مسقط - ش
تم أمس الاثنين الإعلان عن حصول كلية التربية في جامعة السلطان قابوس على الاعتماد الأكاديمي كمؤسسة إعداد للتربويين في مستويي الدراسات العليا والجامعية، وذلك لمدة سبع سنوات (2016-2022)، ووفقاً لمعايير المجلس الوطني لاعتماد مؤسسات إعداد المعلمين (NCATE)، تحت إدارة مجلس اعتماد مؤسسات إعداد التربويين (CAEP) بالولايات المتحدة الأمريكية، الذي يدير اعتماد أكثر من 900 مؤسسة إعداد للتربويين.
وتتضمن عملية اعتماد NCATE أن يتم إعداد المعلمين المرشحين للتدريس بصورة تمكنهم من إحداث تأثير إيجابي ملموس في التعليم المدرسي.
وقال رئيس الجامعة سعادة د. علي بن سعود البيماني إن هذا الإنجاز الذي تحقق لكلية التربية يعد تتويجا للجهود التي تبذلها جامعة السلطان قابوس من أجل الوصول ببرامجها المختلفة إلى مصاف المعايير الدولية، وهو استمرار للنهج الذي تسير عليه كليات الجامعة المختلفة، ولا شك أن هذا الإنجاز الدولي سيرفع من مستوى خريجي الكلية من معلمين وتربويين، الأمر الذي سينعكس حتما على جودة التعليم في السلطنة.
وقال عميد كلية التربية د. سليمان بن محمد البلوشي: يأتي هذا الإنجاز ثمرة للجهود المتميزة التي بذلتها الكلية خلال السنوات الماضية من أجل الوصول بمستوى خريجيها وبرامجها وعملياتها إلى مستوى المعايير الدولية، ولا شك أنه تحقيق لدعوة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لرفع مستوى جودة التعليم. وإن هذا الإنجاز الدولي يدفعنا قدما نحو الاستمرار في نهجنا الداعي إلى توفير أفضل الخبرات التعليمية لطلبة الكلية، والعمل مع شركائنا في وزارة التربية والتعليم من أجل تعليم أفضل لجميع أبنائنا في السلطنة.
حدث كبير
ويعد هذا الاعلان حدثًا كبيرًا في تاريخ جامعة السلطان قابوس، إذ يبرز النجاح الكبير الذي تحققه الجامعة في إطار سعيها في رفع مستوى برامجها وخدماتها إلى مستوى المعايير الدولية، كما يأتي هذا الإنجاز تحقيقا لرؤية كلية التربية حيث "تطمح كلية التربية أن تكون مركزًا علميًا ومهنيًا متميزًا ومعاصرًا يسهم في تحسين حياة الأفراد والمجتمع وترسيخ قيمه".
وقد اعتبرت مسيرة الاعتماد الأكاديمي تحديا للكلية، قبله منتسبوها من هيئة تدريسية وإدارية وفنية وطلبة، وذلك إيمانا منهم بأهمية تحقيق التميّز، والوصول إلى جودة عالية في التعليم، سواء في التعليم الجامعي أو المدرسي. وانطلاقا من هذا المبدأ، تضمنت رحلة كلية التربية نحو الاعتماد الأكاديمي الدولي العديد من العمليات والمراحل.
وتؤمن الكلية بأن الاعتماد الأكاديمي الدولي سيرفع من السمعة العالمية ليس فقط للكلية وجامعة السلطان قابوس، بل أيضًا للنظام التعليمي في السلطنة. وقد احتلت كلية التربية المكان المرموق كمركز للتميز في التدريس والإرشاد والبحوث العلمية، الذي كان مردّه دائما إلى جودة برامج الكلية المستندة على المعايير الدولية. وعليه، تقوم كلية التربية بتخريج خريجين متميزين ينطلقون بعد تخرجهم إلى الميدان التربوي، ويعتبرون قادة في التغيير والتطوير التربوي في السلطنة وفق أحدث الأساليب.
وأفاد الاعتماد الأكاديمي كلية التربية بشكل كبير في مختلف النواحي، كتأسيس نظام التقييم وجمع البيانات لضمان الجودة وتطوير البرامج الأكاديمية وعمليات الكلية المختلفة، كما تم تطوير برنامج الخبرات الميدانية والتدريب الميداني، إذ وُضع برنامج جديد لتدريب الطلبة المعلمين في المدارس الشريكة، وذلك حسب المعايير الدولية، كما تم إدخال مقررات جديدة أو تطوير مقررات في عدد من البرامج والتخصصات بحسب المعايير الدولية لهذه التخصصات، بالإضافة إلى تصميم استراتيجية للتنوع تتيح للطلبة المعلمين التعامل مع التلاميذ بمختلف خلفياتهم واحتياجاتهم الخاصة والبدء في تنفيذها.
تطوير الممارسات المهنية
ولا شك أن الاعتماد الأكاديمي الدولي سيرفع من السمعة العالمية لكلية التربية وجامعة السلطان قابوس كمؤسسة تربوية، فجامعة السلطان قابوس من الجامعات القليلة في العالم خارج الولايات المتحدة الأمريكية التي حصلت على هذا الاعتماد الأكاديمي، كما منح الاعتماد الكلية فرصة المشاركة والتعلم من أفضل الممارسات للمؤسسات المعتمدة، إذ قُدّمت عدد من حلقات العمل والمؤتمرات طوال المدة الماضية، الأمر الذي خدم تطوير الممارسات المهنية المختلفة. كما خلق ذلك فرصة للكلية لكي توسع من التعاون والشراكة الدولية، وتتيح لخريجي الكلية مجالا أكبر للقبول في أرقى الجامعات الدولية.
وقد حصل عدد من البرامج في الكلية أيضا، بالتزامن مع الاعتماد الأكاديمي الدولي المؤسسي، على الاعتراف الأكاديمي من منظمات مهنية متخصصة في الولايات المتحدة، إذ تمت مواءمة هذه البرامج مع معايير هذه المنظمات التخصصية. وهذه البرامج هي برنامج تدريس العلوم (معترف به من الجمعية الوطنية لمعلمي العلوم (NSTA))، وبرنامج طفل ما قبل المدرسة (معترف به من الجمعية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار (NAEYC))، وبرنامج تدريس اللغة الإنجليزية (معترف به من المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية (ACTFL))، وبرنامج تكنولوجيا التعليم والتعلم (معترف به من الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التربية (ISTE))، وبرنامج التربية الرياضية (معترف به من الجمعية الوطنية للرياضة والتربية البدنية (NASPE))، وبرنامج تدريس الرياضيات (معترف به من المجلس القومي الأمريكي لمعلمي الرياضيات (NCTM)).