سوريا تسلم لندن قائمة بمسلحي داعش

الحدث الأحد ١٢/يونيو/٢٠١٦ ٢٠:٥٣ م
سوريا تسلم لندن قائمة بمسلحي داعش

لندن – ش – وكالات

وسط انشغال الصحف البريطانية أمس الأحد بمتابعة أصداء الاحتفالات بالعيد التسعين للملكة اليزابيث الثانية، والجدل بشأن بقاء أو خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي مع اقتراب موعد الاستفتاء على ذلك، انفردت صحيفة صنداي تلغراف بنشر تقرير تقول فيه أنها حصلت على "قائمة تصفيات" تحتوي أسماء المئات من المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش، بينهم أكثر من 20 من البريطانيين أعدتها السلطات السورية بغرض تصفيتهم.
وتكشف الصحيفة أنها حصلت على ملف المقاتلين الأجانب هذا على أسطوانة مدمجة "دسك كومبيوتر"، مضيفة أن الرئيس السوري بشار الأسد قد سلمه إلى اثنين من النواب البريطانيين اللذين دعيا لزيارته في العاصمة السورية دمشق في الربيع الفائت.
ويوضح التقرير أن القائمة "تستهدف اغتيال 25 من البريطانيين الذين تتهمهم الحكومة السورية بالانضمام إلى تنظيم داعش". ويضيف تقرير الصحيفة إن 14 من الأشخاص الواردة اسماؤهم في القائمة هم من بين القتلى الآن، ومن ضمنهم اثنين من ثلاثة أخوة من مدينة برايتن كانوا سافروا إلى سوريا قبل عامين وقتلوا على أيدي القوات الحكومية السورية.
ويعتقد أن 11 آخرين ما زالوا أحياء، بينهم خمس نساء على رأسهن خديجة دير، التي تتهمها السلطات السورية بأنها أول مقاتلة غربية تنظم إلى تنظيم داعش، فضلا عن سالي جونز، التي تحولت إلى الإسلام، ويعتقد أنها أخذت أحد طفليها معها إلى سوريا.
ويكشف التقرير عن أن تلك القائمة سلمت رفقة قرص مدمج يضم مواد دعائية إلى نائبين من حزب المحافظين، هما وزير الداخلية في حكومة الظل السابق ديفيد ديفز وزميله آدم هولواي، وان القائمة كانت باللغة العربية لكن في الفيديو المرفق سرد عنها باللغة الانجليزية.
ويضيف أن مقدمة الفيديو تقول إن هذا الفيلم "يعرض نماذج من اولئك المجرمين الذين ارتكبوا أكثر الجرائم بشاعة ضد الشعب السوري. إنها عينة عشوائية مما لدى الدولة السورية" عنهم.
ويشير التقرير إلى أن السلطات السورية تتهم أيضا عمر بكري محمد بدفع الشباب البريطانيين نحو التطرف. ويقضي بكري مدة محكوميته في سجن لبناني بعد إدانته بأعمال إرهابية هناك.
ويخلص تقرير الصحيفة إلى أن للجهات البريطانية سجلها الخاص عن هذه الأهداف، وأن الكشف عن "قائمة التصفيات" السورية يثير تكهنات بأن البلدين قد يتبادلان المعلومات الاستخبارية بشأن المشتبه بصلتهم بالارهاب، وربما عبر قنوات خلفية وليس بشكل مباشر. ويضيف التقرير أنه يبدو أن تسليم القائمة السورية جاء لإظهار أن الحكومة السورية ملتزمة بقتال إرهابيي تنظيم داعش الذين يشكلون ايضا تهديدا للغرب.
وأشارت إلى أن بريطانيا وأميركا نفذتا عددا من الغارات بالطائرات المسيرة على عدد من مقاتلي داعش، بمن فيهم محمد إموازي الشهير بذباح داعش (الجهادي جون).
وعلقت الصحيفة بأن تسليم القائمة للوفد البريطاني تبدو دعاية تقول إن الحكومة السورية ملتزمة بمحاربة "إرهابيي" داعش الذين يهددون الغرب.
وأضافت أن عناصر القائمة تبدو عليها الفوضى، وليست حديثة تماما، وعلى سبيل المثال هوية إموازي ليست واضحة بالقائمة، ودمشق لا تعرف اسمه الحقيقي، بالإضافة إلى إدراج اسم الطبيب البريطاني عيسى عبد الرحمن الذي كان متطوعا مع منظمة إنسانية بريطانية بسوريا وقتل في قصف على المستشفى الذي يعمل به في محافظة إدلب مايو 2013.
ونقلت عن النائب ديفز قوله إن ما حصلا عليه من الحكومة السورية خلال زيارتهما التي تمت في أبريل الفائت هو خليط من الدعاية والأوهام الذاتية والحقائق المرة، مشيرا إلى أن مضيفيهم يسارعون للقول إنه لا وجود لحرب أهلية كلما أثارا موضوع الحرب بسوريا، ويقولون "إن سوريا تتعرض لهجوم من آلاف المقاتلين الأجانب ودول معادية".
ونقلت عن مدير مركز دراسات الأمن والاستخبارات بجامعة بكنغهام أنطوني غليس قوله إن الأهمية الحقيقية لقائمة الأسد أنها تبرز مدى الجهد الذي يبذله من أجل الإقرار الأجنبي بحكومته، وفي الوقت نفسه إضافة متاعب أمنية لرئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في الشرق الأوسط.
وأضاف غليس أن قيمة هذه القائمة -ورغم أن الأسماء التي تضمها معروفة تماما لأجهزة الأمن- تكمن في الأسماء الحركية أو غيرها من التفاصيل التي يمكن أن يستخدمها أصحابها للعودة لبريطانيا والتخطيط لهجمات "إرهابية" فيها.
وقال غليس أيضا إن الأسد يسعى لاستمالة الحكومة البريطانية، ويأمل التعاون مع الغرب، "وبوجود روسيا إلى جانبه ليس من السهل توقع مغادرته السلطة قريبا". وقال في الوقت نفسه إن مصادر أمنية بريطانية نفت بشدة وجود تبادل معلومات استخباراتية لها مع الحكومة السورية، في الوقت الذي تلف فيه الفوضى الكاملة الوضع بسوريا.