عزيزة الحبسية
كان اللجوء إلى الله هو الخيار الأوحد الذي يمكن به مجابهة الموت والفقد، لذا كان الاسلام هو الحل وكان هو المخرج الوحيد من الاحزان ومن غربة الروح أمام البريطانية سوزان مورجان.
بعد وفاة زوجها نتيجة لصراع طويل مع مرض السرطان، الامر الذي اكتشفه الاطباء متأخرا، كان وقت سماع الاذان بالنسبة لها هو الوقت الذي يمسح عنها الحزن ويخفف الالم الذي تعيشه بسبب فقدها لزوجها. وقد فضلت سوزان البقاء في مسقط وعدم مغادرتها حيث ممارسة الشعائر متاحة بشكل أكبر وبلا ضغط اجتماعي بالنسبة لها كمتحولة جديدة من المسيحية الى الاسلام.
سوزان مورجان سيدة بريطانية الجنسية قدمت الى السلطنة برفقة زوجها الذي بقي في عمان لسنوات كمهندس لاحد المشاريع. أحبت السلطنة والمجتمع العماني كما أحبت تسامحه، وقالت لي: أفضل البقاء في عمان والعمل فيها فممارسة شعائر الاسلام مشجعة ويسيرة لان الغالبية تدين بالدين الحنيف. من هنا تصوم سوزان مورجان في مسقط للعام الثالث على التوالي.
وقد اعتنقت سوزان الاسلام حديثا في مسقط، ومنذ أن أصبحت مسلمة صار يومها يبدأ بعد صلاة الفجر حيث تقوم بعد الرابعة فجرا لاداء الصلاة والاذكار والادعية ثم تبدأ نشاطها الرياضي الذي تمارس فيه المشي بشكل يومي، وتحرص يوميا على أداء الفرائض الواجبة وعند الافطار تفطر بحسب السنة على (التمر واللبن) وتستفيد من لغتها الام بتعليم اللغة الانجليزية لبعض الطلبة والطالبات بين حين وآخر.
ولدى سوزان مورجان الكثير من الاصدقاء والصديقات في عمان وهي تشعر بأن لدى العمانيين عادات جميلة تجعل الغريب يشعر وكأنه في بيته وبين أهله وأسرته. وقد انغمست في الحياة الاجتماعية وصارت على الصعيد الاجتماعي تعيش جو رمضان وتتبادل مع الصديقات أطباقا شهية للافطار التي يتفنن الجميع في اعدادها في الشهر المبارك.
بالطبع، تواجه سوزان مشكلة مع جو مسقط القائظ صيفا بخاصة في شهري يونيو ويوليو، وقد كانت في البداية تواجه صعوبة في الصيام لأنه كان أمرا جديدا عليها بسبب اعتيادها على أسلوب حياة مغاير في سنوات سابقة كان لا يدخل الصيام من ضمنه، لكنها بعد عدة أيام من ممارسة الصيام وجدت أن الامر ليس بتلك الصعوبة، وهو ما جعلها تشعر بمعاناة الاخرين وبخاصة الفقراء والمحتاجين، كما ان الصيام له جوانبه الصحية التي لا يمكن تجاهلها كما تقول.
وهي ترى ان الاسلام في عمان لا يزال بخير، والمسلم هنا عليه ان يستفيد من هذه الاجواء الامنة في ممارسة شعائره دون شعور بأن هناك ضغطا يمكن ان يمارس عليه، وهذا ما يحدث في بقاع أخرى من العالم، فالبعض غير آمن على دينه.
وتأسف سوزان للصورة التي تقدم عن الاسلام وهي حزينة بأن هذه الصورة في كثير من دول العالم ليست على حقيقتها، فالمسلمون ليسوا بالصورة التي تنقل عنهم عبر وسائل الاعلام، وترجو وتتمنى من الدول المسلمة العمل على تصحيح هذه الصورة عن الاسلام للعالم.