ناصر بن سلطان العموري
abusultan73@gmail.com
يتواصل تفاعل القراء مع عمود نبض قلم فيما يتعلق بطرح مناشداتهم التي تمس الواقع المعيش بكل تجلياته. هذه المرة مع مناشدة أخرى يتلقاها بريد عمود نبض قلم تتعلق باحتكار الوافدين لطناء أشجار النخيل في إحدى ولايات جنوب الباطنة وبمساعدة أياد عمانية للأسف. والخوف هنا أن تمتد هذه الظاهرة لتشمل ولايات أخرى ويصبح بعدها الوافد مسيطرا على الطناء وبأي ثم كان. أترككم مع المناشدة - وكما عودناكم بالمصداقية - نطرحها كما جاءت من المصدر:
«لا يخفى على الجميع ما أهمية وقيمة النخلة والتمور عند الإنسان العماني قديما وحاضراً، لم لا وشجرة النخيل هي من أكثر الأشجار انتشاراً في ربوع السلطنة، وقد ارتبطت بحياة الإنسان العماني ارتباطا وثيقاً منذ الأزل، فمن منا لا يبهجه منظر النخلة وجريدها المرسل في السماء كأجنحة الطير وكأنها تعانق السماء، فهي حقاً كانت وما زالت طعام الفقير وحلوى الغني وزاد المسافر.
ولأنه يحرم بعض الناس من هذا الخير فهو لعمري بلاء وحرمان، فهناك كثير من الناس لا يملكون مزارع النخيل ويعتمدون على ما يحصلون عليه من تمور نظير ما يشترونه من غلة هذه التمور بالمزاد، وهو ما يعرف محلياً بـ «الطناء»، ولكن، هناك جشع من كثير من أصحاب المزارع وتواطؤ البعض من الذين لا يقيمون لإخوانهم وبني جلدتهم في الولاية وزنا ولا تقديرا.
تبدأ القصة في سيطرة ثلة من القوى العاملة الوافدة على كثير من المزارع خصوصاً في محافظة في الباطنة، وهذا معروف من قبل الجميع، والمشاكل التي أتت من قبلهم جراء استنزافهم للأراضي والمياه والاستخدام الخاطئ للكيماويات لأجل المكسب السريع.
تقوم هذه الفئة بحضور الطناء والمزايدة مع المواطن، والقيام بالاستحواذ على الجيد من الغلة دون النظر إلى السعر لأن الهدف في الأخير تجاري بحت، ونتيجة لذلك لا يتمكن المواطن من شراء الغلة بهذه الأسعار الخيالية، حيث وصلت قيمة الغلة إلى أكثر من خمسة أضعاف القيمة المعهودة، ومن ثم يقوم هذا الوافد ببيع الرطب للمواطن بأسعار مبالغ فيها غير مراع لجودة ما يبيع.
هنا يجب أن نذكر أن هناك بعضاً من ملاك المزارع من يقوم ببيع جميع الغلة لهؤلاء العمال قبل استواء الغلة ولا تتم المناداة بها ليتمكن الجميع من حضور الطناء، كما جرت العادة عند العمانيين في مثل هذا الأمر، حيث يتفاجأ الكثير بأنها قد بيعت كلها. ولا يخفى على الجميع أنه لا يجوز شرعا بيع الغلة قبل استوائها.
كانت هناك بعض الجهود لاحتواء هذه الممارسات الخاطئة من قبل الغيورين من أبناء الولاية، وبالفعل تم منع هذه الفئة من المزايدة، لكن القوى العاملة الوافدة قامت باستئجار بعض ضعاف النفوس من أهل البلد وذلك نظير مبلغ مادي للمزايدة لهم وفي الأخير تكون من نصيب الوافد عن طريق هذا الوسيط.
المسألة هنا متعلقة بأهالي الولاية أنفسهم أكثر من أنها مسألة تخص أي جهة أخرى، فيجب هنا على أبناء الولاية التكاتف والتآزر لمنع استفحال هذه الظاهرة».
مناشدة من مواطن غيور، لولا غيرته على ولايته وبلده لما تواصل وكتب وبث ما بين خلجات قلبه... نداء لمواطن أتمنى أن يصل صداه لوزارة الزراعة والثروة السمكية والجهات ذات العلاقة لتدخل إن جاز لها التدخل في مثل هذه الأمور ووضع آلية معينة واشتراطات محددة لضمان عدم احتكار الوافد لطناء محصول البسور. كما أطالب المواطنين بالتكاتف وعدم السماح للوافد بالتدخل بينهم وبين إخوانهم فالنخلة العمانية خلقت خيراً للعماني وستبقى كذلك.
سيحتجب عمود نبض قلم عن الظهور خلال شهر رمضان المبارك وسيعاود الظهور إن شاء الله بعد عيد الفطر... تقبل الله صيامكم وقيامكم وصالحات أعمالكم. وكل عام وأنتم بخير.