طرابلس – ش – وكالات
أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية أمس السبت أنها سيطرت بالكامل على ميناء سرت وأحياء سكنية تقع في شرق المدينة بعد اشتباكات مع تنظيم داعش قتل فيها 11 من عناصرها.
وقال رضا عيسى العضو في المركز الاعلامي الخاص بالعملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من ايدي التنظيم المتطرف لوكالة فرانس برس إن "السيطرة على الميناء.. تمت بعدما اقتحمت قوة الميناء وتمركزت فيه". وأضاف أن قوات حكومة الوفاق خاضت اشتباكات مع تنظيم داعش قبل أن تتمكن مساء الجمعة من السيطرة بشكل تام على الميناء الواقع في شمال المدينة.
وذكر عيسى ان القوات الحكومية نجحت ايضا في طرد عناصر التنظيم المتطرف من منطقة السواوة التي تضم مجموعة من الاحياء السكنية في شرق سرت. واشار الى ان 11 عنصرا من قوات الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي قتلوا في المعارك التي شهدتها سرت أمس الأول، بينما اصيب 45 عنصرا اخر بجروح، موضحا ان "اغلب الاصابات كانت من نيران القناصة".
ويسيطر تنظيم داعش منذ يونيو 2015 على سرت التي تبعد نحو 300 كلم عن الساحل الأوروبي. وستشكل خسارة سرت نكسة كبيرة للتنظيم المتطرف، اذ ان المدينة، مسقط رأس معمر القذافي، كانت على مدى نحو عام القاعدة الرئيسية للمتطرفين في ليبيا.
واستخدمت القوات الحكومية في هذه المعارك الدبابات التي اطلقت قذائفها باتجاه مواقع لتنظيم داعش في وسط المدينة وشمالها، والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، بحسب مصور لفرانس برس.
وقال مقاتل تابع للقوات الحكومية مفضلا عدم كشف اسمه ان "الحرب كانت في البداية بالطائرات والمدفعية، والان اصبحت حرب شوارع. نقاتلهم بين المنازل، ولن نتراجع حتى نقضي عليهم".
وبعد نحو شهر من انطلاق عملية "البنيان المرصوص" في 12 مايو الفائت التي قتل فيها 125 عنصرا على الاقل من قوات حكومة الوفاق بحسب مصادر طبية، تمكنت القوات الحكومية الخميس من دخول المدينة قادمة من الغرب بعدما حققت تقدما سريعا على الارض في الايام الماضية.
وقال عيسى ان تنظيم داعش بات "محاصرا في منطقة لا تتعدى مساحتها الخمسة كيلومترات مربعة" تمتد بين وسط سرت وشمالها. وتتشكل القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني من مجموعات مسلحة تنتمي الى مدن عدة في غرب ليبيا، ابرزها مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الاكثر تسليحا في البلاد وتملك طائرات حربية من نوع "ميغ" ومروحيات قتالية.
كما تضم هذه القوات جهاز حرس المنشآت النفطية ووحدات من الجيش المنقسم بين سلطتي حكومة الوفاق والحكومة الموازية غير المعترف بها في شرق ليبيا والتي يقود قواتها الفريق اول ركن خليفة حفتر.
وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت (450 كلم شرق طرابلس) من جماعات مسلحة تنتمي الى مدن عدة في غرب ليبيا، ابرزها مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الاكثر تسليحا في البلاد اذ تملك طائرات حربية من نوع "ميغ" ومروحيات قتالية.
تشكلت هذه الجماعات المسلحة في العام 2011 خلال الانتفاضة الشعبية التي قتل فيها الزعيم السابق معمر القذافي. ورغم اطاحة النظام، احتفظت هذه الجماعات باسلحتها واصبحت اللاعب العسكري الابرز في ليبيا والاكثر تاثيرا في امنها.
وسبق وان شكلت هذه الجماعات المسلحة تحالفا عسكريا صيف 2014 اجبر البرلمان المنتخب على الفرار الى شرق البلاد واقام حكومة امر واقع لم تحظ باعتراف المجتمع الدولي. وتلاشى هذا التحالف الذي عرف باسم "فجر ليبيا" مع دخول حكومة الوفاق الوطني الى طرابلس نهاية مارس وحصولها على ولاء الغالبية العظمى من الجماعات المسلحة في الغرب الليبي.
وتقول اميلي ايستيل الخبيرة في شؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط في معهد "اميركان انتربرايز" ان القوات التي تهاجم تنظيم داعش في سرت من جهتيها الغربية والجنوبية "هي عبارة عن مليشيات تتحدر من مصراتة تضم نحو الفي عنصر".
وتخوض قوات حرس المنشآت النفطية بقيادة ابراهيم الجدران معارك مع تنظيم داعش شرق سرت. ونجحت هذه القوات التي تسيطر على موانئ نفطية رئيسية بينها راس لانوف والسدرة في استعادة قرى وبلدات من ايدي التنظيم في الايام الماضية. وبحسب متحدث باسمها، تستعد هذه القوات لاقتحام سرت من جهتها الشرقية خلال ساعات. وقوات حرس المنشآت المعروفة ايضا باسم "قوات برقة" تحالف معاد للاسلاميين من قبائل محلية في شرق ليبيا، يدعو الى الفدرالية ويطالب بحكم ذاتي للمنطقة. وكانت هذه القوات معادية لتحالف "فجر ليبيا" الذي ضم جماعات اسلامية، لكنها اعلنت ولاءها لحكومة الوفاق الوطني فور دخولها الى طرابلس.