مسقط - عزان الحوسني
أكدت مصلحة حماية المستهلك أن الأسعار بقيت مستقرة عند قبيل انطلاق شهر رمضان، مؤكداً أن الهيئة تراقب الأسواق عن كثب، وجاهزة لضبط أي مخالفة أو تلاعب في الاسعار. مؤكدة أنها لم ترصد أي بلاغات عن غرتفاع في الاسعار.
واستعد المواطنون والمقيمون في السلطنة مبكراً لشهر رمضان المبارك، الذي يبدأ اليوم في السلطنة، من خلال شراء المستلزمات الرمضانية التي باتت معروفة وتمثل أحد العناصر الأساسية في المائدة الرمضانية. وكانت أصناف الأرز والهريس والأكلات الرمضانية والمشروبات بأنواعها هي الأكثر إقبالا عليها من المستهلكين.
ورغم غياب الأرقام تقديرية حول حجم الإنفاق في شهر رمضان، فإن الهيئة العامة لحماية المستهلك أشارت إلى أنها لم تسجل أو ترصد أي بلاغات عن ارتفاع الأسعار، وهي تقوم بمراقبة الأسواق، وتحث الموردين على الالتزام بالقوانين والإجراءات المرعية في وضع الاسعار.
جهود مضاعفة
وقال مدير دائرة تنظيم ومراقبة الأسواق في الهيئة العامة لحماية المستهلك هلال بن سعود الإسماعيلي إن شهر رمضان المبارك من الشهور الموسمية التي تنشط فيها الحركة التجارية بشكل كبير بسبب إقبال المستهلكين على شراء السلع الاستهلاكية الغذائية، الأمر الذي يتطلب من الهيئة مضاعفة جهودها في مراقبة سير الحركة التجارية والتأكد من توفر السلع الغذائية الأساسية وعدم السماح للمزودين برفع الأسعار على المستهلكين استغلالاً لهم. بالإضافة إلى أن الهيئة دأبت منذ إنشائها على التنسيق مع المراكز التجارية لتوفير السلة الرمضانية، وهي عبارة عن عدد من السلع الاستهلاكية مثل العدس وحب الهريس والزيت والسكر، لتباع بسعر مناسب، مشيراً إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من جمهور المستهلكين على شراء السلة الرمضانية.
ورداً على سؤال عما إذا تم رصد تغير في الأسعار أكد الإسماعيلي أن الهيئة تقوم بتسجيل مخالفة على أي مزود يقوم برفع سعر سلعه قبل الحصول على الموافقة المسبقة منها، أكان ذلك في شهر رمضان او في أي شهر آخر. واوضح أن السلع التي تشهد نسبة أكبر من الإقبال خلال الشهر الفضيل هي السلع الغذائية الأساسية كالأرز وحب الهريس والسكر والزيت والبقوليات بالإضافة إلى اللحوم بأنواعها والخضراوات والفاكهة.
استغلال من ضعفاء النفوس
وينصح مدير دائرة تنظيم ومراقبة الأسواق في الهيئة العامة لحماية المستهلك جميع المستهلكين بعدم تأجيل شراء مستلزمات الشهر المبارك حتى دخول الشهر الأمر الذي يتسبب في إستغلالهم من قِبل ضعاف النفوس من بعض المزودين والذين يقومون برفع أسعار سلعهم بغية جني الربح الوفير خلال هذا الشهر، بالإضافة إلى عدم الحاجة لشراء كميات كبيرة من السلع مما قد يؤدي لنفاذها من بعض منافذ البيع وتكون متوافرة لدى بعض المنافذ فقط، كما ان المراكز التجارية تقوم بعمل عروض ترويجية للسلع الإستهلاكية بأسعار مناسبة يمكن للمستهلكين الاستفادة منها.
لا تقدير لحجم الإنفاق
وعن تقديرات الهيئة حول حجم أنفاق المواطنين والمقيمين في رمضان قال الإسماعيلي:"لا يوجد لدينا رقم تقديري لحجم الانفاق خلال شهر رمضان ولكن من المعروف إن الانفاق الاسري والمجتمعي يزيد بشكل ملحوظ وذلك من خلال قيام الفرق التطوعية والجمعيات الاهلية بشراء كميات كبيرة من السلع الأساسية ليتم توزيعها على الاسر المعسرة أصحاب الدخل المحدود، وكما هو معلوم لدي الجميع بأن المجتمع العماني كباقي المجتمعات الإسلامية يتميز باللقاءات العائلية المستمرة على مدار الشهر المبارك في وجبة الفطور مما ينتج عنه زيادة في حجم الإنفاق إجمالاً لدى معظم الأسر".
واوضح الإسماعيلي قائلا: الإقبال الكبير للمستهلكين على التسوق في شهر رمضان يجعل فرصة تواجد سلع منتهية الصلاحية كبيرة داعيا على أهمية قراءة البيانات المكتوبة على السلعة وخصوصاً تاريخ الصلاحية والتأكد من الشكل الظاهري للأطعمة المعلبة وعدم وجود أي انتفاخ او انبعاج او صدأ عليها.
آراء المستهلكين
وكانت لدى المستهلكين آرائهم ايضاً حول السلوك الاقتصادي في الشهر الفضيل، وقال محمد هلال الخروصي "إن الشراء يكون قبل الشهر المبارك فقط وتتنافس بعض المجمعات والمحلات التجارية من خلال وضع عروض رمضانيه لجذب الزبائن وتخفيض اسعار بعض المواد الاستهلاكية". ودعا الخروصي المستهلكين إلى الالتزام بأهداف الصيام و"أن يكون لديهم منهج الوسطية من خلال نبذ البخل والشح وكذلك عدم الاسراف والتبذير".
وبدوره قال مرشد بن علي البلوشي إنه يحرص على شراء "بعض المواد من قبيل الشهر المبارك ومنها الأطعمة الاستهلاكية في كالطحين والمشروبات والفواكه، فضلاً عن الأدوات التي يتم استخدامها في الطهو كالآواني وغيرها، وبلا شك اللحوم الطازجه.وأضاف مرشد أنه يتسوق لشهر رمضان قبل بدءه بنحو أسبوع كامل، ويقوم بتجهيز كامل المؤونة والأدوات التي قد تحتاجعا الأسرة في هذا الشهر المبارك. ويضيف أنه في منتصف الشهر ايضاً، يقوم بالتجهيز من جديد بعد أن يكون قد تم استهلاك المواد الغذائية التي لا يمكن تخزينها لفترات طويلة.
وعن ارتفاع الأسعار يقول البلوشي: "إن هناك ارتفاعاً تعودنا عليه قبيل كل مناسبة، هذا رغم أن الاسعار مرتفعة أصلاً. ونصح المستهلكين بعدم للإسراف في الشراء وتراكم الاغذيه في المنزل، و"لابد ايضاً ان يكون المستهلك حريصاً على اختيار الاطعمة المناسبة والصحية، وبلا شك التأكد في كل مره من صلاحية المنتجات".
ويقول معاذ بن سعود البلوشي إنه يركز "على شراء السلع الطازجة مثل الخضروات والفاكهة والأسماك واللحوم، والمواد الغذائية المفيدة للصحة". ويضيف أنه يحرص على شراء المواد التي لا تدوم طويلاً ليستهلكها خلال يومين أو ثلاثة فقط من أجل الحفاظ على القيمة الغذائية فيها على عكس المواد التي يمكن تخزينها والتي يمكن شراءها قبل فترات طويلة".
ارتفاع نسبي
أما بالنسبة للاسعار فيقول إنه "في الأيام الأولى تكون الأسعار في ارتفاع نسبي وذلك لكثرة الطلب عليها، وينصح معاذ المستهلكين بقراءة صلاحية السلعة قبل الشراء ومعرفة تاريخ الانتهاء لان في مثل هذه الأوقات تكثر العروض والغرض في بعضها التخلص من البضائع التي شارفت على الانتهاء وهي ذات صلاحية اقل".
من جانبه قال عبدالله مرهون "إن أكثر الاغراض التي اشتريها تكون تمر او رطب وقهوة لبن لحوم وارز والفاكهة والخضروات" ولاحظ أن "اسعار المنتجات تتغير خلال شهر رمضان لزيادة الطلب عليها. ونصح عبدالله المستهلكين باختيار المنتجات ذات الجودة وكذلك المنتجات المخزنة بطريقة سليمة ومراقبة صلاحيتها، مؤكداً ضرورة إبلاغ هيئة حماية المستهلك في حالة تم اكتشاف اي تلاعب في صلاحية المنتج أو في سعره".
ومن جهته وقال عبد السلام السعيدي: "إن اللبن والفواكه والطحين والمعسل والمعجنات بانواعها أكثر ما يتم شرائه في رمضان. مؤكداً أنه تقسيم التسوق بين سلع يشتريها يومياً كاللبن والفكهة والمخبوزات، وبعض السلع التي يشتريها مرة واحدة لطيلة شهر رمضان كالسكر والطحين غيرها من المواد.
واعتبر عبد السلام أن هناك ارتفاعاً طفيفاً في بعض المنتجات، "مما يفرض على المستهلك بان يكون لديه حس بالمسؤولية والوعي في الابلاغ عن اي ارتفاع بالاسعار او في المنتوجات المنتهيه او التي بكون عليها ملاحظات وعدم الانصياع لما قد يقدم له من الوافدين مقابل السكوت عن ذلك، كما يجب على المستهلك التقليل من الشراء فوق ما هو بحاجة اليه".
المحلات التجارية:
أما المسؤولين في المتاجر فكان لهم آراء مختلفة إذ تقول وفاء موسى، المسؤولة في "لولو" إن اكثر الاغراض التي يقبل عليها الناس برمضان هي "الجلي" و"الفيمتو " والكريم كراميل والطحين. وأكدت أن الاسعار في بعض السلع أنخفضت بقدوم الشهر المبارك وما زلت بعضها ثابته مثل باقي الشهور.ونصحت وفاء المستهلكين بشراء المواد الغذائية مرة واحدة للشهر المبارك لما لذلك من توفير للمصاريف وايضا لتقدير السلع المطلوبة في المنزل لتقليل من التبذير.
وقال الباز محمد أحد المندوبين في المراكز التجارية(الكرامة) إن أكثر المواد التي يقبل عليها المستهلكين هي المواد الغذائية الاساسية كالارز والطحين والخضروات والفاكهة والسكر والحليب، فضلاً عن بعض المواد غير الاساسية والتي تدخل اساسة في تحضير بعض الاطباق الرمضانية.
وحول الاسعار أكد أن "بعض السلع الغذائية أنخفضت اسعارها في شهر رمضان، وهذا ما يحصل في كل عام. الا ان أسعار بعض السلع تتغير" نافياً ان يكون لأصحاب المتاجر أي شان في هذا التغير "إذ تعتمد الاسعار في بعض الأحيان على الشركات العالمية المصنعة أو المسوقة".
أما إبراهيم الشيادي وهو مندوب تجاري في أحد المراكز التجارية فيقول إن قائمة الاسعار في رمضان تختلف نوعا ما عن باقي الشهور لاسيما اسعار بعض أنواع العصائر والارز والهريس.