إعادة نسخ المصحف العماني المكتوب بخط اليد

مزاج الأربعاء ٠٨/يونيو/٢٠١٦ ١٩:٢٢ م
إعادة نسخ المصحف العماني المكتوب بخط اليد

مسقط ـ محمد الدرمكي

أعاد الخطاط سالم بن خلفان البلوشي طباعة المصحف الكريم المكتوب بخط اليد وهو أول مصحف عماني يخط باليد، وذلك تزامنا مع حلول شهر رمضان الكريم, المصحف يزن 25 كيلو جراما بمقاس 75 في 55 سم، وعليه قاعدة خشبية مثبتة بالأرض بطول متر ونصف وعليها صندوق زجاجي, والنسخة الحالية للمصحف مغلفة بجلد الغزال الطبيعي وعليه زخرفة إسلامية نحاسية مطعمة بماء الذهب والفضة.

علما بأن المصحف المخطوط باليد تم إصداره لأول مرة في رمضان من عام 1425هـ واستمرت كتابة وخط المصحف الشريف 12 عاما في حدث ديني الأهم ويعد إضافة لمنجزات عمان في الاهتمام بالقيم الدينية والموروثات الإسلامية والمكتسبات الإيمانية التي تنبع من القرآن والسنة.

ويعد المصحف العماني تحفة قرآنية جديدة جاء نتيجة جهد عماني خالص في الكتابة والإدارة والإخراج والخط وكل ما يتصل بجوانب الزخرفة”. وتبنت النسخة الأولى لمصحف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتقوم بطباعة المصحف بأحجام ومقاسات مختلفة تم توزيعها على الجوامع والمساجد داخل السلطنة وخارجها.

ويزن هذا المصحف الشريف في الإصدار الأول له 30 كيلوجراماً، ومقاسه 75 سم في 55 سم، وقد كتب بخط النسخ، واستغرق العمل به اثني عشر عاماً بين الكتابة والزخارف والمراجعة، كما انه استهلك ثلاثمائة قلم خط، ومائة زجاجة ألوان، وألف ورقة من مقاس 70 في 50 سم .أما زخارفه فهي مستوحاة من جامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر، وغلافه من الجلد وعليه إطار مزخرف بالنحاس مطعَّم بماء الذهب والفضة، أما صندوقه فهو من الخشب ويزن تقريباً 170 كيلوجراماً وبداخله مرفع لوضعية المصحف، والصندوق مكسي بمخمل من الداخل.

فيما يزن المصحف الشريف بإصداره الحالي 25 كيلو جرام ويختلف عن النسخة الأولى أيضا بأنه غلف بجلد الغزال الطبيعي، وهو يعد مخطوطة عمانية.

والجدير بالذكر أن الخطاط الذي تكفل بالخط والإشراف على المصحف العماني هو سالم بن خلفان البلوشي يعد من أشهر أساتذة الخط العربي بالسلطنة، وهو من مواليد ولاية قريات منطقة الجنين عام 1960. درس الخطوط العربية بمدرسة المساحة العسكرية بجمهورية مصر العربية، وهو حاصل على شهادة امتياز عام 1989. ويعمل مدرساً للخط العربي منذ عام 1992، وأعد كتاباً عن الخط العربي كمادة علمية تدرس، والبلوشي ساهم في العديد من الأنشطة الثقافية التطوعية في مجال تدريس الخط العربي بمختلف مدارس وزارة التربية والتعليم وحاصل على شهادات تقدير, وقد احتفل لأول مرة بتدشين المصحف العماني المخطوط باليد في ولاية قريات مسقط رأسه في 26 أغسطس من عام 2010م .

وتم إعادة طباعة النسخة كمخطوطة بجهود فردية من الخطاط سالم البلوشي وبعض المساهمات الفردية، حيث سيتم توزيع المخطوطات على جميع المتاحف العمانية والمواقع الثقافية الرئيسية بالسلطنة.

ويجري العمل حاليا على كتاب خاص بسيرة خط المصحف باليد ومراحل سير العمل به خلال الأثنى عشر عاما وأهم التحديات التي مر بها العمل مستعرضا الجهود التي بذلت به.

وقال سالم بن خلفان البلوشي: بمشيئة الله وتوفيقه وبمناسبة حلول الشهر الكريم , لقد أعددت طباعة عدد من نسخ المصحف الشريف المخطوط باليد وهو أول مصحف على مستوى الخليج يخط باليد ، وبفضل الله يتم نسخ المصحف بجهود ذاتية, وهو من مقاس 75 في 55 سم وتزن النسخة 25 كيلو جراما، وأضاف سوف نقوم بعمل قاعدة خشبية مثبته بالأرض بطول متر ونصف وعليها صندوق زجاجي وبلاستيكي حتى يتمكن المشاهد من رؤية المصحف وآياته الكريمة، وسوف نضع على قاعدة داخليه وبقرب من النسخة المذكورة لوحة تعريفية عن هذه المخطوطة، وأتقدم بالشكر الجزيل لكل من ساهم في هذا العمل العظيم ماديا ومعنويا، وأضاف: سوف نقوم بتقديم النسخ إلى المتاحف الوطنية بالسلطنة والمواقع الرئيسية المعنية . وأكد البلوشي أن النسخة الحالية للمصحف مجلدة بجلد الغزال الطبيعي وعليه زخرفة نحاسية مزخرفة بماء الذهب والفضة، وما يميز النسخة الحالية عن النسخة السابقة هو أن النسخة السابقة عملت بجلد الغزال الصناعي, أما النسخة الحالية فتم عملها بجلد الغزال الطبيعي،
واختتم حديثه قائلا: نسأل الله التوفيق والسداد وأن يسخر جهود الأمة الإسلامية في الاهتمام بكتاب الله بكافة مجالاته لأنه فخر الأمة الإسلامية ومرجعها الأول.