ترسيخ مكانة الهند لدى واشنطن

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٠٦/يونيو/٢٠١٦ ٢٣:٤٥ م

(اف ب)

يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما هذا الاسبوع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي لتعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين الا ان هوية الرئيس المقبل للولايات المتحدة تلقي بظلالها على اللقاء.
وخلال الزيارة الاخيرة لاوباما الى الهند في مطلع 2015، لم يخف المسؤولان اعجابهما المتبادل في ما يشكل تحولا ملفتا لمودي الذي كان ممنوعا من دخول الولايات المتحدة قبل عشر سنوات بسبب اعمال العنف الدامية المعادية للمسلمين في ولاية غوجارات التي كان حاكما لها في العام 2002.
وبرنامج مودي الذي يقوم برابع زيارة له الى الولايات المتحدة خلال عامين مثقل: فهو سيزور المقبرة العسكرية في ارلينغتون الاثنين ثم يلتقي اوباما في البيت الابيض الثلاثاء.
اما الاربعاء فسيصبح رئيس الوزراء الهندي الخامس الذي يلقي كلمة امام كامل اعضاء الكونغرس وهي دعوة مخصصة لقادة الدول الصديقة والحليفة للولايات المتحدة فقط.
وشدد وزير الخارجية الهندي س. جيشانكر ان المسؤولين تربط بينهما علاقة عمل "وثيقة وبناءة"، وان الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام هي مسعى "لتوطيد هذه العلاقات".
وفي الوقت الذي تعيش فيه الولايات المتحدة على وتيرة الانتخابات التمهيدية قبل الاستحقاق الرئاسي المقرر في الثامن من نوفمبر المقبل، لا شك في ان مودي الذي تنتهي ولايته في العام 2019 سيفكر في مرحلة ما بعد اوباما.
وعلق مانوج جوشي من مؤسسة "اوبزرفر ريسرتش" للابحاث في نيودلهي ان "زيارة رئيس الوزراء لرئيس على وشك الرحيل غامضة بعض الشيء"، واشار الى لقاء ممكن مع المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون ومع/او المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
وتابع جوشي ان "مودي يمكن ان يحدث مفاجاة ويلتقي ترامب"، مع التشديد على المخاطر التي يمكن ان تنطوي على تولي مثل هذا المرشح "الذي لا يمكن التكهن بما سيقوم به" منصب الرئاسة.
واذا كان قطب الاعمال الملياردير وجه انتقادات حادة اللهجة الى الصين عندما تعهد التفاوض معها بصرامة في الشؤون التجارية، الا انه ابدى تحفظا اكبر ازاء الهند ولو انها لم تنج من انتقاداته.
وكان ترامب قال في تجمع انتخابي مطلع العام "الصين تاخذ وظائفنا واليابان تاخذ وظائفنا والهند تاخذ وظائفنا. لكن الامور لن تستمر على هذا النحو".
وارتفعت المبادلات التجارية بين الهند والولايات المتحدة خمس مرات عمليا منذ العام 2000 وباتت تفوق المئة مليار دولار سنويا. وتريد واشنطن مضاعفة هذا الرقم خمس مرات بعد في السنوات المقبلة.
وستشمل المشاورات بين مودي واوباما المناخ والطاقة خصوصا وان الهند البلد الثاني في العالم من حيث عدد السكان لديها حاجات هائلة الى الطاقة وستكون الخيارات التي ستتم في السنوات المقبلة حاسمة حول الانبعاثات المستقبلية لغازات الدفيئة في هذا البلد.
وتبدو الهند على وشك توقيع اتفاق مع العملاق الاميركي وستنغهاوس لبناء محطة نووية. وقال سفير الهند الى واشنطن "المفاوضات بلغت مرحلة متقدمة جدا".
كما ستتناول المحادثات قضايا الدفاع فالهند هي اكبر مستورد للاسلحة في العالم وتوزع مصادرها بين الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا واسرائيل.
وتخوض واشنطن ونيودلهي مفاوضات منذ سنوات حول اتفاق للتعاون اللوجستي العسكري يمكن ان يتيح للجيش الاميركي ان يزود نظيره الهندي بالوقود واو بقطع تجهيزات خلال مناورات عسكرية مشتركة تجريها الدولتان بشكل متزايد في السنوات الاخيرة.
وتحاول الولايات المتحدة ان تكون الهند ضمن شبكة تحالفاتها الدفاعية في منطقة اسيا المحيط الهادئ في الوقت الذي تثير فيه مطامع الصين في بحر الصين الجنوبي قلق دول المنطقة.
ابان الحرب الباردة، كانت العلاقات بين الهند والولايات المتحدة يشوبها الحذر الا انها شهدت تقاربا ملفتا خلال رئاسة جورج بوش الابن (2001-2009) لصالح اتفاق حول الطاقة النووية للاستخدام المدني.