حريق فندق دبي يثير تساؤلات حول تصميم ناطحات السحاب في الخليج

مزاج الأحد ٠٣/يناير/٢٠١٦ ٠٢:٥٧ ص

(رويترز) - أدى الحريق الذي اندلع في ناطحة سحاب في دبي ليلة رأس السنة وهو ثالث حريق في مبنى شاهق بالإمارة خلال ثلاث سنوات إلى اثارة تساؤلات جديدة حول سلامة المواد المستخدمة في واجهات المباني شاهقة الارتفاع في المنطقة. وشيدت مئات الأبراج البراقة في دول الخليج العربية خاصة في الإمارات وقطر خلال العقد الماضي نتيجة الانتعاش الاقتصادي. وغالبا ما تشمل التصميمات الحديثة المزخرفة استخداما كبيرا للمواد التي تكسو الابنية وهي طبقات تثبت على واجهات المباني للزينة أو العزل أو الحماية. وبعد أحدث حريق في دبي والذي قال مسؤولون أمنيون إنه انتشر في واجهة المبنى المؤلف من 63 طابقا وهو عبارة عن فندق وبرج سكني يتساءل الخبراء عما اذا كانت تلك الطبقات تجعل الابنية أكثر عرضة للحرائق في بعض الحالات. وذكرت جريدة الوطن الإماراتية اليوم السبت إن الحرائق التي اندلعت في مواقع مهمة في دبي أثارت المخاوف بشأن جودة المواد المستخدمة في تغطية المباني في الامارات. وذكرت الجريدة أن الخبراء يقولون إن معظم الأبراج السكنية والإدارية في الإمارات وعددها نحو 250 تقريبا تستخدم الواح من مواد بلاستيكية حرارية. ويمكن ان تتكون الألواح من بلاستيك أو حشو من البولي يرويثين وسط صفائح من الألومنيوم. وقال فيل باري مؤسس شركة استشارات السلامة من الحرائق في بريطانيا إن مثل هذه المواد ليست خطيرة بالضرورة لكن يمكن ان تكون قابلة للاشتعال. ووفقا لتصميم ناطحة السحاب فإن النيران قد تنتقل من خلال النوافذ إلى داخل المباني.

وقال باري لرويترز إنه من خلال عمله كمستشار في الخليج عام 2012 لاحظ أن هناك إمكانية "لنشوب حرائق في المباني الشاهقة" والتي تشير في بعض الأماكن إلى الحاجة للوائح أقوى وقوانين بناء اشد صرامة. حرائق سابقة ولا تزال السلطات تحقق اليوم في سبب الحريق الذي اندلع في برج "العنوان" داون تاون. وقالت شرطة دبي إن 14 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة لدى اخلاء المبنى. وقال رجل اسعاف في الموقع إن اكثر من 60 شخصا خضعوا للعلاج نتيجة استنشاق الدخان واسباب اخرى. وقال محمد العبار رئيس مجلس ادارة شركة إعمار التي تمتلك الفندق إنه تم بناؤه وفقا لأفضل معايير الجودة واتباع أفضل الأساليب الدولية. وقال العبار في بيان إن الشركة مصممة على إعادته إلى ما كان عليه بل وأفضل من المعايير المعمارية الرائعة. ولم يناقش العبار أسباب الحريق أو التاثير المالي على شركة إعمار أو القول بموعد إعادة افتتاح الفندق. وفي فبراير شباط العام الماضي تم اجلاء مئات الأشخاص من أحد أعلى الابنية السكنية في العالم عندما اندلع حريق في برج الشعلة المؤلف من 79 طابقا في دبي. وتوصل تحقيق اجرته إدارة المبنى إلى ان معظم الاضرار كانت في مواد العزل الخارجية. وفي نوفمبر تشرين الثاني 2012 التهمت النيران اجزاء من مبنى سكني مؤلف من 34 طابقا. وأظهر تحقيق أن سبب الحريق كان عقب سيجارة ألقي على كومة من النفايات. وسرت النيران في الألواح التي تكسو البرج. وأجرت الإمارات تعديلا على قانون سلامة الابنية في 2013 يقضي بأن تكون المواد التي تكسو كل الابنية الجديدة التي يزيد ارتفاعها عن 15 مترا من المواد المقاومة للحرائق. لكن اللوائح الجديدة لا تطبق على الأبنية المقامة قبل ذلك العام. وأوضح باري أن الغالية العظمى من ناطحات السحاب في البلاد لا تنطبق عليها اللوائح. وكان قد تم اكتمال برج العنوان داون تاون في عام 2008.