المعولي: سياسة السلطنة بقيادتها الحـكيـمة تـدعم مـبدأ الحـوار السلمي

بلادنا الثلاثاء ٠٧/يونيو/٢٠١٦ ٠٠:٢٣ ص
المعولي: سياسة السلطنة بقيادتها الحـكيـمة تـدعم مـبدأ الحـوار السلمي

بكين -
تلبية للدعوة المقدمة من رئيس المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني معالي يو تشنج شنج لزيارة جمهورية الصين الشعبية، قام رئيس مجلس الشورى سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي والوفد المرافق له بزيارة رسمية إلى المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.

والتقى سعادته والوفد المرافق له بمعاليه الذي أعرب عن سعادته لتلبية الدعوة مثمنا الأثر الإيجابي للزيارة في تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين، متمنيا أن تكون هناك زيارات متبادلة بين المجلسين خلال الفترة القادمة.
وتحدث معاليه عن عمق العلاقة بين البلدين التي تعود إلى آلاف السنين والتي تطورت في السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا في شتى المجالات السياسية والاقتصادية.
وأكد أن السلطنة والصين تنتهجان نفس الاستراتيجية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في العالم وتأييد الحوار لحل كافة قضايا العالم، مستشهدا بالمواقف الطيبة للسلطنة فيما يتعلق بالعديد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي. وشكر معاليه السلطنة على المساعدات التي قدمتها للحكومة الصينية عقب الإعصار الذي ضرب الصين خلال الفترة الفائتة. وأشار معاليه إلى أن الصين هي أكبر مستورد للنفط العماني، وأن الحكومة الصينية ترغب في الدفع بمزيد من التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين خلال المرحلة القادمة، وحث الشركات الصينية على مزيد من الاستثمار في المشاريع التي تقام في السلطنة، كما أشار إلى ضرورة تعزيز التعاون في المجالات الأخرى كالتبادل الثقافي والصحة والتعليم وغيرها.

علاقات تاريخية

من جهته، شكر سعادة الشيخ رئيس مجلس الشورى معاليه على دعوته الكريمة وعلى حسن الضيافة والاستقبال متمنيا لمعاليه وللشعب الصيني الصديق مزيدا من التطور والنماء.
وتطرق سعادته للحديث عن العلاقات التاريخية التي تربط البلدين الصديقين والتطلع إلى الدفع بها إلى مزيد من التطور خلال المرحلة المقبلة وفي شتى المجالات، مشيرا إلى أن السياسة التي تنتهجها السلطنة في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان -حفظه الله ورعاه- تسير بخطى ثابتة في الدفع بالقضايا السياسية المختلفة نحو مبدأ الحوار السلمي، ومبدأ عدم التدخل في شؤون الغير.
كما أشار رئيس المجلس إلى أن السلطنة قامت بالمساعدة في حل العديد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، ما أكسبها مكانة ومصداقية في مجال إحلال السلام، موضحا أن السلطنة تتخذ موقفا حازما من الإرهاب والتطرف ومكافحته، بحيث لا تدخر جهدا في القضاء عليه، والتعاون مع باقي دول العالم للقضاء على هذه الظاهرة.
وفي الجانب الاقتصادي أكد سعادته أهمية تنمية العلاقات الاقتصادية بين السلطنة والصين وذلك لما يتمتع به البلدان الصديقان من علاقات وطيدة في مختلف المجالات. وأشار سعادته في هذا الجانب إلى الموقع الاستراتيجي للسلطنة الذي يعتبر بوابة اقتصادية مهمة، إضافة إلى ما تتمتع به من بنى أساسية على المستوى العالمي من مطارات وموانئ، منوها إلى أن المنطقة الاقتصادية بالدقم منطقة واعدة بكافة المقاييس وقد استثمر الجانب الصيني مؤخرا بها بحوالي 10.7 بليون دولار أمريكي.
وأكد سعادته أن السلطنة تتابع بإعجاب ما تحقق من طفرة في الاقتصاد الصيني، حيث تضاعف ناتجه المحلي أضعافا خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ما يدل على العمل الجاد في عمليات التنويع الاقتصادي التي قامت به الحكومة الصينية، وذكر أن السلطنة مهتمة بالشراكة الاقتصادية مع الصين والدفع بالمزيد من الاستثمارات المتبادلة خلال المرحلة القادمة، كما أن القوانين الاستثمارية وغيرها بالسلطنة منسجمة تماما مع متطلبات المستثمرين على المستوى العالمي.
ودعا سعادته معالي رئيس المجلس الوطني الصيني إلى حث الحكومة الصينية والشركات الصينية على استكشاف آفاق الفرص الاستثمارية في السلطنة، مؤكدا أن الجانب العماني ممثلا بمجلس الشورى سيبذل جهوده للدفع بكافة أوجه التعاون مع الجانب الصيني فيما يتعلق بدعم العلاقات السياسية والاقتصادية.

مبادئ راسخة

كما استقبل رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني معالي تشانج ده جيانج بمقر البرلمان الصيني سعادة الشيخ رئيس المجلس والوفد المرافق له، حيث تبادل الجانبان الترحيب ببعضهما وقد ثمّن سعادته الدعوة الكريمة من قبل الجانب الصيني.

وخلال اللقاء أشار معالي رئيس اللجنة الدائمة لنواب الشعب الصيني إلى أهمية زيارة الوفد العماني ممثلا بمجلس الشورى وبعض الجهات ذات العلاقة بالسلطنة بالنسبة للحكومة الصينية لدعم وتقوية العلاقات في مختلف الجوانب ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وتطرق إلى أهمية استمرار مثل هذه الزيارات خلال الفترات القادمة.

كما تطرق الجانبان إلى ما تتمتع به كلتا القيادتين من مبادئ راسخة في مواقفهما تجاه القضايا الدولية والإقليمية، وأشاد معالي رئيس اللجنة الدائمة لنواب الشعب الصيني بما تتمتع به السلطنة من مكانة سياسية دولية مرموقة واستقرار أمني.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي تطرق معالي رئيس اللجنة الدائمة لنواب الشعب الصيني للحديث عن أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين فيما يتعلق بسياسة التنويع في الخطط الخمسية والتحديات التي تواجه الدول العربية المعتمدة على النفط كما هو الحال في السلطنة.
وأشار معاليه إلى أهمية توفير البيئة الملائمة للاستثمار وحمايتها من خلال التشريعات والأطر المنظمة لها، وعدم اصطدامها بمعوقات اجتماعية أو سياسية، موضحا أن الحكومة تدعم الشركات الصينية العاملة في السلطنة وتقدم لها التسهيلات اللازمة لأداء مهامها في المشاريع التنموية والاستثمارية، مع أهمية وجود أسواق تستقبل السلع المصنعة في السلطنة سواء على المستوى العربي أو الآسيوي. من جانبه أكد سعادته جاهزية السلطنة لاستقبال الاستثمارات الصينية في بيئة تتمتع بالقوام القانوني الملائم والتسهيلات الممنوحة في المناطق الحرة وغيرها، مشيرا إلى الاتفاقية الأخيرة البالغة (10.7) بليون دولار التي وقعت عليها السلطنة ممثلة بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم مؤخرا مع شركة هوانج الصينية، والتي تعد لبنة قوية في مجال التعاون الاقتصادي بين البلدين. كما أشار سعادته إلى جاهزية الموانئ والمطارات والطرق بالسلطنة في كافة المناطق الحرة والمناطق الصناعية الأخرى للاستثمار.

شراكة اقتصادية

وفي إطار الزيارة قام سعادة رئيس مجلس الشورى والوفد المرافق له بزيارة للمنطقة الاقتصادية بمدينة شينتن، حيث التقى الوفد بمعالي رئيس اللجنة الاستشارية السياسية للمواطنين الصينيين في مدينة شينتن، الذي أشار إلى مدى التطور الكبير الذي وصلت إليه هذه المدينة، حيث شهدت إقامة بنى أساسية عالية الجاهزية واستثمرت فيها الشركات المحلية الصينية والتي تعتبر الرائدة على مستوى العالم في مختلف المجالات وفق الخطط الخمسية التي تتبناها الحكومة الصينية.
كما أوضح معاليه أنه يدعم دائما الشركات الواقعة ضمن نطاق هذه المدينة إلى الاستثمار في الشرق الأوسط، كما أشار إلى أن كلا من شركة هواوي وشركة تشاينا مارشانت تستثمران في السلطنة، وهاتان الشركتان من مدينة شينتن.
من جانبه أشاد سعادة رئيس المجلس بما تحقق من طفرة اقتصادية كبرى في جمهورية الصين، مؤكدا سعي السلطنة إلى الدفع بالعلاقات العمانية الصينية إلى مزيد من التطور في كافة المجالات.
كما أشار سعادته إلى الفرص الاستثمارية الواعدة في السلطنة كالمنطقة الاقتصادية بالدقم وغيرها من المناطق، داعيا الحكومة الصينية وقطاعها الخاص إلى الاستثمار في السلطنة لما تتمتع به من مناخ سياسي مستقر وهادئ ومقومات بنية أساسية مكتملة كالموانئ والمطارات وغيرها، إضافة إلى القوام القانوني في الاستثمار الذي يحفظ حقوق المستثمرين وكذلك التسهيلات الممنوحة لهم.
وقد اتفق الطرفان على أهمية تبادل الزيارات خلال المرحلة القادمة لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، وحث الشركات الصينية على الاستثمار في منطقة الدقم الاقتصادية وغيرها من المناطق الحرة بالسلطنة، وكذلك الاستثمار في القطاعات التي ركزت عليها الخطة الخمسية التاسعة مثل (قطاع الصناعة، والخدمات اللوجستية، والتعدين، والسياحة، والثروة السمكية).
وضم الوفد المرافق لسعادة رئيس مجلس الشورى عددا من أصحاب السعادة أعضاء المجلس، وسعادة السفير العماني المعتمد لدى جمهورية الصين الشعبية، وبعض المختصين من الهيئة العامة لترويج الاستثمار وتنمية الصادرات، وبعض المعنيين من هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.