعمل عن كثب شديد علنا مع السلطات.
وتعتمد هذه الشركات بشدة على المستخدمين للإبلاغ عن أي محتوى مريب وهو محتوى يرى خبراء التكنولوجيا أنه يستحيل حذفه تماما دون أن تتمخض عن ذلك شبكة إنترنت خاضعة لرقابة مشددة.
ويقول خبراء مكافحة الإرهاب منذ فترة إن من الصعب تعقب ومنع الهجمات الفردية لأن مدبريها ومنفذيها لا يطلعون الآخرين على خططهم عادة.
ولم ترد شركتا تويتر أو فيسبوك على الفور على أسئلة متعلقة بتعليقات كلينتون. وامتنعت جوجل عن الرد.

ادانة وخوف
يوم الأحد 5 يونيو تجمع المئات في مسجد بمدينة لويفيل بولاية كنتاكي لتأبين الملاكم محمد علي بمشاركة مجموعة من رجال الدين يمثلون عدة ديانات. وبدأ محمد بابار الكلمات بقصيدة قال فيها "كنت الوجه الحق للإيمان".
وقال إن الجو العام كان جو سلام ورحمة.
وبعد أسبوع حضر بابار الطبيب الذي يعمل في المدينة وهو من الشخصيات القيادية بين المسلمين سهرة لتأبين 50 شخصا قتلوا في هجوم على ملهى ليلي للمثليين في فلوريدا شنه أمريكي من أصل أفغاني عمره 29 عاما.
وقال بابار "وكأن شخصا وجه إلينا لكمة في البطن. في الأسبوع الماضي اعتقدنا أننا نفضنا هذا العبء أخيرا عن كاهلنا لكن يبدو الآن أن هذا العبء قد عاد لكي يكون علينا أن نثبت براءتنا من شيء ارتكبه مجرم يدعي أنه من المسلمين."
سارع المسلمون في مختلف أنحاء الولايات المتحدة إلى التنديد بالهجوم وأخذت بعض المساجد إجراءات أمنية إضافية لحمايتها من ردود الفعل.
وفي إطار حملة الانتخابات الرئاسية دعا دونالد ترامب المرشح المفترض للحزب الجمهوري إلى فرض حظر على الهجرة من الدول التي لها "تاريخ في الإرهاب".
وقال ترامب في كلمة ألقاها في نيو هامبشير يوم الاثنين "علينا أن نتحلى بالفطنة والقوة واليقظة وعلينا أن نفعل ذلك الآن لأن الآوان سيكون قد فات فيما بعد."
وحذرت هيلاري كلينتون المرشحة المفترضة للحزب الديمقراطي من "اللهجة التحريضية المناهضة للمسلمين" وقالت إنها ستجعل من "التعرف على ‘الذئاب المنفردة‘ ووقفها" أولوية قصوى إذا ما فازت في سباق الرئاسة.
وفي لويفيل اتصل المسؤولون في المسجد بضابط شرطة لتوفير الأمن للإفطار الجماعي أيام الجمعة والسبت والأحد خلال شهر رمضان.
وبعد كتابة شعارات مناهضة للمسلمين باللون الأحمر على جدران المركز الإسلامي في لويفيل في سبتمبر ايلول الماضي قام المركز بتحديث وسائل الأمن بما في ذلك تركيب أقفال يتم التحكم فيها لاسلكيا ورتب لقيام ضابط شرطة بأعمال المراقبة خلال صلاة الجمعة خارج نوبة عمله.
ويوم الأحد اتصل المركز الإسلامي في لونج آيلاند بولاية نيويورك برئيس دائرة الشرطة المحلية لترتيب وجود الشرطة في المسجد خلال صلاة التراويح.
وقالت أسماء تشودري رئيسة المركز الإسلامي في لونج آيلاند "شهدنا ردود فعل من قبل خاصة فيما يتعلق بالتصريحات اللامسؤولة من جانب الساسة."
وأضافت أنه بعد حادث إطلاق النار الذي وقع في سان برناردينو في ديسمبر كانون الأول تعرض المسلمون لمضايقات وكان الطلبة منهم يتعرضون لعبارات بذيئة بل وحاول قائدو سيارات دهس بعض الناس أثناء عبورهم الطريق.
وقالت "نرجو أن يكون الأمر أهدأ هذه المرة."
وطلب المركز الإسلامي في أورلاندو من الناس يوم الأحد تحاشي الصلاة خارج المسجد حيث يزيد عدد المصلين في رمضان عن سعة المركز في صلاة التراويح.
وقررت سلطات إنفاذ القانون المحلية إرسال دوريات إلى الحي وقالت فاطمة رامي المسؤولة الإدارية أن المسجد استعان بأفراد أمن إضافيين ليلا. ودعا المركز المسلمين الذين يترددون عليه إلى التبرع بالدم لضحايا هجوم أورلاندو حتى إذا اضطرهم ذلك لعدم الصوم يوما في رمضان.
وقال المركز على موقعه إن من الممكن تعويض الإفطار في رمضان أما الموت فلا عودة منه.
وتعاونت بعض المراكز الإسلامية مع السلطات الاتحادية في عمليات التقييم التي تهدف لزيادة استعدادها لمثل هذه الهجمات وقالت إنها ستحافظ على مستويات التأمين المرتفعة التي طبقت بعد حادث سان برناردينو في ديسمبر كانون الأول.
وقال أسامة الشامي رئيس المركز الإسلامي في فينيكس إن المركز تلقى رسائل كراهية عديدة بالبريد الالكتروني منذ إطلاق النار في أورلاندو وإنه يتعاون مع سلطات إنفاذ القانون المحلية ووزارة الأمن الداخلي.
وقالت رسالة بتوقيع سي.جيه "هل تدحضون القرآن عندما يأمركم بالكذب على الكافر والتظاهر بصداقته حتي يمكنكم الغدر به؟"
وأجرت جمعية المسلمين لعموم منطقة دالاس بولاية فرجينيا التي زارها وزير الأمن الداخلي جه جونسون في ديسمبر كانون الأول عدة تقييمات أمنية بالتعاون مع وكالات إنفاذ القانون على مستوى الولاية والمستوى الاتحادي في الشهور القليلة الماضية لبحث كيفية تحسين الأمن حول المركز الإسلامي.
وقال رئيسها رضوان جاكا "الأمر المحزن أننا اعتدنا على ذلك الآن."
وفي لويفيل قال بابار إن المثليين كانوا من الداعمين للطائفة الإسلامية في كفاحها ضد تيار الخوف من الإسلام. وفي مارس آذار عندما عقد دونالد ترامب مؤتمرا شعبيا في لويفيل وقف نشطاء المثليين والمسلمين جنبا إلى جنب احتجاجا عليه بعد أن اقترح فرض حظر على هجرة المسلمين للولايات المتحدة.
وقال بابار "العنصرية والتعصب الأعمى سيان سواء كان ذلك موجها لهذه الجماعة أو تلك. نرجو أن ينظر إلينا المواطنون من خلال عيون محمد علي لا من خلال تلك الروح المضطربة رغم أن هذه المأساة الحمقاء تكبل آمالنا."