المساعدات الغذائية تدخل داريا المحاصرة

الحدث الجمعة ١٠/يونيو/٢٠١٦ ٢٣:٠٦ م
المساعدات الغذائية تدخل داريا المحاصرة

بيروت – وكالات

دخلت قوافل المساعدات الغذائية بلدة داريا السورية المحاصرة لأول مرة منذ 2012، حسبما أفاد ناشطون في الهلال الأحمر السوري أمس الجمعة.

وقال الهلال الأحمر السوري في تغريدة على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، في الوقت الذي دخلت فيه القافلة البلدة الممتلئة بالسكان الجائعة والمرضى، إن «الهلال الأحمر، بالتعاون مع الأمم المتحدة، أوصل قافلة محملة بالمواد الطبية والغذائية والدقيق».

يذكر أنه سمح في الأول من الشهر الجاري بدخول قافلة مساعدات إنسانية، بعد تأخير كبير، إلا أن نشطاء في المنطقة قالوا إن القافلة لا تتضمن سوى مستلزمات طبية وأدوات مدرسية. وقالت الأمم المتحدة إن منتجات لبن الأطفال الرضع سلمت أيضا.
وتأتي الخطوة هذه الخطوة بعد ساعات قليلة من اعلان ستافان دي مستورا، المبعوث الاممي لسورية، أن الحكومة السورية وافقت على السماح لقوافل المساعدات بالدخول إلى المناطق المحاصرة. ووفقا للأمم المتحدة، فإن ما يقدر بـ492 ألف نسمة يعيشون في 19 منطقة تحت شكل من أشكال الحصار، وتخضع 16 منطقة من هذه المناطق لسيطرة المعارضة، بينما ثلاثة أماكن لا تزال تخضع لسيطرة القوات الحكومية.
وطالبت القوى الدولية الرئيسية الشهر الفائت بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى سورية، قائلة انها ستسعى إلى ادخال المساعدات جوا إلى المنطقة المحاصرة في حال عدم وجود أي تقدم بشأن دخول شحنات المساعدات برا.

إلا أن التقدم في ادخال المساعدات جوا كان بطيئا خلال الفترة الفائتة، ما أدى إلى ترك العديد من الناس دون مساعدة. وتفضل الأمم المتحدة القوافل البرية حيث إنها أسهل وأكثر فعالية وأقل من حيث التكلفة..

خريطة الحصار

تعد داريا اولى المناطق التي يحاصرها النظام وهي تبعد نحو عشرة كيلومترات من العاصمة، وتشكل معقلا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا للمعارضة لأنها خارجة عن سلطة النظام منذ العام 2011، ومن أولى المدن التي فرض عليها حصار (نوفمبر 2012).

ولهذه المدينة أهمية استراتيجية بالنسبة لقوات النظام كونها ملاصقة لمطار المزة العسكري، حيث سجن المزة الشهير ومركز المخابرات الجوية.

ودخلت أول قافلة مساعدات تحمل مواد غذائية منذ العام 2012 إلى داريا الخميس.
وفي الأول من يونيو الحالي، وفي إطار هدنة من 48 ساعة، دخلت أول قافلة مساعدات الى مدينة داريا، ولكن من دون أن تتضمن مواد غذائية.

اما مضايا فهي من المدن الأكثر تضررا. يعيش فيها أكثر من 40 ألف شخص تحت الحصار منذ أشهر، ولقي 46 شخصا حتفهم جراء الجوع بين 1 ‏ديسمبر 2015 ونهاية ‏يناير 2016، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

اما معضمية الشام فهي اخر المناطق التي يحاصرها النظام وهي مدينة تسيطر عليها فصائل معارضة تقع جنوب غرب دمشق وتحديدا في الغوطة الشرقية. حاصرتها قوات النظام السوري منذ مطلع العام 2013 قبل ان يتم التوصل الى هدنة بعد نحو عام، ما ادى الى تحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها.

لكن الأمم المتحدة اعادت تصنيفها بـ »المحاصرة» في يناير بعد تشديد الجيش السوري الحصار الذي يفاقم النقص في الأغذية.

وهناك مناطق أخرى عدة في دمشق تسيطر عليها فصائل مسلحة وتخضع للحصار، مثل الزبداني ودوما، وعربين وحرستا وزملكا في الغوطة الشرقية.

وفي محافظة حمص في وسط سوريا، تعاني مدينتا الرستن وتلبيسة من حصار خانق تفرضه قوات النظام.

المعارضة

اما المناطق المحاصرة من الفصائل المعارضة وجبهة النصرة فهما الفوعة وكفريا البلدتان الشيعيتان المواليتان للنظام في محافظة إدلب، تحاصرهما فصائل إسلامية.
وسعت الفصائل إلى ربط مصير هاتين البلدتين بمصير الزبداني ومضايا، مطالبة بارسال مساعدات الى الزبداني ومضايا في كل مرة تصل مساعدات إلى الفوعة وكفريا. وفي أبريل، تم إجلاء 250 شخصا من مضايا والزبداني والعديد من الأشخاص من الفوعة وكفريا وتم إيصال مساعدات إلى تلك المناطق.

ومع بداية فبراير، تمكن الجيش السوري مدعوما بالطائرات الروسية من كسر الحصار الذي كانت تفرضه فصائل إسلامية منذ أكثر من ثلاث سنوات على بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في محافظة حلب (شمال).

حصار داعش

يحاصر تنظيم داعش دير الزور منذ يناير 2015 مدينة دير الزور التي يعيش فيها أكثر من مئتي ألف شخص.
وحقق التنظيم المتطرف تقدما في مدينة دير الزور مسيطرا على احياء عدة وبات موجودا في اكثر من 60 في المئة منها. ومنذ بدايةابريل، يقوم برنامج الأغذية العالمي بإلقاء مساعدات غذائية من الجو في دير الزور. وتمكن النظام أيضا من إدخال مساعدات إلى المناطق المحاصرة التي يسيطر عليها من خلال الجو، بواسطة مروحيات سورية او روسية.

حصار

من جهة اخرى قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة قطعت كل الطرق المؤدية لمدينة منبج التي يسيطر عليها تنظيم داعش قرب الحدود مع تركيا امس الجمعة.
وأضاف المرصد «قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من تحقيق تقدم استراتيجي ومحاصرة مدينة منبج بشكل كامل بعد سيطرتها ناريا على طريق منبج - الغندورة في شمال غرب المدينة».
وبدأت الأسبوع الماضي العملية التي تهدف لطرد داعش من الأراضي التي تسيطر عليها بمحاذاة الحدود طريقها الرئيسي إلى العالم الخارجي.
واستطاعت قوات سوريا الديمقراطية -التي تتضمن مقاتلين أكرادا وعربا وتتلقى دعم قوات أمريكية خاصة- التقدم أمس الخميس ليصبح الطريق السريع الرئيسي إلى منبج في مرمى نيرانها.
وذكر المرصد أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على الطريق السريع الأخير إلى منبج.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إنه لم يعد هناك أي طريق متبق وإن كل الطرق قطعت. ولم يرد تعقيب من قوات سوريا الديمقراطية.
وذكر المرصد أن قرابة 160 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لقوا حتفهم في معارك مع قوات سوريا الديمقراطية حول منبج. وأضاف أن أكثر من 20 من قوات سوريا الديمقراطية قتلوا.