عزاف رمضان نورين رحمن..!

عزيزة الحبسية
azizaalhabsi87@gmail.com

"نورين رحمن" شابة باكستانية في الثلاثينيات من عمرها تنحدر من أب وأم باكستانيين مهاجرين منذ أكثر من أربعين عاما للمملكة المتحدة. تعيش نورين في مانشستر، وهي مدينة بريطانية تقع في شمال غرب إنجلترا، وهي كذلك مدينه صناعية عريقة بها جامعات كبرى تعتبر من أهم جامعات المملكة المتحدة.
حال أسرة (نورين رحمن) كحال أية اسرة مسلمة تعيش في مجتمع غربي لا يدين بالاسلام، ترى أن المشكلة الأبرز التي تواجههم كعائلة هي مشكلة تعليم أبنائهم والقدرة على الحفاظ على هويتهم الإسلامية من خطر الانزلاق في أجواء المجتمع المتحلل هناك. (نورين) تربت وترعرعت وتزوجت في نفس المدينة رغم أن ميلادها في (مانشستر) جعلها تمثل بقوة واحدة من البنات المسلمات اللاتي صقلتهن الحياة الغربية بعنفها وقسوتها وكستهن التربية الاسلامية بالفطرة السليمة التي يرتكز عليها المؤمن، فهذه المدينة تفتح نافذه جيدة لتصدير الاسلام..!!
المسلمون يشجعون بعضهم على الهجرة إليها والعيش فيها نظرا لان ضرورات حياة المسلم المهاجر تتوافر فيها كالاكل الحلال والمساجد والمجتمع المسلم ويقطنها جاليات مسلمة تمثل حوالي 5 % من إجمالي سكان المدينة، أكثرهم من جنوب آسيا الى جانب جاليات عربية جاءت لأسباب متعددة.
لا تمارس (نورين رحمن) سلوك الاقليات في أي مجتمع عندما تتطوع لتعريفك بالمساجد الموجودة بالمنطقة أو بأوقات الأذان والافطار في رمضان أو عندما تقوم برغبة شخصية عارمة بفعل توصيل المنشور الخاص بأوقات الامساك والفطور والسحور الى عند باب بيتك لتهاتفك بعدها وتتأكد بأنك تسلمت المعلومة وبأنك لم تأخذ قرارا خاطئا بتوقيت خاطئ للافطار أو في تقدير لحظة أذان الفجر.
عرفت (نورين رحمن) في 2008، ورغم انصهارها التام في المجتمع البريطاني كمعلمة في حضانة أطفال وتلقيها التعليم في هذا المجتمع، فإنها تحتفي بمن يلقي السلام كتحية وكعنوان للمسلم وتلتزم بالوعد عندما تعطي كلمة، وتحرص على أن تقدم النصح لك كفرد مسلم مغترب ببلاد غير مسلمة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
(نورين رحمن ) كما علمها أبواها المسلمان ما زالت تستقبل رمضان بنفس الوهج وذات السعادة كل عام ولا تنسى أن تزف التهنئة متى ما اقتربت هذه الشعيرة العظيمة.. نورين كانت تقول لي "نحن نغبطكم أنتم العرب لأنكم تتحدثون العربية وهي لغة أهل الجنان ونحسدكم لأنكم بسهولة يمكن أن تفهموا ما جاء في هذا القرآن العظيم".
(نورين رحمن) رغم أنها فتاة مسلمة تعتبر مهاجرة فإنها تعرف ما تريد في مجتمعها البريطاني الذي تعيش فيه وهي تحمل رسالة لا تتنازل عنها أبدا..رسالتها هي إعطاء صورة جميلة عن الاسلام بحسب مقدرتها المتواضعة وبحسب المساحة المتواضعة الممنوحة لها في هذه الحياة.