عوافي فخرية خميس

بلادنا الاثنين ١٣/يونيو/٢٠١٦ ٠٣:٣٢ ص

تشكل فخرية خميس جزءاً من ذاكرة الفن وميلاده وبداياته في السلطنة. وعندما تقف الاعلامية والفنانة فخرية خميس أمام الكاميرا بشكل يومي لتطل علينا عبر شاشة التلفزيون من خلال برنامج (عوافي) فهي تطل على الاسرة العمانية كابنة لكل بيت عماني وعضو من أعضاء الاسرة العمانية.
فخرية خميس عبر التلفزيون تطل بشخصية الواثق بتلقائية وعفوية الوقوف أمام الكاميرا وأمام جمهوره الذي بناه على مدار سنوات، يسند وقوفها تاريخ حافل من البرامج والمشاركات الاذاعية والتلفزيونية والاعلامية.
وفخرية خميس ليست طاقة ومقدرة تمثيلية وإمكانات فنية هائلة فقط، وإنما مقدرة إذاعية مصقولة وصوت إعلامي قديم ومحترف متخم بالخبرة. وستظل شهادتنا في الفنانة العمانية القديرة (شهادة مجروحة).. وهي قطعا لا تحتاج لأن تعرف في مجتمعها.
غابت فخرية خميس عن الساحة وعن الشاشة العمانية طويلا. وقد يكون هذا الغياب طوعيا واختياريا إلا أنه في الاخير غياب لواحدة من رائدات الحركة الفنية والتمثيلية في السلطنة، وأراه كمتابعة غياباً يؤثر كثيراً فيما يقدم على الساحة المحلية درامياً، كما يؤثر من جهة أخرى على الاعمال الكوميدية التي يمكن أن تقدم أيضا.
هذا الغياب جعل الشاشة والدراما العمانية تخلو من أحد أهم مكوناتها وأعمدتها الرئيسة. ويعلل الكثيرون غياب رواد الفن في السلطنة ومنهم فخرية خميس عن الاعمال الدرامية والشاشة المحلية بتعليلات كثيرة كغياب النصوص التي من الممكن أن تتحول إلى أعمال درامية وضعف الإنتاج وضعف ما يقدم من أعمال فنية بالتالي، إلا أنها في المجمل أسباب جعلت الساحة (فاضية) وجعلت فخرية خميس وكثيرا من رواد الحركة الفنية عندنا يتجهون إلى دول الخليج للمشاركة في الاعمال الخليجية التي أصبحت تستقطب روادنا وتغريهم والذين أجد من المؤسف ألا يجمعهم على الاقل عمل موسمي واحد يعرض في رمضان، حيث الفنان العماني عنوان مجتمعه.
وفي الحقيقة كنت أتمنى أن أرى فخرية خميس بعد هذا الغياب الطويل عن الشاشة العمانية بصحبة ومعية نجومنا الكبار أمثال صالح زعل وسعود الدرمكي وأمينة عبد الرسول وشمعة محمد وطالب محمد في عمل رمضاني مشترك، حيث غابت هذه النجوم المؤسسة لحركة التمثيل الدرامي في السلطنة ولم نعد نراها كما كنا في مسلسلاتنا العمانية القديمة (شايب خلف) و(سعيد وسعيدة) وقبل ذلك تلك الاعمال الكوميدية الرائعة مثل (شنجوب والفك المفترس) و(شمسة وعبود).
هذا الغياب لا أتصور أنه سيخدم عملية تراكم الخبرة الدرامية والعمل الفني المطلوب والضروري لإنتاج أعمال ناضجة وأكثر قوة تحاكي القفزات التي يعيشها المجتمع العماني فكرياً لأن هذه الأسماء تشكل حبل خبرة متيناً لمن يمكن أن يأتوا بعد جيل صالح زعل وفخرية خميس وإلا ستظل الدراما العمانية (محلك سر) وستظل أيضا دراما تبحث عن نفسها وستبقى دراما وليدة بعد مرور أكثر من أربعين عاما على ميلادها بين الدراما الخليجية التي أصبحت رغم قصر عمر مسيرتها تقدم اليوم ما يشد المشاهد ويجعله يصفق إعجاباً. كما سيظل الجميع بعد سنوات طويله يتحدث عن أزمة الدراما العمانية وعن هجرة الفنان العماني إلى دول الجوار الخليجية كنتيجة لعدم وجود مساحة فنية ودرامية كافية لاحتضانه واحتواء ما يمكن أن يقدمه كطاقة فنية.
هنا أقول خيرا فعل القائمون على برنامج عوافي أن جددوا دماء البرنامج بوجه مميز كوجه (فخرية خميس).. فلا يجب أن يركن الجيل المؤسس على الرف.