نجاحات مشرّفة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٠٨/يونيو/٢٠١٦ ٠٦:٣٨ ص

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

تجاوزت التفكير العميق في خبر تكريم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء (للصحفي) فيصل بن سعيد العلوي، الفائز بجائزة (صحفية)، ربما لأن جمعية الصحفيين ليست معنية بمسألة كهذه، ربما كانت منشغلة، أو تنتظر فترة انتهاء القسم حينما وزعت «الكراسي» المؤقتة، لتعود إلى «الخمسة دائمي العضوية».

أتجاوز ذلك لأن هناك حالة عمانية شبابية تطل بقوة على الساحات الخارجية بمواهب صنعت نفسها، محلقة فوق الدفع المؤسسي، وعادته، أنه ليس معنيا باجتهادات كهذه ليرسم ملامح طريقها، ويساعدها في الوصول إلى سلالم النجاح والتفوق، فمفردة «دوام» و»موظف» إن لم تكن «عاملاً» حجر الزاوية في التعامل بين سائر الأطراف.

هكذا حصدها «فيصل» وهو الصحفي الشاب الذي قارع أعتى الصحفيين العرب ليستل جائزة مهمة في ميدان «السلطة الرابعة» عبر حوار ثقافي به من العمق ما أقنع لجنة التحكيم أن هذا العماني الآتي من صحافة يقال إنها بعيدة عن «مراكز التأثير» كما هو التصنيف في «مراكز الثقافة العربية» التقليدية.. يستحق أن يكون الأول، وأن يضع اسمه على قائمة الاهتمامات محليا هذه المرة، وينال تكريما رسميا مستحقا.
وحينما حصد الشاعر جمال الملا جائزة كتارا لشاعر الرسول كأنما الساحة الثقافية العمانية، قبل الرسمية، اكتشفت أن لدينا شاعرا اسمه جمال الملا، شاعر بإمكانه الصعود إلى منصات الشعر، الإبداعية والإعلامية، بهويته العمانية، ويتفوق على شعراء من وزن المصري أحمد بخيت، بما يشبه الانقلاب الأدبي، فشهرة بخيت بلغت شأوا كبيرا، حتى خارج حدود العالم العربي، بينما «جمالنا» يبحث عن ذاته الشعرية، في بلاده، ربما، رغم تجلّيه كحالة أدبية موسومة بروح المتصوف وهو يتبتل في محراب القصيدة.
هكذا يأتي «متعدد المواهب» أحمد الكلباني ورفاقه في «فصاحة» كما هو شأن آخرين حصدوا المراكز الأولى والإعجاب، على مستويات ثقافية وعلمية، نالت التكريم من قبل معالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، لكنها لم تنل الاهتمام والرعاية لتكون لدينا عشرات المواهب القادرة على الوقوف بقوة في حضرات الكبار، لتقول «نحن من عمان»، هذه البلاد التي قد تغيب عن نشرات الأخبار لأنها بلد الاستقرار، لكن ساحة الإبداع مستحقة أن تنال شرف وقوفنا على منصاتها.
أعود في كل مرة إلى قضية «هيئة عامة للشباب» لتكون منصّة العمل الإبداعي الشبابي وحاضنته، فكيف نمضي إلى عالم عصري سلاحه التقنية والابتكار، ونفتقد هيئة كهذه، بينما لدينا «هيئة للصناعات الحرفية» وليس تقليلا من دورها، إنما أدوار شباب عمان، علميا ومعرفيا، أهم.. وأهم.
فهل على شبابنا التفوق خارجيا لنتذكرهم في الداخل؟!
أم أن «الشباب» تعني كرة قدم، وعلينا واجب صرف الملايين لنصنع نجوما سرعان ما تنطفي فور أن تخلع حذاءها بعيدا عن ارتداء «القميص الأحمر»، بينما نجوم الفكر والثقافة والعلوم، نجوم تضيء، حتى بعد أن يجف آخر نبض في أجسادها.