السحور.. سنة نبوية وفوائد صحية

مزاج السبت ١١/يونيو/٢٠١٦ ٢١:٠٠ م

مسقط- زينب الهاشمية
"تسحروا فإن في السحور بركة" هدي نبوي تنطوي فيه أسرار كثيرة وفوائد صحية كبيرة، كما أن تأخير وجبة السحور له بالغ الأثر خاصة إذا أحسن الصائم اختيار الأطعمة المناسبة التي تعينه على استقبال نهار الصوم بنشاط ويعطيه الحيوية لفترة أطول حتى يستغله في ما أمره الله تعالى.
فما هي جوانب البركة التي يمكن أن تتحقق للصائم في هذا الارشاد النبوي؟

بقاء الطعام لفترة أطول
يقول عمر الشرفي: السحور في وقته قبيل الفجر له بركة كبيرة وأحرص عليه دوما ويساعد على بقاء الطعام فترة أطول. كما أنه عمل بالسنة المطهرة، وأفضل عند السحور تناول الأكلات الخفيفة وليست الدسمة مع شرب الألبان وقليل من الماء.

السحور بركة
بدوره يقول سعيد بن خلف الناعبي: إن للسحور فضل عظيم في الإسلام حيث حث عليه رسولنا الكريم حينما قال: "تسحروا فإن في السحور بركة" والفائدة المرجوة في السحور هي البركة ولنقس هذه البركة في الحديث الشريف: لا تزال أمتي بخير ما قدمت الفطور وأخرت السحور حيث يتلخص من هذا فضل البركة في التأخير في السحور ومصدقا لقول الله تعالى حينما قال: وما ينطق عن الهوى بمعنى ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا بالحق وهداية الناس وإرشادهم ذلك.
إن الإرشاد حتى في الأمور الحياتية من مأكل ومشرب وغيرها وتحديد الأوقات لها وأوقات نفعها وضرها وكل ما يضر بالإنسان فقد نهى عنه عز وجل وبلسان رسوله وكل ما نفع أيضا فنجد بعض الناس يفضلون السحور مبكراً والبعض الآخر يؤخرونه ومن الباب العلمي أن التبكير في السحور والنوم عليه هو من الأسباب المؤدية إلى بعض الأمراض لا قدر الله والعكس هو السبيل إلى الخلاص من ذلك حيث يشعر الصائم بروحانيات السحور حينما يفرغ من تهجده ويتهيأ لسحوره ثم لصلاة الفجر.

يقوي الجسم
وقال سيف بن أحمد: كما أن للسحور أهمية كبيرة للصائم فكذلك وقت السحور هو الأهم من نواحي صحية ونفسية وتعبدية. حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار وأخروا السحور. فكلمة الخير هي عامة من حيث أهمية السحور للصائم وأيضا أهميته في زيادة بركة هذه الأمة. كما أن لوقت السحور سر كبير فيه ساعة الاجابة عند الله عز وجل.
ومن اقتدى بهدي المصطفى عليه السلام لاشك أنه يظفر بهذا السر وبهذه البركة فبعد قيام طويل من الليل يستعين المسلم بوجبة السحور وهي قبيل الفجر حتى يقوي جسمه على متابعة العبادة والصبر على الجوع والعطش ساعات النهار الطويلة. ولربما كان للجسم نشاط معين في وقت السحر يجعله يستفيد أكثر من وجبة السحور.
كذلك لنوع الطعام أهمية أخرى في وقت السحر حيث يحرص الصائم تزويد جسمه بما يحتاجه من مواد وسوائل تساعده فترة الصوم وذلك مثل الخضروات والفواكه والإكثار من السوائل مثل الحليب والماء، بينما هناك أنواع من المأكولات تزيد من سرعة العطش أو الجوع فيجب الحرص منها.

غذاء صحي
بدورها تقول أخصائية تغذية علاجية منى سعيد الغيثي: وجبة السحور وجبة مهمة جدا فهي تزود من الطعام والشراب لرحلة الصيام اليومية و هي بذلك و في هذا التوقيت تفيد منع حدوث الإجهاد و الصداع و تخفف الشعور بالعطش كما إنها تساعد على أداء صلاة الفجر في وقتها فيجتمع فيها خير الدنيا والآخرة.
كما يجب أن تحتوي وجبة السحور على الكربوهيدرات المعقدة (عالية الألياف) لتساعد على مواصلة الصوم في اليوم التالي: كالبقوليات(الفول، الفاصوليا،..) والخضروات، الحبوب الكاملة التي لم تفصل عنها النخالة مثل الأرز الأسمر،خبز البر،حبوب الإفطار السمراء).
ويفضل تناول حصة من البروتين على وجبة السحور كقطعه دجاج أو سمك أو لحم أو بيض أو لبن أو زبادي.
أيضا ينصح بالإكثار من الأغذية الغنية بالبوتاسيوم وقت السحور لأنها تساعد على منع العطش أثناء الصيام مثل الموز ،التمر،المشمش المجفف بحيث تكون وجبة السحور كالتالي:
•1 كوب أرز/3 حبات من الخبز
•قطعة سمك/ دجاج /لحم
•كوب سلطة/خضار مسلوقة أو صالونه خضار .
•نص كوب من الروب.
•أو شوربة خضار أو دجاج أو بيض بالشوفان أو بالقمح الكامل.
•أو سلطة بالجبن مع ثلاث ملاعق من الفول أو الفاصوليا مع ملعقة من حب الرمان والقليل من الجوز (يوضع عليها القليل من الملح والليمون والسماق وزيت الزيتون).
واضافت: وهناك تغيرات عدة قد تحدث في الوزن خلال شهر رمضان المبارك وذلك نتيجة اختلاف أوقات تناول الطعام ومن الملاحظ أن نسبة كبيرة تصاب بزيادة الوزن خصوصا بسبب إتباع بعض العادات الرمضانية الخاطئة و التي أهمها:
•الإكثار من الاطعمة المقلية.
•الإفراط في تناول الحلويات.
•الاعتياد على تناول أنواع معينة من المشروبات الرمضانية المحتوية على كم هائل من السعرات الحرارية وفي نفس الوقت تفتقر لأي فائدة غذائية مثل العصائر المصنعة وتناول المشروبات الغازية.
•الإكثار من الطعام الدسم في وجبة السحور كوجبات الأرز بالدجاج أو اللحم الأمر الذي يسبب عسر الهضم و انتفاخ قبل النوم.
•الإقلال من تناول الماء بين وجبتي الإفطار والسحور مما يعمل على خفض معدل الايض الغذائي.
و اخيرا يجب مراقبة أوزاننا خصوصا في رمضان و علينا الاعتدال في تناول الطعام فقد قال الله تعالى: "كلوا واشربوا ولا تسرفوا".