"رجاءا..لاترحلوا"

الحدث الاثنين ١٣/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٣٠ م
"رجاءا..لاترحلوا"

برلين - رويترز

في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن خروج بريطانيا قد يعطي دفعة كبيرة لقوى التطرف المعادية لأوروبا الذين قال إنهم "سيشربون نخب الانتصار في هذه الحالة."
ويقول توسك إنه إذا صوت البريطانيون لصالح خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يوم 23 يونيو الجاري فقد ينذر ذلك ببداية النهاية للاتحاد الذي يضم 28 دولة وللحضارة السياسية الغربية بشكل عام.
وقال توسك "لماذا الأمر شديد الخطورة؟ لأن لا يمكن لأحد توقع العقبات طويلة الأمد. وأنا كمؤرخ أخشى أن يكون خروج بريطانيا بداية تدمير الاتحاد الأوروبي وكذلك الحضارة السياسية الغربية بأكملها."
وأضاف أن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي سيخسرون اقتصاديا إذا خرجت بريطانيا.
وقال "كل أسرة تدرك أن الطلاق له آثار موجعة على الجميع. وجميع من في الاتحاد الأوروبي خاصة البريطانيون أنفسهم سيخسرون اقتصاديا."
وأظهرت أحدث استطلاعات للرأي أن البريطانيين منقسمون تقريبا بشأن البقاء أو الخروج.
وعلى الرغم من أن توسك عبر عن أمله في أن يجتاز الاتحاد الأوروبي في حال خرجت بريطانيا إلا أنه قال إن الثمن سيكون باهظا
حذر 13 من كبار العلماء البريطانيين من ان خروج بلادهم من الاتحاد الاوروبي يهدد البحوث العلمية في المملكة المتحدة، فيما اشار استطلاع جديد الى تصدر بارز لمعسكر المغادرة مع اقتراب استفتاء 23 يونيو.
واكد العلماء ان "احتمالات خسارة التمويل الاوروبي تشكل خطرا كبيرا على البحث العلمي البريطاني"، وذلك في رسالة نشرتها صحيفة "ديلي تلغراف" حملت توقيعي عالم الفيزياء النظرية بيتر هيغز، مكتشف "بوزون هيغز" الذي يفسر كيف تكتسب المادة كتلة وعاد عليه بجائزة نوبل في 2013، وعالم الوراثيات بول نورس الذي حصل على الجائزة في 2001 واخرين.
اضاف الباحثون ان "العلوم تغذي ازدهارنا وجهازنا الصحي وقدرتنا على الابتكار ونمونا الاقتصادي" لافتين الى "سذاجة تاكيدات مؤيدي الخروج ان وزارة المالية ستسد هذه الثغرة" في التمويل لا سيما وان الحصة المخصصة للبحث العلمي من اجمالي الناتج الداخلي البريطاني اصلا "ادنى بكثير من معدلها في دول الاتحاد الاوروبي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية".
ياتي هذا التحذير بعدما كشف استطلاع اجرته مؤسسة "او ار بي" على الانترنت وشمل 2000 شخص لصالح صحيفة "ذي اندبندنت" ان 55% من البريطانيين يفضلون مغادرة الاتحاد الاوروبي و45% البقاء فيه، قبل 12 يوما على الاستفتاء.
واشار استطلاع سابق للمؤسسة لصالح الصحيفة نفسها في ابريل ان 51% يؤيدون الخروج.
كما اشار متوسط الاستطلاعات الستة الاخيرة بحسب حسابات اكاديميين في مشروع "وات يوكاي ثينكس" الى تعادل المعسكرين، فيما اوحت استطلاعات راي مؤخرا بتقدم مؤيدي الخروج، ما ادى الى تراجع العملة البريطانية واثارة الذعر في اوساط حملة مؤيدي البقاء. "رجاء، لا ترحلوا" - واعتبر اللورد روب هيوارد عضو البرلمان والمتخصص في شؤون الانتخابات ان "الاحتمالات تصب في صالح التصويت لصالح الخروج" من الاتحاد، لافتا في آن الى ان الاستطلاعات ربما تقلل من تقدير حجم التاييد للخروج.
مساء الجمعة اكد رئيس حزب يوكيب الرافض لاوروبا نايجل فاراج عبر تلفزيون "بي بي سي"، "اعتقد اننا سنفوز"، علما انه جعل من خروج بلاده من الاتحاد محور حياته السياسية.
من جهة اخرى اشار الاستاذ في جامعة ستراثكلايد الاسكتلندية وخبير الاستطلاعات جون كورتيس هذا الاسبوع الى ضرورة التعامل بحذر مع فكرة ارتفاع التاييد لمعسكر المغادرة.
ومع تضاعف احتمالات الخروج رفع انصار البقاء في الاتحاد الاوروبي الصوت الجمعة.
وبدات شخصيات بارزة في حزب العمال المعارض مناشدة قيادتها مضاعفة الجهود لابقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. فزعيم الحزب جيريمي كوربن الاشتراكي المخضرم لطالما ابدى تشكيكا في جدوى الاتحاد الاوروبي ولم يلعب دورا بارزا في حملة "البقاء".
تعليقا على ذلك قال نائب رئيس حزب العمال توم واتسون لصحيفة "ذا غارديان" "علينا الادلاء بكل صوت لدينا (...) يجب مضاعفة الجهود" بعد حديثه في وقت سابق ان الخروج "سيؤدي الى حالة طوارئ على مستوى الميزانية واقتطاعات اضافية في القطاع العام وزيادات ضريبية" مستندا الى تقرير لمؤسسة دراسات الميزانية.
كذلك رجت مجلة "در شبيغل" الالمانية السبت البريطانيين التصويت لصالح البقاء في الاتحاد الاوروبي، في عدد خاص صدر جزء كبير منه بالانكليزية، تصدرت صفحته الاولى عبارة "من فضلكم لا تذهبوا".
وفي مقابلة مع "در شبيغل" نشرت مقتطفات منها الجمعة، حذر وزير المال الالماني فولفغانغ شويبله المملكة المتحدة من ان "الداخل هو الداخل، والخارج هو الخارج"، وبالتالي فان البلاد لن تستفيد بعد خروجها من الاتحاد من فوائد السوق الأوروبية الموحدة.