الاحتلال يفرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين

الحدث الجمعة ١٠/يونيو/٢٠١٦ ٢٣:٠٤ م
الاحتلال يفرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين

القدس المحتلة - زكي خليل - وكالات

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين أمس الجمعة إن إلغاء إسرائيل لتصاريح دخول الفلسطينيين بعد هجوم تل أبيب الأخير ربما كان عقابا جماعيا يحظره القانون الدولي. وألغى الجيش الإسرائيلي أمس الأول الخميس تصاريح دخول 83 ألف فلسطيني وقال إنه سيرسل مئات من القوات الإضافية للضفة الغربية المحتلة بعد هجوم مسلح قتل فيه أربعة إسرائيليين في تل أبيب.

وقالت المتحدثة باسم المفوض السامي، رافينا شامداساني إنه يدين الهجوم لكنه يشعر بقلق بالغ إزاء إلغاء التصاريح وهو إجراء «قد يصل إلى العقاب الجماعي المحظور ولن يؤدي إلا لزيادة الشعور بغياب العدالة والإحباط لدى الفلسطينيين».
وفرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، طوقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية منذ فجر امس الجمعة، وحتى منتصف ليلة الأحد/الاثنين المقبلة، بحجج أمنية واهية.
ووفقا لما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإن هذا «يأتي في أعقاب الهجوم الذي وقع في تل أبيب؛ وبسبب حلول عيد نزول التوراة (شبوعوت) لدى الشعب اليهودي».
ووفقا للمصدر ذاته، فقد أغلق الاحتلال جميع المعابر إلى قطاع غزة، وأن الشرطة الإسرائيلية نشرت امس الأول قوات معززة في مدينة القدس المحتلة، وفي الحواجز المحيطة، كما تم إغلاق بعض الشوارع المحيطة بالبلدة القديمة قبيل إقامة صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك.
وقالت مصادر إسرائيلية إنه تقرر منع كافة العمال الفلسطينيين وحملة التصاريح التجارية والتصاريح الخاصة وتصاريح البحث عن عمل من الدخول إلى إسرائيل ومدينة القدس حتى منتصف ليلة الأحد.
وأضافت المصادر «يستثنى من الإغلاق من يحملون تصاريح للصلاة في المسجد الأقصى»، قائلة «إن الفلسطينيين الذين فوق عمر 45 عاما بالإضافة إلى تصاريح الصلاة من (35 عاما-45عاما) سيسمح لهم بالدخول للصلاة في الأقصى، فيما سيسمح للنساء من كل الاعمار والاطفال تحت سن 12 عاما من الدخول الجمعة، بالإضافة الى الحالات الانسانية».

عقوبات جماعية

وقررت اسرائيل فرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين في أراضيهم التي تحتلها منذ العام 1967، كرد فعل على عملية تل ابيب التي نفذها شابان من يطا في محافظة الخليل وأسفرت عن مقتل اربعة اسرائيليين وإصابة ثمانية آخرين بجراح وأسر المهاجمين بعد إصابة احدهما وحالته بالغة الخطورة.

فقد قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) خلال اجتماع عقده، سلسلة من الخطوات التي شملت عقوبات جماعية ضد المواطنين الفلسطينيين في بلدة يطا في محافظة الخليل، وذلك بادعاء أن منفذي عمليات إطلاق النار في تل أبيب، محمد وخالد مخامرة، جاءا من هذه البلدة.
وبيّن القرارات التي أقرها الكابينيت، وفقا لبيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فرض طوق كامل على يطا، وسحب تصاريح العمل من أفراد حمولة منفذي العملية، وإلغاء التصاريح التي أصدِرت لزيارة إسرائيل خلال شهر رمضان.
كما تم إطلاع الوزراء الأعضاء في الكابينيت على أن الميزانية التي خصصت لسد الفجوات في الجدار الأمني في منطقة ترقوميا – مستوطنة ‹ميتار› قد حوّلت وأن الأعمال ستبدأ يوم 28.6.16. وحتى بدء هذه الأعمال سيستمر تعزيز القوات العسكرية المنتشرة في هذا القطاع.

اقتحامات

وفي غضون ذلك، نفذت قوات الشرطة الإسرائيلية اقتحامات لأماكن يوجد ويبيت فيها عمال فلسطينيون في منطقة تل أبيب وليست بحوزتهم تصاريح عمل ودخول إلى إسرائيل. ونفذت الشرطة اعتقالات بين هؤلاء العمال. وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) لا يزال يحقق في عملية إطلاق النار التي وقعت في مركز ‹سارونا› التجاري في وسط تل أبيب، مساء الأربعاء، وأسفرت عن مقتل أربعة وإصابة 8 بجروح، إضافة إلى إصابة أحد منفذي العملية بجروح خطيرة وإلقاء القبض على الآخر. ويفرض الشاباك حظر نشر على تفاصيل التحقيق.

تزامن ذلك مع قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في كافة أنحاء مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال اقتحمت فجرا كلا من مدينة يطا وقرية الشيوخ، وقرية بيت عوا، ومدينة الخليل (المنطقة الجنوبية) كما اقتحمت بلدتي سنجل وبدرس في رام الله، ومخيم عايدة في شمال بيت لحم، وحي كفر سابا في قلقيلية، والعيزرية وابو ديس والقدس القديمة، وطمون وطوباس، ما ادى إلى اندلاع مواجهات في اكثر من محور أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال داهمت منزلي منفذي عملية تل أبيب «مخامرة» وأخذت مقاسات المنزلين، وعبث بمحتوياتهما.
وفي بيت لحم اقتحمت قوات الاحتلال منزل النائب في المجلس التشريعي محمود الخطيب في مخيم عايدة واعتقلت نجله داود الخطيب.
كما اقتحمت مدينة طوباس وداهمت منزل المواطن أحمد كمال سالم دراغمة (22 عاما) وفتشت المنزل وعبثت بمحتوياته قبل أن تعتقله.
واعتقلت قوات الاحتلال من قرية حزما شمال شرق مدينة القدس الشابين نادر الباشا، ومحمد صبيح.
كما اعتقلت الشاب رمضان القواسمة بعد مداهمة منزله في الخليل، فيما اقتحمت قوات الاحتلال منزل النائب في المجلس التشريعي خليل الربعي في مدينة يطا، وعبث بمحتويات منزله وأجرت فيه تفتيشا دقيقا.
ونقل موقع «ynet» العبري في سياق تغطيته لعملية تل ابيب وتعقبه لمنفذيها وعائلاتهما عن مصادر امنية فلسطينية لم يذكرها بالاسم قولها إن ابناء العم محمد وخالد مخامرة اختفيا من منزليهما في مدينة يطا جنوب الضفة الغربية المحتلة يومين قبل تنفيذهما العملية التي انتهت بمقتل اربعة اسرائيليين وإصابة 16 آخرين.
وأضافت المصادر الامنية الفلسطينية وفقا للموقع الالكتروني العبري أن اختفاء الاثنين لم يثير اي شكوك بسبب قصر مدة الاختفاء وتلقي الشرطة والأمن الفلسطينيين يوميا شكاوى تتعلق باختفاء اشخاص من منازلهم ما حول هذه الشكاوى إلى ما يشبه العمل الروتيني.
وفيما يتعلق بخلفية منفذي العملية نقل الموقع الالكتروني عن المصادر الفلسطينية قولها إن واحدا من المنفذين معروف كناشط في حركة حماس فيما لم يكن المنفذ الثاني ميالا لاي تنظيم ولم يعرف عنه انتماؤه لأي فصيل فلسطيني لذلك يمكن تصنيفه كمستقل.
وكانت شرطة الاحتلال، منعت مساء الخميس، إدخال شاحنات نقل وجبات الافطار إلى المسجد الأقصى المبارك كانت تحمل نحو 6 آلاف وجبة إفطار.
وقال شهود عيان إن سلطات الاحتلال منعت إدخال شاحنات تحمل وجبات إفطار مقدمة من 4 مؤسسات بواقع 1500 وجبة من كل مؤسسة، حيث نصبت الشرطة الإسرائيلية حاجزاً عند باب الأسباط ومنعت إدخالها. وذكر الشهود أن المواطنين تجمهروا في باب الاسباط رفضاً لخطوة الاحتلال التي جاءت دون أي مبرر أو سبب.
يذكر أن شرطي اسرائيلي يسكن قرب المجمع التجاري «شارونه» حيث وقعت امس الأول العملية التي قتلت اربعة اسرائيليين وجرح 16 آخرين وسط تل ابيب ادخل احد منفذي العملية الذي كان يحاول الفرار من المنطقة إلى منزله، وقدم له كأس ماء دون أن يكون على علم بهويته وشخصيته حسب تقرير بثته القناة الاسرائيلية الثانية. وقالت القناة إن منفذ العملية اختلط بحشد من الاسرائيليين محاولا الفرار راكضا، وحين صل إلى مدخل احد المنازل طلب كأس ماء، فطلب منه صاحب المنزل وهو شرطي سابق الجلوس كي يرتاح وقدم له الماء وأبقاه داخل المنزل مع زوجته وأبناء عائلته.